إن طبيعة الشعب المصري المسالم هي التي دفعته للركون للإستكانة والخضوع على مر العصور لكل من يتولى مقاليد الحكم في مصر بداية من فرعون ومروراً بالهكسوس والمماليك البرية والبحرية وإنتهاءً بدولة المماليك الجوية بزعامة المملوك طيار حسني مبارك، لكن في حالات نادرة نفض المصريين عن أنفسهم أتربة الذل والخنوع وثاروا على حكامهم لأسباب قد يعتبرها البعض واهية بينما يجب أن نضع في إعتبارنا طبيعة المشاعر التراكمية التي يختزنها الشعب المصري نحو حكامه وهذا ما يبرر ثوراته في أغلب الأحوال ومنها الثورة المصرية القادمة قول إن شاء الله، ومما هو جدير بالملاحظة أن مصر وشعبها هذه الأيام تحديداً غرقى حتى الآذان في بحور من الفساد والفقر والغلاء والبطالة والعمالة، بالإضافة إلى طبيعة نظام حكم المماليك الجوية الذي يعتمد بشكل عام على إحتقار أفراد الشعب وقمع كل أصحاب الفكر والرأي المعارض وإستخدام التعذيب على يد فلول ميليشيات وزارة الداخلية كوسيلة منهجية لتكريس حالة الخنوع والرضا بالأمر الواقع بين أفراد الشعب المصري المسالم آخر حاجة، لكن هل يستمر هذا الإستسلام للابد وهل عقمت مصر أن تنجب زعماء يلتف حولهم الشعب ويثور معهم على نظام الحكم القمعي الذي لم تشهد مصر له من قبل مثيلاً، إن ثورة شباب طهران في الأيام التي تلت إنتخابات الرئاسة التي جرت يوم 12 يونيو 2009 تعطينا الأمل في إمكان إطلاق أكبر ثورة شعبية عرفها البشر على الإطلاق، فمصر وشعبها يحملون من مشاعر الكراهية والضيق والنفور والغضب نحو مبارك وأسرته وأتباعه أضعاف ملايين المرات ما يكنه الإيرانيين للرئيس أحمدي نجاد الذي كان خلال فترة ولايته الأولى يصطحب حكومته ووزراؤه لقضاء الأسبوع الأول من كل شهر في محافظة من محافظات إيران وذلك بهدف حل مشاكل الجماهير على أرضها عمركو شفتو أي حاكم في أي بلد في أي زمان عمل كده وتواصل مع شعبه كده، مش بس كده دا كمان لم يتربح من حكم إيران ورفض الإنتقال للسكن في مقر الرئاسة وفضل قاعد في شقته المتواضعة وخلال سنوات حكمة عمل نجاد على توزيع عوائد بيع النفط على المواطنين الإيرانيين بالإضافة لقيامه برفع الحد الأدنى للأجور والمعاشات وتقديم القروض الغير مستردة أو بمعنى أصح هي منح من الدولة للفقراء ، ومما يؤكد على شعبية نجاد القوية هو أن مركز إستطلاعات رأي أمريكي مستقل إسمه "Terror free Tomorrow" قدم للإدارة الأمريكية قبل الإنتخابات بأيام قليلة تقرير أكد فيه على شعبية نجاد الساحقة داخل المجتمع الإيراني والتقرير نشرته بعد كده صحيفة الواشنطون بوست يوم 15 يونية 2009، ومع كل هذا ثار شباب ومثقفي إيران وطالبوا بنجاح مرشحهم مير حسين موسوي الداعم للحريات والحداثة والإنفتاح على الغرب، أمال لو كان حسني مبارك هو اللي بيحكم إيران كان الشعب الإيراني عمل فيه إيه وبلاش قلة أدب منك له ومتخليش أفكاركم تروح لحاجة أبيحة، الحقيقة إن ثورة سكان طهران ألهمت وستلهم شعب مصر وستكون هي الخيار الوحيد المتاح لإسقاط نظام المماليك الجوية وإستبداله بنظام وطني يعمل على إصلاح ما أفسده مبارك طوال سنوات حكمه، ومن المؤكد أننا سنتعلم من أخطاء ثورة شباب إيران بل على العكس ستكون ثورة شعب مصر هي إنتفاضة شعبية جارفة تكتسح كل الواغش الجالش (الجالس) على أنفاش (أنفاس) الشعب المصري، وقوم يا مصري مصر دايماً بتناديك .. قوم يا مصري نصري دين واجب عليك
حسام السعيد عامر
الرئيسية »
مقالات ساخرة
» الطريق إلى إسقاط دولة المماليك الجوية
الطريق إلى إسقاط دولة المماليك الجوية
كاتب وأديب مصري مستقل، أسعى جاهداً لرفع مستوى وعي الشعب المصري وتبصيره بما يحاك ضده، ودفعه لمواجهة الظلم ومنعه من الانتشار.
لا انتمى لتيار سياسي معين، ميولي إسلامية عقلانية، وأرى ان الحل الوحيد لمشاكل مصر هو اقامة دولة مدنية حديثة، تتداول داخلها السلطة بين كافة التيارات، فمن حق الشعوب ان تجرب جميع الاطروحات، دون تخوين او تكفير.
أنا متيقن إن مشكلتنا الاساسية في مصر هي انتهازية اغلب النخب السياسية، التي يسيطر عليها بكل اسف صبيان مبارك، المهيمنين على اجهزة امنية خائنة، وأنا متيقن ان منظومتنا الحاكمة والجلاوزة الذين يعاونوهم كل وظيفتهم هي ادارة البلد بشكل يحفظ أمن اسرائيل، ويتم ذلك بالإفقار والتجويع والقمع، كما يتم أيضاً بإلهاء الشعب المصري بقضايا طائفية، وبث التناحر والخلاف بين جميع فئات الشعب المصري، تنفيذا لمخطط مفضوح هو فرق تسد.
. أنا حاصل على دورات عديدة في أغلب علوم الحاسوب، عملت محاضر في مراكز ومعاهد تعليم حاسوب، وأيضًا عملت لعشر سنوات كخبير تقنية معلومات بعدد من الهيئات والمنظمات المصرية والعربية.
قبل ثورة 25 يناير تمكنت من تأليف عدة سيناريوهات سينمائية لم ترى النور الى الآن، ثم اتجهت مؤخرًا لتأليف الروايات، روايتي الأولى (ثلة من أسماء الإجرام) منعت من النشر، لجرأتها وتحديها للمألوف، لذلك قمت بنشر الرواية الكترونيًا على الانترنت. مدونة شلوت مزدوج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق