أيون الدنيا مش زي الخيارة وانت مش طبق سلطة بيحطوا فيها الخيارة. الدنيا مش زي الخيارة يوم في ايدك ويوم في السلطة. لازم تعرف ان الدنيا زي الغابة ولازم تعرف ان الإنسان هو اضعف الكائنات اللي ساكنة في الغابة
أيون الانسان ضعيف جدا وسهل انه يتكسر ويستسلم لكن من رحمة ربنا انه أعطانا سلاح نتقوى بيه ونتمترس خلفه. السلاح ده هو العقل اللي ربنا ميزنا بيه عن سائر مخلوقات الغابة
.........................................................
تحت ضغط الظروف والملابسات او مجريات الامور احيانا يصاب الانسان بأحد العوارض الثلاثة المدمرة وهي بدون ترتيب اليأس والسلبية والكفر بالخالق
ايون انت ساعات بيجيلك احباط كبير وبتفقد الامل تماما في ان تنصلح الاحوال. واليأس سواء كان عرض طارئ او مرض مزمن يمكن التخلص منه اذا استخدمت عقلك بشكل صحيح. لنفترض جدلا انك تم القبض عليك في مصر ثم تم نقلك لإسرائيل وتم وضعك في معتقل بعد ان إتهمتك الحكومة الاسرائيلية بمعاداة السامية ومعاداة مبارك والمجلس العسكري وأخبروك بأنك ستظل معتقلا حتى آخر لحظة في عمرك
داخل المعتقل ستكون وحيدا وفاقدا لأي بصيص من الامل وسيكون اليأس هو الاختيار الوحيد المتاح امامك. صحيح ان الموقف الذي افترضناه يدعو في ظاهره لليأس لكن لو شغلت مخك هتعرف انك لو استسلمت لليأس فكأنك تحكم على نفسك بالموت غماً وكمداً بينما لو قاومت اليأس وأقنعت نفسك بأن هناك أمل كبير أن يتمكن شعب مصر من تحرير بلدهم من قبضة المجلس العسكري العدو الأول لمصر وشعبها ولو أقنعت نفسك بأن الشعب المصري سينجح في وضع اسس دولة قوية مستقلة القرار مثل تركيا وايران وان وزارة الخارجية المصرية بعد ذلك ومن منطلق معاملة الند للند ستطالب اسرائيل بإطلاق سراح جميع الثوار الذين تم اعتقالهم اثناء الثورة وبعدها من قبل نظامي مبارك والمجلس العسكري. حينها ستحيا متعلقا بأمل وهو ما سيجعل حياتك افضل من حياة اليأس والقنوط. والامل غالبا مرتبط بمقدار ايمانك وثقتك في قدرات خالق الكون. الشئ الذي يجب ان تعرفه ان المتفائل ينتصر وتتحقق آماله دائما. بينما المتشائم اليائس البائس ينهزم دائما وتتحقق مخاوفه التي آمن بها
اذا عندما لا تستسلم لليأس لن تموت مغموما مهموما بل حتى لو فرضنا ولو لم يتحقق املك فعلى الاقل انك عشت داخل معتقلك متعلقا بخيوط الامل ولم تسقط في بئر اليأس والقنوط والغم
إذا اقتنعت بأهمية التفائل فمرحبا بك معي في دنيا المتفائلين الحالمين بالخير وانشر بين الناس التفائل واجعلهم يتوقفوا عن القنوط واليأس والإحباط.. لكن اذا لم تقتنع بجدوى التفائل فعلى الاقل كن ذكيا بحيث تحتفظ لنفسك بمشاعر اليأس ولا تنشرها بين الناس ولا تعديهم بيأسك وقنوطك حتى يظل هناك امل في ان ينجح الناس في تحقيق آمالهم وأحلامهم
وبالنسبة للسلبية فسوف أضرب لك مثل عشناه جميعا في مصر وشاهدنا نتائجه بأم اعيننا. عندما كنا نغمض اعيننا عن نظام مبارك وعندما كنا نقول وانا مالي ما كل الناس ساكتة. عندما كنا سلبيين توحشت شرطة مبارك وقتلت المواطنين دون خوف من عقاب بل عندما كنا سلبيين كان القضاء والنيابة يمارسون الظلم جهارا نهارا ومعهم الطب الشرعي بتزييف الحقائق وقلبها كي يصبح الضحية جانياً ويصبح الجاني مطلق السراح. لكن عندما بدأت ثورة شباب مصر ونزلوا للشوارع ودعوا الشعب للإنضمام لهم وعدم الركون للسلبية حينها فقط تمكنا من عزل المجرم مبارك
بإختصار السلبية تدمرك وتدمر بلدك وتدمر مجتمعك وتدمر مستقبل اولادك لأنك عندما تسكت على الظلم فكأنك تساعد الظالم لكي يزداد في جبروته فيسرق ثروات بلدك ويجعلك فقيرا تلهث وراء لقمة العيش بينما لو طالبت بحقوقك ونشرت الوعي بين الناس وجعلتهم كلهم ينضموا لك ويطالبوا بحقوقهم في ثروات مصر. وحقهم في وظيفة بمرتب مناسب يكفيهم. وحقهم في سكن يأويهم. وحقهم في كرامة ومعاملة حضارية من الحكومة والشرطة. حينما ينضم لك الآخرين تستطيعوا ان تحققوا مطالبكم. وعندما تكون سلبيا ستنتشر السلبية بين الناس ولن يطالب احد بحقه وحينها ستظل فقيرا مقموعا مقتولا عديم الكرامة ومهان في بلدك وخارجها
أما قضية الكفر فهي برغم انها شائكة ومربكة وربما تجلب علي انتقاد من يفهمون الاديان من النصوص الدينية دون استخدام العقل لكن نظرا لأهميتها سأغامر وأتكلم عنها
الانسان ضعيف .. هذه حقيقة مؤكده وانت داخلك متيقن من مدى ضعفك وهشاشتك خاصة عند مواجهة نوازل الدهر والازمات الحادة.
أحيانا تصيب الانسان مصيبة فيغضب من ربه. هذا يحدث لأغلب البشر لكن بعضنا لديه يقين مطلق وايمان قوي فيتدارك ويستغفر الله ويستسلم لقدره ويرضى بقضاء الله ويطلب من الله ان يرفع عنه الازمة. لكن بعضنا قد يكون ضعيف الايمان ويتمادى في غضبه من الله ويكفر بالله. نعم نحن ضعاف جدا لكن العقل الذي منحه لك الله هو الوسيلة الوحيدة لمواجهة اي ازمات تنتج عن ضعفك
لو حدث لا قدر الله وفقدت الايمان بالله او غضبت من الله او شككت لوهلة في قدراته. إذا لم تستطيع العودة بسرعة الى الله وان تطلب منه المعونة فعلى الاقل استخدم عقلك كي لا تخسر ايمانك وتنضم لحزب الشيطان. استخدم عقلك ولا تجاهر بمشاعرك تجاه الله. استخدم عقلك ولا تعادي الله جهرة فيزداد غضبه عليك. استخدم عقلك وتظاهر امام الناس بأنك مؤمن فربما يشملك الله بعطفه ويسبغ الايمان عليك مرة اخرى لأنك لم تتمادى في العداء معه. نعم لو فقدت الايمان لا تجاهر بذلك لكن تظاهر بالايمان حتى يظل الباب مفتوحا امامك لإحتمال ان تنال رحمة الله
ستنجح في حياتك لو استخدمت عقلك الذي اكرمك به الله عن سائر المخلوقات. وستشقى في حياتك لو لم تستخدم عقلك واستسلمت وتركت نفسك فريسة سهلة لكافة الكائنات المتوحشة في غابة الحياة. الكائنات المتوحشة كثيرة وأغلبها يرتدي جلود البشر بينما هو في الداخل قد يكون شيطانا او حيوانا متوحشا . والبعض منهم يرتدي مسوح الرهبان والشيوخ والقساوسة. والبعض منهم قد يرتدي مسوح المفكرين
لكن اياك أن تسمح لأحد بالسيطرة على قراراتك وعلى قناعاتك. فلك عقل اعطاك اياه رب السماء والارض لكي تكون مسؤلا عن نفسك ولهذا ستخضع لحساب عسير ولن ينفعك احد ولن تستطيع ان تتحجج بأن فلان أضلك وليست لك اي حجة لو اتبعت شيطانا او مجرما يرتدي جلود البشر. اياك ان تلغي عقلك
أعتذر منك يا ايها القارئ الكريم على اني بدأت المقالة بشكل ساخر ثم استدرجتك تدريجيا لتقرأها للسطر الأخير لكن عذري اني لك ناصح امين وعلى الله قصد السبيل
حسام السعيد عامر
أيون الدنيا مش زي الخيارة وانت مش طبق سلطة بيحطوا فيها الخيارة. الدنيا مش زي الخيارة يوم في ايدك ويوم في السلطة. لازم تعرف ان الدنيا زي الغابة ولازم تعرف ان الإنسان هو اضعف الكائنات اللي ساكنة في الغابة
ردحذفأيون الانسان ضعيف جدا وسهل انه يتكسر ويستسلم لكن من رحمة ربنا انه أعطانا سلاح نتقوى بيه ونتمترس خلفه. السلاح ده هو العقل اللي ربنا ميزنا بيه عن سائر مخلوقات الغابة
تحت ضغط الظروف والملابسات او مجريات الامور احيانا يصاب الانسان بأحد العوارض الثلاثة المدمرة وهي بدون ترتيب اليأس والسلبية والكفر بالخالق
ايون انت ساعات بيجيلك احباط كبير وبتفقد الامل تماما في ان تنصلح الاحوال. واليأس سواء كان عرض طارئ او مرض مزمن يمكن التخلص منه اذا استخدمت عقلك بشكل صحيح. لنفترض جدلا انك تم القبض عليك في مصر ثم تم نقلك لإسرائيل وتم وضعك في معتقل بعد ان إتهمتك الحكومة الاسرائيلية بمعاداة السامية ومعاداة مبارك والمجلس العسكري وأخبروك بأنك ستظل معتقلا حتى آخر لحظة في عمرك
............
العزيز حسام عامر
بجد استمتعت بالقراءة جدا برغم تحفظي على المقدمة لكن اسلوبك السهل الممتنع اسعدني وافادني
في فمي ماء
يوما بعد يوم وتدوينة بعد تدوينة ومقال بعد مقال
تزداد تألقا ويزداد إعجابي بفكرك الراقي وتحليلاتك العميقة
على عبد الفضيل
محكم دولي وخبير قانوني بالأمم المتحدة