من وجهة نظري الشخصية المتواضعة لا يوجد تعارض على الإطلاق بين الإيمان بالله والليبرالية، أنا الحمد لله مؤمن ملتزم بتعاليم الإسلام وفرائضه، وبمحض إرادتي السياسية الحرة إقتنعت بالليبرالية كمنهج للممارسة السياسية، أما عن أسباب إقتناعي بالليبرالية فهي عديدة، أهمها هو ان الليبرالية تكفل حرية الإعتقاد للجميع دون تفرقة أو محاباة لطائفة على حساب الأخرى، نعم هو صحيح ان الإسلام أساساً يكفل حرية الإعتقاد بموجب النص القرآني "ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" وهو نص واضح وقاطع الدلالة ولا يحتمل أي تأويل وهو نص يسمح للإنسان بحرية الإختيار بين الإيمان أو الكفر وبالتالي يسمح بما هو بين هذا وذاك، لكن هذا النص للأسف توقفت كل مذاهب المسلمين وفرقهم وطوائفهم عن تطبيقه بحجج وأعذار ما أنزل الله بها من سلطان، لهذا إقتنعت بالليبرالية لأنه مثلما يهمني ان اكون حراً في إعتناق أي دين أو مذهب كذلك أنا مهموم بالدفاع عن حق أي إنسان في الإيمان بأي دين أو مذهب، ماهو مش معقول أطلب الحق لنفسي وأنكره على غيري إلا إذا كنت ذو عقل سقيم، أمثلة بسيطة على ممارسات بعض المذاهب والفرق المحسوبة على الإسلام، السلفيين يكرهون الشيعة بشكل غير طبيعي بل يكرهونهم أكثر من كرههم لإسرائيل ويهاجمون وينتقدون حزب الله رغم مواقفة الرجولية من إسرائيل ومن القضية الفلسطينية، والشيعة أيضاً يكرهون السنة، والأصوليين من أهل السنة يفترضون أن من يختلف معهم ليس على دين الإسلام ولابد من كل بد تطلق لحيتك وتلبس الجلباب القصير وإلا إتهموك بأنك مخالف لشرع الله، أما على المستوى العام فكثير ممن تعاملت معهم لهم آراء سلبية في الأقباط، وهنا يبرز سؤال هام نطرحه على هؤلاء، ماذا لو كنتم أقلية والأقباط هم الغالبية هل كنتم ترضون بأن تهمشوا ولا يعتد بكم وتعاملوا معاملة مواطنين من الدرجة الثانية، والعكس صحيح أيضاً فقد تعرفت على أقباط يكرهون المسلمين بشكل غير طبيعي، الواقع هو أن نظام الحكم الحالي لا يثق سوى بالإنتهازيين الوصوليين بينما بأساليبه القمعية يعامل كل المواطنين سواء مسلمين أو أقباط على أنهم مواطنين من الدرجة العاشرة، لا أنكر اني تعاملت أيضاً مع مسلمين وأقباط مستنيرون مثقفون وملتزمون بتعاليم دينهم وفي نفس الوقت يحترمون حق الآخر في الخلاف وحرية الإعتقاد، فمن أجل التسامح مع الآخر والتعامل مع الجميع بالعدل والمساواة ومن أجل إعلاء قيمة الحرية وخاصة حرية الإعتقاد وحرية الرأي إقتنعت بالليبرالية، سبب هام آخر دفعني للإقتناع بالليبرالية كمنهج للممارسة السياسية ألا وهو حرية الممارسة السياسية والسماح بتداول السلطة دون الحجر على فكر أو رأي، وهذا مانحتاجه في مصر بعد سنوات طويلة من الجمود وبعد قرون طويلة من إختصار الوطن في شخص الحاكم أياً كان دون مسائلته على خطأ إرتكبه ودون أدنى أمل في تغييره وإختيار الأصلح لقيادة سفينة الوطن، فمن أجل حرية تداول السلطة الذي سيعطي زخم وعنفوان للحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية في مصر لهذا إقتنعت بمنهج الليبرالية، بالإضافة لكل ما سبق الليبرالية تعني ضرورة وضع دستور عصري ورقابة برلمانية من ممثلي الشعب على أداء الرئيس والحكومة وإمكانية عزلهم ومحاكمتهم متى توفرت الأسباب لذلك، وأضف أيضاً لكل ذلك دولة تحترم العلم والعلماء ومراكز الأبحاث العلمية، ودولة تهتم بالشباب عماد المستقبل لهذا الوطن ودولة تحارب الفساد والمفسدين ويتميز إقتصادها بالشفافية بالإضافة للشفافية السياسية حيث الكل مسئول أمام نواب الشعب، فمن أجل مصر حره مستقلة حديثة متعلمة متقدمة قوية إقتنعت بمنهج الليبرالية
حسام السعيد عامر
الرئيسية »
المقالات السياسية
» مؤمن وليبرالي...وهم التعارض بين الإسلام والليبرالية
مؤمن وليبرالي...وهم التعارض بين الإسلام والليبرالية
كاتب وأديب مصري مستقل، أسعى جاهداً لرفع مستوى وعي الشعب المصري وتبصيره بما يحاك ضده، ودفعه لمواجهة الظلم ومنعه من الانتشار.
لا انتمى لتيار سياسي معين، ميولي إسلامية عقلانية، وأرى ان الحل الوحيد لمشاكل مصر هو اقامة دولة مدنية حديثة، تتداول داخلها السلطة بين كافة التيارات، فمن حق الشعوب ان تجرب جميع الاطروحات، دون تخوين او تكفير.
أنا متيقن إن مشكلتنا الاساسية في مصر هي انتهازية اغلب النخب السياسية، التي يسيطر عليها بكل اسف صبيان مبارك، المهيمنين على اجهزة امنية خائنة، وأنا متيقن ان منظومتنا الحاكمة والجلاوزة الذين يعاونوهم كل وظيفتهم هي ادارة البلد بشكل يحفظ أمن اسرائيل، ويتم ذلك بالإفقار والتجويع والقمع، كما يتم أيضاً بإلهاء الشعب المصري بقضايا طائفية، وبث التناحر والخلاف بين جميع فئات الشعب المصري، تنفيذا لمخطط مفضوح هو فرق تسد.
. أنا حاصل على دورات عديدة في أغلب علوم الحاسوب، عملت محاضر في مراكز ومعاهد تعليم حاسوب، وأيضًا عملت لعشر سنوات كخبير تقنية معلومات بعدد من الهيئات والمنظمات المصرية والعربية.
قبل ثورة 25 يناير تمكنت من تأليف عدة سيناريوهات سينمائية لم ترى النور الى الآن، ثم اتجهت مؤخرًا لتأليف الروايات، روايتي الأولى (ثلة من أسماء الإجرام) منعت من النشر، لجرأتها وتحديها للمألوف، لذلك قمت بنشر الرواية الكترونيًا على الانترنت. مدونة شلوت مزدوج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق