أنا واخويا على إبن عمي

بديهي أن تبحث عن المستفيد من الجريمة إذا أردت التوصل للمجرم الذي خطط لأي جريمة غامضة لم تتمكن من معرفة فاعلها، والسؤال هنا هو من المستفيد من وراء نشر أفكار الفتنة بين ابناء الدين الواحد؟ أو بمعنى أصح من هو المستفيد من رفع لواء التعصب المذهبي وتكفير الآخر؟، من هو المستفيد من شق إجماع الأمة على شرعية حزب الله وعلى عدالة قضيته؟، من هو المستفيد من شحن البغضاء والكراهية في قلوب المواطنين ضد حماس وإتهامهم بأنهم المتسبب في المذابح وحمامات الدم التي يغرق فيها قطاع غزة؟، وعلى الجانب الآخر من ورقة العملة من هو المستفيد من نشر الطائفية بين عنصري الشعب المصري واعني المسلمين والاقباط؟، من هو المستفيد من إستمرار مسلسل منع بناء الكنائس وإجبار الأقباط على ممارسة شعائرهم في منازل القسيسين؟، من هو المستفيد من إستغلال مشاعر الحنق والكراهية والغضب المكتوم في قلوب المواطنين المصريين تجاه النظام الحاكم؟، ومن هو المسئول عن توجيه هذه المشاعر نحو أخوتهم وشركائهم في الوطن؟، الجريمة الأولى وأعني بها نشر ثقافة الكراهية تجاه الشيعة، هي بكل وضوح تنفيذ منهجي لأجندة إسرائيلية سرية تعمل على سحب بساط الشرعية الجماهيرية من تحت أقدام حزب الله وعمل غسيل مخ للشعوب العربية وحشدها ضد حزب الله تمهيداً لشن حملة دولية بقيادة إسرائيل وأمريكا تطالب بسحب سلاح حزب الله وغالباً سيشنوا حرباً على حزب الله على غرار ما تم سابقاً في أفغانستان وطبعاً لن تستطيع أمريكا وإسرائيل شن الحرب قبل تشويه صورة حزب الله لدى المواطن العربي ونفس السيناريو سيتم تطبيقه على حماس، وبالطبع إيران ستظل مستهدفه إعلامياً وعسكرياً لأنها الداعم اللوجستي الأساسي لثقافة المقاومة ودعمها لحزب الله وحماس يثير حنق أمريكا وإسرائيل وفي نفس الوقت يثير حنق الحكام العرب لأن منهج المقاومة يفضح عمالتهم الواضحة ويعريهم أمام الجماهير العربية، وتحضرني هنا حكاية الشيخ عصام صديقي الذي مات العام الماضي داخل سراديب أمن الدولة، تم إستدعاء الشيخ عصام إلى مباحث أمن الدولة في أول شهر أغسطس عام 2006 وهناك سأله ضابط أمن الدولة عن رأيه في الشيعة وهل يختلفوا عن السنة فرد الشيخ عصام على الضابط بنعم الشيعة يختلفوا في فقههم وعقيدتهم وشعائرهم عن أهل السنة، فرد عليه الضابط متسائلاً ومستنكراً في نفس الوقت " طب كنت بتدعيلهم ليه على المنبر في خطبة الجمعة اللي فاتت يا شيخ عصام " رد عليه الشيخ قائلاً "أنا كنت بدعي لحزب الله وحسن نصر الله عشان بيجاهدوا الإسرائيليين"، فأنبه الضابط على مناصرته للروافض بحسب تعبير ضابط أمن الدولة المصري الوهابي السلفي المشترك وطلب منه أن يحذر الناس من شرهم بدلاً من الدعاء لهم وطلب منه الإلتزام بفتوى العالم السعودي إبن جبرين، صديقي عصام رفض الإلتزام بفتوى ابن جبرين وإعتبرها إجتهاد عالم وأصر على الدعاء لحزب الله اللي بيحارب إسرائيل وعلى حين غرة باغت عصام الضابط وسأله "مش إسرائيل برضه عدوة لمصر ولا لأ يا فندم؟، فبهت الذي كفر ونافق وتصهين وإصفر وشه العكر، ثم حاول بعدة طرق وكباري إقناع الشيخ عصام بعظمة الشيخ ابن جبرين وصلاحه وورعه وتقواه وعلمه الغزير بس على مين يا بتاع الفريكيكو فقد سبق السيف العزل رغم إحترام صديقي وتقديره للشيخ ابن جبرين، الحكاية تبين لنا مدى سقوط وعمالة نظام الحكم المصري وأجهزته التنفيذية خاصة مباحث أمن الدولة التي تعتبر بكل المقاييس الفرع المصري لجهازي الشاباك والموساد الإسرائليين، أما بخصوص الجريمة الثانية واعني بها مسألة الفتنة الطائفية بين عنصري الشعب المصري فالدليل على تورط أجهزة الدولة بشكل واضح وفاضح في مسألة الفتنة الطائفية في مصر وفي التحريض على إيذاء الأقباط هو مشاهداتي الشخصية والتي يؤيدها ويتطابق معها ما نشر في مدونة جار القمر إبان أحداث الفتنة الطائفية التي شهدتها مدينة الاسكندية في شهر ابريل 2006 وأترك لكم قراءة المقاطع التالية من تدوينة نشرت في مدونة جار القمر بتاريخ 16/4/2006 علماً بان هيثم صاحب المدونة مسلم، (((امام الكنيسه (دوماديوس و ماكسيموس) اعتصم حوالي المائه من الاقباط كنت استطيع رؤيتهم ولكن بدون سماع مايقولون، .. كان الامن المركزي يحيط بالكنيسه من ثلاث نواحي كلٌ في صفين .. تاركين حماية الضلع الرابع الداخلي المقابل للارض الفضاء لبلطجيه من اهل المنطقه .. يحملون سكاكاين و مطاوي و زجاجات سفن اب تمتلىء بالبنزين و في فتحتها قطعة قماش مشبعه بماده مشتعله .. تركوا لهم ايضا مهمة غلق الشوارع الفرعيه من الداخل .. و منع دخول او خروج اي مخلوق منها .. نجحت فعلا في اختراق الحاجز رقم واحد ثم رقم اثنين حيث يقف البلطجيه ورجال الامن المركزي جنبا الى جنب ..يتسامرون و يتبادلون النكات .. و بصعوبه استطعت عبور الحاجز رقم ثلاثه المكون من بلطجيه فقط .. كان بعضهم يشم الكله و الاخر يحمل كأسا بلاستيكيا اعرف انه لتعاطي الحشيش .. عبرت الخرابه .. او الارض الفضاء حيث تجمع بعض البلطجيه في ركنها ليتعاطوا بعض ماذكرت، وعند الحاجز رقم اربعه لم اجد احدا يعترضني .. فمضيت حتى وصلت الى الحاجز الخامس، .. اعترضني شاب يحمل سيفا وقال "على فين يا باشمهندس" قلت له "عايز اطلع ع الشارع" فقال لي "شارع ايه" فقلت له " شارع 45" فينظر الي بتفحص ثم يسأل الظابط المسئول عن جنود الامن "اعديه ياباشا" يرد الظابط بعنف "لا" يبدا البلطجيه بالتجمع حولي .. يدفعني احدهم صارخا "ياللا ارجع من مطرح ماجيت" امتثل لكني اكاد اركض خوفا اسمع احدهم يقول للآخر "خلاص سيبه يا شباره" اكاد اسقط من الرعب، اتحدث الى اهل المنطقه معظمهم يستنكرون ما يحدث و يرددون عبارات مثل "كلنا صحاب واخوات و دي فتنه وسخه" سمعت كثيرا وصفا لما حدث بالامس .. هجم بلطجيو المنطقه على الجماهير التي كانت تشيع قتيل الجمعه .. فتدخل البوليس ليسقط الضحايا، .. فجاه نسمع صيحات و هتافات من جماعه في نصف الشارع .. اقترب منهم لاجدهم يحملون عصيا و سنجا و سيوفا و سكاكين .. بدا احدهم بالصياح "لا اله الا الله" ويرد من وراؤه بمثل ما يقول .. يصلني اتصال من صحفيه فرنسيه كانت قد هاتفتني صباح اليوم .. انقل اليها الوضع ثم يهاتفني محمد .. وبينما نتحدث .. اسمع اصوات تكسير و تدمير .. اقترب اكثر ومعي محمد على الهاتف .. نحو المائة شاب يدمرون سياره ملاكي بعصي خشبيه و سنج حاده .. يتجه بعضهم الى محلات مغلقه اسفل بنايه كُتِبَ عليها (الله محبه) .. حيث بدا الغاضبون في تدمير الباب المعدني الصلب للمحل .. بواسطه عواميد خشبيه غليظه .. بنفس التكنيك الذي استخدمه المحاربون في العصور الوسطى لاقتحام حصن باستخدام جذع شجره .. اخيرا لا يصمد الباب المهترىء للضربات المتتاليه .. ليقتحم العشرات المحل ويخرجوا بمئات من زجاجات البيره و الويسكي وغيرها من الكحوليات، .. لا استوعب الحقيقه كيف يسرق الكحوليات ثلة ممن يتردد انهم سلفيون ويرددون هم شعارات اسلاميه .. اعود الى محمد على الهاتف .. يصاب بنفس الارتباك ويقول لي "سلفيين يا هيثم ولا بلطجيه ؟؟" كنت وقتها لا اعرف حقيقة .. غير ان الرؤية اتضحت فيما بعد، .. قاطعنا صوت تكسير زجاج عنيف ..اصعد فوق سور جيري قصير لارى جيدا .. بعض المتجمهرين يقذف بالطوب ويكسر بالاعمده الخشبيه زجاج شبابيك و شرفات عماره مسيحيه اخرى .. او قد لا تكون مسيحيه ولكن عليها لافته لمحامٍ اسمه ميخائيل .. ويبدو ان الفكره اعجبت الباقين فتفرغوا لها .. ولكن كان لا بد من مدد لوجيستي .. هو عشرات من العصي الخشبيه الطويله و الغليظه .. كتلك التي تستخدم في اقامة شوادر الافراح و العزاء.. حصل عليها المتظاهرون من مستودع خشب يقع اسفل البنايه رقم 87 شارع خمسه واربعين، وضع البلطجيه الخشب اولا على الارض .. و بطريقه تنم عن كثير من الخبره .. قاموا بكسر المناسب منه الى اجزاء لزيادة عدد العصي .. و قام واحد منهم بتكوين صليب خشبي من الفائض .. وضع على راسه قماشة مبلله بالبنزين .. و بدا في حرق الصليب وسط تهليل الجماهير، تبين ان صاحب المستودع او المخزن هو رجل يقطن في الدور الثاني من البنايه .. اصلع و يرتدي بيجامه زرقاء اللون .. خرج الرجل بكل هدوء ليقف في الشرفه .. متلقيا العشرات من الحجاره التي يلقيها المتجمهرون على بنايته و البنايات المجاوره .. و بعد دقيقه بدا الهجوم المضاد .. قطع من الرخام المكسر كان يبدو انه يحتفظ بها في شرفته بدأت تهوي على رؤوس مهاجميه .. وبينما اصف لمحمد ما يحدث وجدت موجة بشريه من العشرات تعدو نحوي، خفت بالطبع و قررت الاختباء في شارع جانبي اصبح دخوله متاحا بعد انسحاب الشرطه، لا بد هنا ان اذكر بقرف شديد .. ظباط الشرطه من مقدمين ولواءات .. ممن تفرجوا باستمتاع شديد على العرض الذي حدث .. بل وشاركوا فيه اصدقائهم على الووكي توكي و اجهزة المحمول .. دون حتى اي محاوله للتدخل، اسمع بين الزحام صوت ظابط يتحدث في مكبر صوت محمول مخاطبا من اصطف على الرصيف من جماهير ""يالا يا روح امك انت وهوه .. عايزين تفضلوا ادخلوا اضربوا معاهم .. او كل واحد يروح على بيته""، ادخلوا اضربوا معاهم ؟؟؟ اي شاركوا في الاعتداء ؟؟ لم ولا استوعب ماقيل حتى الآن .. لكن اقسم ان هذا ما قيل بالحرف .. اتمنى ان يعضدني اي من شهود العيان .. بصراحه لا الوم من لا يصدق فانا شخصيا لازلت مشدوها من هكذا برود اعصاب وانعدام ضمير )))، هذه المقتطفات من التدوينة تبين لنا من هو المحرض على الطائفية ومن هو وقود عدوانية الغوغاء، إن النظام القمعي الإستبدادي الديكتاتوري لم يستطيع مواجهة غضب شعبه من أوضاع البلاد المتردية فلجأ الى استخدام وسيلة حقيرة لإعادة توجيه طاقات الغضب المكبوت في صدور المواطنين وتحويلها إلى ممارسات بربرية موجهه الى صدور الاقباط المصريين، لا حل امام شعوبنا العربية وخاصة شعبنا المصري سوى بتفعيل الحكمة الشعبية التي تقول انا واخويا على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب، السني والشيعي على كل الصهاينة والإسرائيليين، والمسلم والقبطي على حسني مبارك وعصابة المفسدين
حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...