إذا سلمت الشعوب زمامها لكل فاسد، فعليهم ان يتوقعوا الخراب التام، وإذا تكاسلت الشعوب عن مسائلة حكامها، فالنتيجة هي ما تعيشه مصر اليوم، في عهد حسني مبارك، وإذا توقف شعب عن المطالبة بحقوقه، في العدل والمساواة والحرية وتداول السلطة، فعليه أن يتحمل الفقر والمرض والقتل، والتعذيب والجهل والطائفية، والزبالة والسرطان والتيفود، وفيروس سي والحزب الوطني وكلاب الداخلية وخنازير أمن الدولة، والرئيس الدهل المدهول على عينه، وولده ابو زلمكة ملعوب في أساسها، وزوجته المومس الفاضلة.
................................
عائلة كبيرة إسمها عيلة الدهل، بينها وبين عائلة صغيرة إسمها عيلة يعقوب عداوة، وبغضاء وكراهية، وثأر لا يمكن التنازل عنه أبداً، بسبب قيام عائلة يعقوب بإغتصاب عرض عائلة الدهل، بعد معركة لم تفصل فيها النتيجة النهائية تم الصلح بين العائلتين.
العائلة الصغيرة إستمرت في تطوير نفسها بالعمل الدؤوب المتواصل، وتمكنت من إمتلاك ثروة كبيرة، بفضل عملها وبفضل مساعدة عائلة عملاقة، تسكن بعيداً عن العائلتان الكبيرة والصغيرة، وتمكنت أيضا عائلة يعقوب من تسليح نفسها بالبنادق والرشاشات، بينما ظلت عائلة الدهل مصرة على إستخدام الفؤس والسكاكين، عائلة يعقوب يرأسها رب عائلة يتغير كل فترة والثانية، حيث تجري إنتخابات بين افراد عائلة يعقوب، يتنافس فيها افراد العائلة الراغبون في قيادتها، ويعرضون برامجهم وأساليبهم، التي سيسعون بها لحماية مصالح العائلة.
على الجانب الآخر تستخدم عائلة الدهل طريقة المبايعة الابدية، وكبير عائلة الدهل يمارس سلطته منذ ثمانية وعشرين عاماً متواصلة، وعلى عكس ما يفعله قادة عائلة يعقوب، نجح كبير عائلة الدهل في إضعاف عائلته الكبيرة، وذلك بأن منع أفرادها من العمل، ووضع لهم تلفزيونات في كل مكان في بيت العائلة، في الصالة تلفاز كبير وفي كل غرفة من غرف افراد العائلة تلفاز، وعلى السلم وفي مدخل البيت تنتشر التلفزيونات بشكل لافت للنظر، حتى المطابخ والحمامات لم تسلم من التلفزيونات، افراد عائلة الدهل يعيشون ليل نهار امام شاشات التلفزيون، التي لا تعرض سوى الافلام والمسلسلات والفيديو كليبات، والبرامج الحوارية التي تستضيف الراقصات والمطربات، بالإضافة للبرامج الرياضية ومباريات الكرة، التي تخسر فيها دائما فرق عائلة الدهل
نجحت خطة التلفزيونات في إلهاء عائلة الدهل، وتغييبهم عن كل ما يدور حولهم في العالم، وحدثت فجوة كبيرة بين عائلة الدهل التي اصبحت فقيرة للغاية بسبب كسل افرادها، وبين عائلة يعقوب التي تعلم كل أفرادها، ونجح بعضهم في أن يصبحوا علماء ومخترعين، ونجح بعضهم الآخر في مسابقات الرماية بالبنادق والرشاشات، بينما عائلة الدهل نجحت في حل فوازير المفتش كرومبو، بالإضافة لانهم نجح كل فرد منهم بجدارة، في وضع النقاط على الحروف قبل ان يطلع عالروف، ويرمي نفسه زي الخروف.
رب عائلة الدهل، قرر ذات يوم، ان يحرم على أفرادها الدفاع عن أنفسهم لو إعتدى عليهم أفراد عائلة يعقوب، ثم بعد فترة قرر رب عائلة الدهل أن يعطي مصروف لمن يسمع كلامه ويطيعه طاعة عمياء، وأصبح يمنح الطعام والشراب بكميات قليلة للغاية لافراد عائلته الكسالى، الجالسون ليل نهار امام التلفزيون. برغم جوع وعطش أفراد عائلة الدهل إلا انهم لم يثوروا، على أوضاعهم السيئة، وإستمروا في الجلوس أمام التلفزيون، مفضلين أن يبوسوا الواوا، على أن تنالهم ضربات المطيعين لرب العائلة، فيصابوا بواوا أح يححححححح.
بعد ذلك أمر رب عائلة الدهل مساعديه المطيعين، بأن يضعوا السموم والميكروبات في طعام وشراب العائلة، بدأت تنتشر الأمراض الخطيرة بين أفراد العائلة، الذين اصابهم الهزال والضعف الشديد، بالإضافة لفتور همتهم نتيجة طول مكوثهم أمام شاشات التلفزيون، ثم بعد فترة قصيرة أصدر رب عائلة الدهل، أوامر لأعوانه بتلويث مياة الشرب، إنتشرت الأمراض والأوبئة بين افراد عائلة الدهل، المتحلقين المفخدين حول شاشات التلفزيون، بسبب كسلهم الشديد، وبسبب إنتشار الزبالة والقاذورات حولهم، فخلف وتحت كل كرسي أو سرير أو منضدة، تنتشر تلال من القاذورات التي تنبعث منها الروائح الكريهة، وتمرح فيها القطط والفئران والكلاب والحشرات.
بعد أن أصيب أفراد عائلة الدهل بالتنبلة التامة، لم يتكاسلوا ويتخاذلوا فقط عن الإعتراض على تردي حياتهم، بل وصل بهم الكسل حد التوقف عن التفكير في اوضاعهم المزرية، بعد فترة قرر رب عائلة الدهل ان يتخلص من افراد عائلته الكبيرة، حرق بعضهم في المطبخ، وأغرق بعضهم في دورة المياة، وخنق بعضهم ودفنهم تحت بير السلم، ثم اخيراً أصدر قرار لأعوانه بأن يقتلوا كل يوم فرد أو إثنين، ويعذبوا خمس او ست أفراد، لكي يدفعوا الباقين للهروب من منزل العائلة.
خلال هذه المهازل الحياتية اليومية، كانت إتصالات وزيارات قادة عائلة يعقوب لبيت عائلة الدهل لا تنتهي، حيث كان رب عائلة الدهل يستقبلهم بالترحاب والاحضان، بالإضافة لأنه سمح لأفراد عائلة يعقوب، بالتجارة داخل بيت عائلة الدهل، وسمح لهم أيضاً بحفر أرضية البيت، لإستخراج الكنوز المخبأة تحته من قديم الزمان، نجحت عائلة يعقوب في إستخراج بترول وغاز طبيعي، من تحت بيت الدهل، كما إكتشفوا مقبرة آثار نادرة أسفل بيت عائلة الدهل، وبيعت هذه الآثار بمبالغ خيالية، تقاسمها رب عائلة الدهل مع عائلة يعقوب، بالإضافة لأرباح البترول والغاز التي تقاسمها أيضاً معهم، وكلما زادت ثروات رب عائلة الدهل، كلما زاد عدد اتباعه ومؤيديه من أفراد عائلته، الذين قرر بعضهم أن يبيع روحه ويصبح عبداً مطيعا للدهل، مقابل لقمة هنا أو هدمه هناك.
وكلما زادت ثروة رب عائلة الدهل، كلما أمر أتباعه وعبيده بقتل أفراد عائلته المتحلقين كالنعاج حول التلفزيونات، ولازال القتل والتعذيب مستمرا، ولازال رب عائلة الدهل مستمراً في جرائمة بحق عائلة الدهل، ولازال عبيد الدهل مستمرين في طاعته، بالقتل والتخريب والتعذيب، ولازال أفراد العائلة يتضورون جوعاً، ويموتون مرضى بالسموم والميكروبات والكسل والخنوع والإذلال.
اللهم قد بلغت. اللهم فاشهد
حسام السعيد عامر
حكاية شعب مصر............... انك لمتمكن يا حسام لخصت قصتنا مع الدهل بمنتهى البراعة
ردحذفاخى الاستاذ الفاضل / حسام عامر
ردحذفبالأمس أهديتك مليار بليون تحية واليوم برغم تحفظي على لفظة خادشة للحياء وردت في بداية الموضوع إلا إني أسأل العلي القدير أن يجزيك عنا خيرا وأن ينجيك من مكرهم وشرهم وأن يجعل ما تكتبه في ميزان حسناتك يوم القيامة وان يتجاوز عنك في الحساب ويغفر لك اللم إن هذا المقال الرائع والذى يصف أحوالنا كما لو كنت رسمت لوحة لا مقال
دكتور عبد العزيز
بلاش الالفاظ البذيئة يا أستاذ حسام لأن من قرائك سيدات وفتيات تجرحهم الألفظ البذيئة متزعلش مني انك كاتب ممتاز وليك قرائك ياريت تخفف شوية من استخدام الالفاظ دي
ردحذفياريت تبطل السباب والشتائم البيذسئة ياريت تبطل الاسلوب الفج ده
ردحذفيا أخواننا كلمة مومس لفظ مستخدم في السينما والأدب وبالتالي انا شايف انه مش لفظ بذئ قوي
ردحذفالمهم عجبني جدا القصة القصيرة دي لانها لخصت حكاية الدهل ببراعه احسك عليها
مهندس علي منصور
دمت لنا قلما مبدعا يا سيد حسام
ردحذفسيبك انت اجمد كاتب في مصر بحسدك على شجاعتك وبستغرب جبتها منين ايه الي خلاك مستبيع كده انا عارف انه لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا بس انت شجاعتك فوق الوصف ربنا يكرمك وينصرك ويحميك
ردحذفانت انسان قليل الادب ووسخ
ردحذفرغم اني زعلان من اصرارك على استخدام الالفاظ المسفة لكن برضه بحب اقرالك بجد قصة تحفة وتفوقت فيها على نفسك وحال عيلة الدهل زي ما وصفته بالزبط عايشين واكلين شاربين قدام التلفزيون سواء كورة او اغاني او مسلسلات لو ادينا ضهرنا للتلغزيون واهتمينا بمناقشة احوالنا ممكن ننجح في النهوض من كبوتنا
ردحذفأستاذ حسام أنت أستاذ الأساتذة ودماغك تتاقل بالدهب
ردحذفمهندس مينا عازر
كبوة مين يا عم مرعي هو انت شايف ان الشعب ده ممكن يكون عنده ارلاادة عشان يدي ضهرة للتلفزيون
ردحذفأحمد
يا عم مرعي ازاي بتخلي اسمك مكتوب على التعليق بدل كلمة غير معرف
ردحذفأختار الاختيار قبل الاخير اللي فوق مجهول وحط اسمك ومتحطش موقع
ردحذفولو ليك موقع حط عنوان موقعك هيبقى اسمك لينك موقعك
انا معنديش موقع فعشان كده بسيب الخانة فاضية
أرجود يا أستاذ حسام أن تقلل من إستخدام التلميحات والالفاظ الغير مهذبة
ردحذفصحيح اسلوبك جميل وسلس ويجبر القارئ على مواصلة القراءة لكن الالفاظ البذيئة بتزعج بعض الناس من امثالي
محمود الأزهري
كده يا باشا تمام قوي شكر يا عم مرعي
ردحذفانت مالكش حل يا استاذ حسام
ردحذفبجد القراءة ليك ادمان
والنعمة انت جامد .... وصفت حالنا بالزبط واجمل حاجة انك بتهزء الجعر مبارك بمنتهى الشجاعة بس والله العظيم بخاف عليك واتمنى لنك تكون بره مصر عشان ما يوصلوش لك ويئذوك
ردحذفبس سيبك انت اجمد كاتب شفته في حياتي
قارئ من كرموز