منذ يومان نشرت الصحف الإسرائيلية تصريحاً لمسئول إسرائيلي بارز وهو داني أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي قام فيه بتوجيه تحذير للمقاومة اللبنانية و حزب الله من استهداف أي مسئول أو مواطن إسرائيلي في أي مكان من العالم، وهذه ترجمة حرفية لتصريح داني أيالون الذي نشرته منذ يومان صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية "إذا مُست شعرة من رأس أي إسرائيلي في الخارج فإن حزب الله سيكون مسئولا وسيدفع الثمن غالياً" وقد إنطوى التحذير على دلالتان رئيسيتان في غاية الاهمية تنبثق منهما دلالة فرعية لا تقل عنهما في الأهمية ولا في الخطورة
الدلالة الأولى هي إن هذا التحذير يوضح لنا مدى الرعب والفزع الذي يسببه حزب الله والمقاومة اللبنانية لقيادات الكيان الصهيوني وهو ما يؤكد على مدى نجاعة ومصداقية الفكر المقاوم ومدى تأثيره القوي في قيادات أعداءنا التقليديين وأعنى بهم الإسرائيليين وبالطبع لعبت حنكة وكياسة وحكمة قرارات وممارسات السيد حسن نصر الله دوراً كبيراً في ترسيخ مشاعر الرعب والفزع داخل الوجدان الجمعي للمجتمع الإسرائيلي على المستويان النخبوي والشعبي
الدلالة الثانية هي مدى إهتمام الحكومة الإسرائيلية بأمن وسلامة كل افراد المجتمع سواء في الداخل أو في الخارج و هو ما يتشابه بمدى حرص وإهتمام السيد حسن نصر الله بأمن وسلامة كل مواطني لبنان دون التفريق بين شيعي وسني أو بين مسلم ومسيحي ودرزي وهو الشئ الذي يبرهن على مدى وطنية وليبرالية وتحضر وسماحة فكر السيد حسن نصر الله، وقد تجلت بوضوح وطنية وإخلاص وعروبة حزب الله قيادة وأفراداً خلال العديد من العمليات التي قامت بها المقاومة للضغط على الإسرائيليين بهدف إطلاق سراح الأسرى والسجناء والمعتقلين اللبنانيين من السجون والمعتقلات الإسرائيلية وعملية الوعد الصادق خير برهان على ذلك
هنا تبرز امام أعين الجميع دلالة فرعية في غاية الخطورة ألا وهي مدى إهتمام حكومة مصر بأمن وسلامة المواطنين في الداخل والخارج هذا على المستوى الخاص وايضاً على المستوى العام مدى إهتمام الحكومات العربية بأمن وسلامة مواطنيها المنعدمة في أغلب الدول العربية، وعودة لمصر بصفة خاصة هل يمكن أن نتخيل صدور هكذا تصريح شديد اللهجة لكل من يهدد أمن وسلامة مواطني مصر؟ والإجابة هي نعم ولا في ذات الوقت
نعم، نعم يستطيع الرئيس مبارك أن يخرج على الناس غداً في مؤتمر جماهيري حاشد ويصرح قائلاً بكل شجاعة "إذا مُست شعرة من رأس أي إسرائيلي في الداخل أو في الخارج فإن حزب الله سيكون مسئولا وسيدفع الثمن غالياً وإن حكومة مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي إعتداء إرهابي على مواطني إسرائيل الأبرياء"
ولا ، لا يستطيع مبارك ان يهدد ويتوعد أي إنسان أو جماعة أو دولة تتسبب في إيذاء المواطن المصري ليس عن ضعف ولا عن عدم مقدرة لا سمح الله حيث أن مصر تمتلك جيشاً يسد عين الشمس لكنه برغم تسليحه يفتقد لوجود قيادات غير مخصية حيث عمد مبارك خلال ثمانية وعشرين عاماً على إخصاء وتركيع كل قيادات الدولة في كافة المجالات سواء في الجيش أو الشرطة أو القضاء أو الإعلام ولم ينجو من هذه الممارسات إلا قلة قليلة متخفية لا تملك من أمر نفسها رشداً وتخفي رجولتها خوفاً على أرزاقها وأعناقها
إن غاية ما يطمح إليه المواطن المصري البسيط أن يحبه ويحترمه ويدافع عنه الرئيس مبارك كما يدافع عن أخيه في البشرية المواطن الإسرائيلي الإرهابي المفتري، وليس ببعيد أن نصحوا ذات يوم كئيب ماطلعتلوش شمس فنجد مواطني مصر يمشون في الشوارع بلابيص عرايا رافعين لافتات مكتوب عليها "لو لم أكن إسرائيلياً لوددت أن أكون إسرائيلياً" بعد أن كفرت مصر وكفر المصريين بالوطن والمواطنة وبعد ان أصبح المواطن المصري الذي يموت غرقاً في عرض البحر المتوسط وهو يحاول الهجرة لدول اوربا محتمياً في عرضها وشرفها ورافعاً لشعار الشعب المصري في عهد مبارك "لو لم اكن مصرياً .... يبقا قشطة"
حسام السعيد عامر
الرئيسية »
مقالات ساخرة
» لو لم اكن مصرياً ... يبقا قشطة
لو لم اكن مصرياً ... يبقا قشطة
كاتب وأديب مصري مستقل، أسعى جاهداً لرفع مستوى وعي الشعب المصري وتبصيره بما يحاك ضده، ودفعه لمواجهة الظلم ومنعه من الانتشار.
لا انتمى لتيار سياسي معين، ميولي إسلامية عقلانية، وأرى ان الحل الوحيد لمشاكل مصر هو اقامة دولة مدنية حديثة، تتداول داخلها السلطة بين كافة التيارات، فمن حق الشعوب ان تجرب جميع الاطروحات، دون تخوين او تكفير.
أنا متيقن إن مشكلتنا الاساسية في مصر هي انتهازية اغلب النخب السياسية، التي يسيطر عليها بكل اسف صبيان مبارك، المهيمنين على اجهزة امنية خائنة، وأنا متيقن ان منظومتنا الحاكمة والجلاوزة الذين يعاونوهم كل وظيفتهم هي ادارة البلد بشكل يحفظ أمن اسرائيل، ويتم ذلك بالإفقار والتجويع والقمع، كما يتم أيضاً بإلهاء الشعب المصري بقضايا طائفية، وبث التناحر والخلاف بين جميع فئات الشعب المصري، تنفيذا لمخطط مفضوح هو فرق تسد.
. أنا حاصل على دورات عديدة في أغلب علوم الحاسوب، عملت محاضر في مراكز ومعاهد تعليم حاسوب، وأيضًا عملت لعشر سنوات كخبير تقنية معلومات بعدد من الهيئات والمنظمات المصرية والعربية.
قبل ثورة 25 يناير تمكنت من تأليف عدة سيناريوهات سينمائية لم ترى النور الى الآن، ثم اتجهت مؤخرًا لتأليف الروايات، روايتي الأولى (ثلة من أسماء الإجرام) منعت من النشر، لجرأتها وتحديها للمألوف، لذلك قمت بنشر الرواية الكترونيًا على الانترنت. مدونة شلوت مزدوج
وصل بينا الحال اننا نبقا اقل من حزب الله مصر دي دولة كبيرة قوي بس مبارك هو الي صغرها في وسط الناس والواحد كره حسني مبارك من كتر ما بهدل كرامتنا وخلانا مانسواش حاجة وسط كل الدنيا كفاية عليه سلبيته وعدم اهتمامه بقضية الشهيدة مروة الشربيني
ردحذفعندك حق يا أستاذ حسام حسني مبارك تمكن من قتل الانتماء في نفوس المصريين
ردحذفلا حل امامنا سوى تغيير نظام الحكم واقامة دولة ديمقراطية تتداول فيها السلطة سلميا
اعجبتني للغاية مدونتك ومقالاتك الجريئة لكن اعتب عليك اكثارك من استخدام الالفاظ والايحاءات الغير مقبولة
دكتور حسن عبد الفضيل
جامد كالعادة يا حسام وبتحط ايدك على الجرح بمهارة احسدك عليها
ردحذف