أربع وخميس في دولة فخامة الخسيس

بالأمس الأربعاء 15 يوليو حضرت الندوة الإسبوعية للدكتور أيمن نور زعيم حزب الغد، موضوع الندوة كان عن الإعتقالات الغير قانونية والتعذيب في مصر، المحاضرين في هذه الندوة بالإضافة للدكتور أيمن نور ممثلون لمؤسسات المجتمع المدني الحقوقية، جمال عيد عن الشبكة العربية لحقوق الإنسان وماجد عدلي عن إبن النديم ومحسن بهنسي عن جمعية المساعدة القانونية و المدون وائل عباس لدوره الكبير في فضح تعذيب المواطنين في اقسام الشرطة بنشر كليبات التعذيب في مدونته المسماة بـ "الوعي المصري" وأبو المعاطي فايق احد قيادات حزب العمل والمحامي محمد شبانة الذي إشتهر بالدفاع عن قتيل شها وقتيل تلبانه بمحافظة الدقهلية وكانو قد قتلا أثناء تعذيبهم داخل أقسام شرطة نظام مبارك وهو أيضا المحامي الذي دافع عن مجدي أحمد حسين، كنت قد وصلت قبل الندوة ما تبتدي وعشان الدنيا كانت حر قمت وقفت خارج مركز نور الثقافي اللي مكانه في ميدان باب الشعرية واللي كانت الندوة هتعقد فيه، أثناء وقوفي لقيت شاب في التلاتين ملامحه بتؤكد إن من جواسيس معالي الرئيس الخسيس ودول غالباً بيبقا على وشوشهم غضب الله لقيت الشاب ده جه سالني "هو فيه فرح ولا إيه؟" فرديت عليه وعرفتو ان النهاردة ندوة عن الاعتقالات والتعذيب في مصر وسألني عن موعد بدء الندوة فقلت له كمان شوية، الشاب ده وقف جنبي وحاول يتكلم معايا شوية عن المركز والندوة وعن حزب الغد وعن ايمن نور وقال لي إن عربيات قوات الأمن واقفه بعيد عن الميدان (مخبر يا إما خايب قوي يا إما عايز يعرفني بإنه مخبر)، كان واصل لي إحساس قوي جداً بانه حد من الأمن ففجأة دخلت في المفيد وفهمته إن مشكلتهم في الشرطة انهم بيعانوا من إزدواجية رهيبة فرغم انهم عايشين معانا في نفس البلد وحاسيين بكل مشاكلها الا انهم بينفذو اوامر قياداتهم وإن البعض بينفذ بحماس شديد وبغباء اشد والبعض اللي لسه جواه نضيف زي اللي واقف يكلمني بتلاقيه واضح جدا على ملامحه مدى كرهه للمهمة المكلف بيها وهي التجسس على انشطة الأحزاب صاحبنا انكر وأخرج من جيبه بطاقة رقم قومي مكتوب فيها وظيفة مدنية والبطاقة شكلها قديم شوية، أول حاجة لفتت نظري ليه هو سؤاله عن الفرح وبعدين وقوفه جنبي عشان يتكلم معايا وهو كان عايز يتودد مع حد من الحزب ويبدوا انه ظن اني حد مهم عشان كنت واقف لابس بدلة وكرافتة مع ان ده غير صحيح انا لسه جديد في حزب الغد ومعرفش بخلاف الدكتور ايمن نور سوى تلاتة ولا أربعة أعضاء يعني ولا ليا أي لازمة، الحاجة التانية اللي أقتنعتني هو لهجته المترددة وهو بيطلع البطاقة الرقم القومي لما قلت له سهل قوي انهم يعملو بطايق للمخبرين عشان الداخلية تملك مصلحة الاحوال المدنية فرد عليا وقال لي بس البطاقة قديمة .. اوبا وقع الخروف بلسانه وإعترف من حيث لا يدري بهذه الحجة الواضحة فضحكت وفهمته ان الندوة عامة وانه لا محتاج يتعرف عليا عشان يدخل يقعد ولا كمان محتاج لبطاقته القديمة برضه عشان الدخول بدون إثبات شخصية عشان حزب الغد حزب شرعي بيمارس انشطته في النور، إتكسف وخد جنب وبعد خمس دقايق لقيته جاب قزازتين شويبس يوستفافسي مفتوحين من الكشك اللي جنب بوابة المركز وبيعزم عليا بواحدة رفضت لكنه اصر وترجاني لانه خلاص دفع فلوسهم بعد ما صدعني بإلحاحه قلت له لو تمنهم من جيب الداخلية هشربها فضحك وناولني الزجاجة ضربتها وقلت له اهو نبقا خدنا حاجة من مصر فإنفتح في الضحك وده تقدرو تعتبروه بمثابة إعتراف منه بأنه مخبر خسيس تابع لمعالي الرئيس، بعد كده وقف بعيد عني مش عارف ليه كويس إنه عمل كده اصل الوقفة معاه تشبه وومكن أعضاء الحزب يفكروني عميل ولا حاجة، شوية وبدأت الندوة والحقيقة كانت ناجحة بكل المقاييس عشان الحضور الجماهيري كان كثيف وكلام المتحدثين كان في منتهى الاهمية لأنه فضح بشكل كبير مدى منهجية التعذيب لدى الشرطة المصرية وعرفت تفاصيل كتيرة عن وقائع خطيرة لم تنشر الصحف تفاصيلها زي ميرفت عبد السلام التي قتلها ظابط شرطة في بيتها والتي تم بكل وقاحة وبجاحة القبض على اسرتها وجيرانها وأقاربها وأقارب الشهود لإجبارهم على تغيير اقوالهم التي تدين الظابط القاتل وبالفعل حدث هذا ولم يحكم على الظابط المجرم القاتل سوى بسنة سجن مقابل حياة ميرفت وجنين كانت حامل به، شفتوا تمن المواطن عند الداخلية رخيص إزاي وعند القضاء رخيص ازاي وعند حسني وولده رخيص ازاي ده حتى ارخص من تمن المواطن ايام ما كنا تحت الاحتلال الانجليزي ماعلينا خلصت الندوة بعد ما تم تكريم المناضل مجدي احمد حسين المحكوم عليه بعامان سجن بتهمة توصيل مساعدات انسانية لأهل غزة وما أشرفها من تهمة تبين لنا مدى صهيونية نظام مبارك وخسته وحقارته وكذلك تم تكريم الأديب السيناوي مسعد أبو فجر وأخيه أحمد أبو فجر المعتقلان منذ عامان كا تم تكريم آخرين منهم الشاب احمد الكردي، خلصت الندوة وروحت وتاني يوم يعني النهاردة الخميس ذهبت للوقوف مع الدكتور أيمن نور أثناء تقديمه لبلاغان للنائب العام في محكمة النقض داخل دار القضاء العالي البلاغ الأول كان ظهور أدلة جديدة تثبت فبركة قضية التوكيلات التي حكم فيها عليه بخمس سنوات والبلاغ التاني كان عن قضية ضد الاجهزة الامنية التي تراقب تليفونات الدكتور أيمن وأسرته، وكالمعتاد رحت في الميعاد وطلب مني الإستاذ إيهاب الخولي رئيس الحزب الوقوف امام باب المحكمة للصعود مع الدكتور أيمن فنزلت ووقفت بمنتهى البجاحة والرخامة وسط دلاديل مبارك اللي كانو حوالي عشرين شخص معظمهم بملابس مدنية والرتب كانت لابسة ملابس رسمية وهما كانو عميد وعقيد ونقيبين ورائد، شوية ولقيت نقيب جه وقف وإتكلم معايا عن سبب وقوفي قلت له بقدم بلاغ للنائب العام فقال لي علطول وبدون مناسبة انت مع حزب الغد فقلت له أيوة قعد يناقشني عن الحزب والدولة وعن ان جمال مبارك هيبقا الرئيس ( دا بعده هو وامه) وعن ان المصريين معاهم معاهم عليهم عليهم معظم كلامه كان بيصب في خانة تكريس الوضع الحالي والاستسلام لما هو قادم وكان باين عليه ما يعرفش اي حاجة في اي حته صلحت له معلوماته وعرفته مدى الانقسام داخل المؤسسة الرئاسية عشان جمال مكروه جداً داخل الجيش وكمان مكروه اكتر بين الناس العاديين في الشارع المصري وفهمته قد إيه جمال متعجرف وغبي ومعندوش أي نية للتواصل مع الشعب المصري وإنه ممكن ينجح في إدارة شركة لكن مصر بكل تأكيد أكبر منه بكتير، وصل الدكتور ايمن نور ودخلت أنا وجمع كبير من أعضاء الحزب الى داخل محكمة النقض وعقد الدكتور ايمن نور مؤتمر صحفي تحدث فيه لبرنامج العاشرة مساء و لقناة البي بي سي وبعد كده طلع يقدم البلاغان وأثناء وقوفي في الممر بجوار باب النائب العام لقيت واحد من الحزب بيسألني عن وقوفي قدام المحكمة وسط رجال الشرطة والرتب والحركات دي وهو بيلمح لأني عميل عشان هو محامي وميقدرش يقف مكان ما أنا كنت واقف وعارف إنه ممنوع حد يقف وسطهم، فقلت له انا اشاساً لا أخاف منهم ولو كنت شاكك اني عميل فده هيخليني أتخلى عن أهم مميزاتي وهي التحدث مع رجال الشرطة بجرأة وفضح نظام مبارك أمامهم وتعريفهم بما يجهلونه عنه وتعريفهم بمدى الجرم اللي بيرتكبوه بدعم هذا النظام الخسيس، شكلي سمعتي هتبقا وحشة وباين عليا مش هنفع في العمل الحزبي ماهو أنا مستحيل أتخلى عن غتاتي وغلاستي بالسهولة دي أصلها متعة لا تضاهيها متعة، ما علينا مش مهم حتى لو منفعتش في العمل الحزبي المهم اني أواصل كتابة حتى النفس الأخير فيا أو في نظام العائلة الملعونة
حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك 4 تعليقات:

  1. حسبنا الله ونعم الوكيل
    فعلا الداخلية بقت اليومين دول متوحشة اكتر وطبعا عشان يمهده لننوس عينه جمال بيه عشان يمسكنا

    ردحذف
  2. دولة الظلم ساعة بإذن الله
    تحياتي وإحترامي

    ردحذف
  3. Haytham Alsayes
    أتفق معاك
    وتقبل تحياتي

    ردحذف
  4. micheal
    أشكرك يا مايكل ومدونتك جميلة أنا هقرأها حالاً

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...