ماتت ندا وبقي الشعب الإيراني حياً بين شعوب المنطقة الميتة، ماتت ندا بينما شعوبنا العربية تعاني من تماوت وموات وإماته وإستموات يندى لهم جبين كل إنسان حر، ماتت ندا الشابة الإيرانية التي لم يتجاوز عمرها السادسة والعشرون عاماً زاخرة بالحيوية بينما بلغ الشعب المصري عامه الثامن والعشرون محتجزاً في غرفة الرعاية المركزة بإنتظار إصدار شهادة الوفاة، ماتت ندا شهيدة الحرية بينما شعبنا المصري يرزح في العبودية، ماتت ندا وقد هبت مع جموع الإيرانيين الأحرار الرافضين لنتائج الإنتخابات والمحتجين على تزوير إرادتهم بناء على مزاعم حسين موسوي المرشح الإصلاحي المنافس لنجاد ورغم إقتناعي بفوزالرئيس أحمدي نجاد إلا إني لا أجد في نفسي غضاضة بالدفاع عن حق أي إنسان في التعبير عن رأيه بالإحتجاج والتظاهر السلمي وهذا ما فعلته ندا وهذا ما فعلته جموع المتظاهرين الإيرانيين الذين إستخدموا حقهم المشروع وخرجو للشوارع آلاف مؤلفة في أجرأ حركة إحتجاج شعبي في الألفية الثالثة، ماتت ندا يوم السبت الماضي الموافق 20 يونيو، ماتت ندا والدوام لله والفناء للمتخاذلين، ماتت ندا والبقاء للشعب الإيراني الحر البطل، ماتت ندا ولا عزاء في شعبنا المصري، ماتت ندا وقد برهنت بموتها على شجاعتها وجبننا، ماتت ندا وقد أثبتت للعالم عدالة قضيتها وشجاعة تصرفاتها وكشفت لنا عن تهاوننا وتخاذلنا وإستكانتنا وخنوعنا وإستسلامنا وإنهزامنا، ماتت ندا حرة ونحن نحيا كالأموات، ماتت ندا وللإيرانيين حكومة وشعباً الحق في أن يتخذوا من يوم موتها عيداً لشهداء الحرية، ماتت ندا وقد هزت بموتها قلوب كل العالم بينما نحن لا يشعر بوجودنا احد في هذا العالم، ماتت ندا ولا عزاء للسيدات والشعوب المتستتة في بيت العدل بتاع الحكام، ماتت ندا ولا عزاء للمتخاذلين، ماتت ندا وأعظم الشهداء أجراً هو من قال كلمة حق، ماتت ندا شهيدة عن الحرية والديمقراطية والحريات العامة والتبادل السلمي للسلطة، ماتت ندا وتحرك لموتها الإعلام الغربي بينما نموت في مصر كل يوم تحت حكم نظام ديكتاتوري قمعي متوحش ونعتقل كل ساعة ونحاكم أمام المحاكم العسكرية ونحن مدنيين وأبرياء ومع ذلك لا يهتم بأحوالنا أحد لأن إسرائيل راضية عن هذا النظام الذي يخدمها خدمة العبد للسيد، ماتت ندا وقد آن لنا أن نفوق من سباتنا، ماتت ندا وقد آن لنا أن نهب من مواتنا، ماتت ندا وقد آن الأوان لكي تصحصحي يا مصر
حسام السعيد عامر
الرئيسية »
المقالات السياسية
» صحصحي يا مصر
صحصحي يا مصر
كاتب وأديب مصري مستقل، أسعى جاهداً لرفع مستوى وعي الشعب المصري وتبصيره بما يحاك ضده، ودفعه لمواجهة الظلم ومنعه من الانتشار.
لا انتمى لتيار سياسي معين، ميولي إسلامية عقلانية، وأرى ان الحل الوحيد لمشاكل مصر هو اقامة دولة مدنية حديثة، تتداول داخلها السلطة بين كافة التيارات، فمن حق الشعوب ان تجرب جميع الاطروحات، دون تخوين او تكفير.
أنا متيقن إن مشكلتنا الاساسية في مصر هي انتهازية اغلب النخب السياسية، التي يسيطر عليها بكل اسف صبيان مبارك، المهيمنين على اجهزة امنية خائنة، وأنا متيقن ان منظومتنا الحاكمة والجلاوزة الذين يعاونوهم كل وظيفتهم هي ادارة البلد بشكل يحفظ أمن اسرائيل، ويتم ذلك بالإفقار والتجويع والقمع، كما يتم أيضاً بإلهاء الشعب المصري بقضايا طائفية، وبث التناحر والخلاف بين جميع فئات الشعب المصري، تنفيذا لمخطط مفضوح هو فرق تسد.
. أنا حاصل على دورات عديدة في أغلب علوم الحاسوب، عملت محاضر في مراكز ومعاهد تعليم حاسوب، وأيضًا عملت لعشر سنوات كخبير تقنية معلومات بعدد من الهيئات والمنظمات المصرية والعربية.
قبل ثورة 25 يناير تمكنت من تأليف عدة سيناريوهات سينمائية لم ترى النور الى الآن، ثم اتجهت مؤخرًا لتأليف الروايات، روايتي الأولى (ثلة من أسماء الإجرام) منعت من النشر، لجرأتها وتحديها للمألوف، لذلك قمت بنشر الرواية الكترونيًا على الانترنت. مدونة شلوت مزدوج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق