كيفية نشر روايتي على الانترنت - رواية ثلة من أسماء الإجرام -- مصادرة الأمن للرواية دون أي أسباب معلنة

اليوم سأحكي لكم عن تجربتي في محاولة نشر رواية "ثلة من أسماء الإجرام"، وهي روايتي الأولى، وسوف أحكي لكم حجم المعاناة التي مررت بها، خلال رحلة البحث عن ناشر لرواية (ثلة من أسماء الإجرام - في البدء كان الذئب)، ثم كيف قمت بنشر الرواية على الانترنت أولا، ثم لجوئي الى مغامرة طباعة الرواية على نفقتي الخاصة. ثم مصادرة الأمن للرواية رغم أنها مسجلة بدار الكتب والوثائق المصرية برقم ايداع 22484/2017 تحت إسم المؤلف "حسام السعيد عامر".

كيفية نشر روايتي على الانترنت - رواية ثلة من أسماء الإجرام - تأليف حسام السعيد عامر - مصادرة الأمن للرواية دون أي أسباب معلنة

  ................................................................

في شهر يونيو 2016م إنتهيت من آخر مراجعة النص النهائي القابل للطباعة، وبدأت رحلة عرض الرواية على دور النشر في مصر، ولاحظت ان دور النشر غالباً لا تغامر بنشر أعمال الكتاب الجدد، دور النشر التي تنشر أعمال الكتاب الجدد عددها أقل من أصابع اليد الواحدة، بالنسبة لروايتي  ثلة من أسماء الإجرام، صارحني أحد الناشرين المغامرين، بأنه رغم اعجابه الشديد بالرواية، لكنه لا يستطيع طباعتها خوفاً من العواقب.

رواية ثلة من أسماء الإجرام تبدو إجتماعية للوهلة الأولى، لكنها مشحونة بأحداث وشخصيات سياسية، ورغم ان أغلب دور النشر عندما ترفض طباعة رواية لمؤلف جديد، فإنهم يعرضون على المؤلف طباعة روايته على نفقته الخاصة، وان تلتزم دار النشر بالطبع والتوزيع، مقابل مبلغ معين يسدده المؤلف مقدماً، في حالتي لم تعرض علي أي دار نشر هذا العرض، كان الخوف هو سيد الموقف عندما اجتمعت مع بعض المسؤلين في دور النشر المصرية.

بعد يأسي من نشر روايتي داخل مصر، قررت التواصل مع دور النشر العربية، تلقيت رداً من دار نشر عربية شهيرة في لندن بأن النص أعجبهم مبدئيا، وانهم سيخبروني قريباً بقرارهم النهائي بشأن الرواية، ثم انقطع التواصل بيني وبينهم دون مبرر، توقفوا عن مراسلتي واخباري بقرارهم، لم أشأ إحراج نفسي وإراقة ماء وجهي بالإلحاح بالإستفسار والتواصل مع تلك الدار التي لم ترد على رسالتي التي استفسرت فيها عن قرارهم النهائي.

في نهاية عام 2016م قررت ان أقوم بنشر الرواية على الانترنت، وراجعتها ربما للمرة السابعة قبل نشرها في المواقع العالمية الشهيرة، وبالفعل نشرتها في ثلاثة مواقع

smashwords         17/12/2016

scribd                   17/12/2016

Google Books       01/01/2018

 ................................................................

وسجلت الرواية في موقع جودريدز في ديسمبر 2016م، بعد أن سجلت نفسي في الموقع بصفتي مؤلف الرواية، ونشرت في نفس الموقع روابط بيع الرواية أونلاين فزادت مبيعاتها.

 هنا رابط ⇐ صفحتي الشخصية على موقع جودريدز

 

................................................................

 

هنا رابط رواية (ثلة من أسماء الإجرام) على موقع جودريدز

................................................................

كانت ريفيوهات القراء على موقع جودريدز معظمها ايجابي

ستلاحظون ملاحظة غريبة بالنسبة للأشخاص الذين قرروا إعطاء الرواية نجمة واحدة فقط، لا يوجد ريفيو او حتى رأي مكتوب يوضح لماذا كرهوا رواية "ثلة من أسماء الإجرام" ويوضح لماذا أعطوها نجمة واحدة

وفيما يلي نماذج لبعض آراء القراء في رواية ثلة من أسماء الاجرام

 

................................................................

إقرأ الريفيوهات كلها هنا في صفحة رواية (ثلة من أسماء الإجرام) على موقع جودريدز

 بعد قراءة تعليقات وريفيوهات القراء تيقنت اني يجب أن اطبع الرواية ورقياً، وبالفعل طبعتها ورقياً في نوفمبر 2017م بعد أن أودعت في دار الكتب عشر نسخ مطبوعة وتم تسجيل الرواية برقم ايداع 22484/2017 وكما ترون إسم المؤلف هو "حسام السعيد عامر " .

 

 ................................................................

ومن لحظة طباعة الرواية بدأت رحلة التحديات، سأشرح لكم الآن كيف كنت أقوم بتوزيع الرواية، كنت أذهب الى مكتبة، أو الى بائع صحف وكتب، واعرض عليه ان اترك لديه عشرة نسخ أمانة، وعندما يبيع العشر نسخ يبلغني بالهاتف، فأقوم باحضار عشر نسخ جديدة للبائع، ويسلمني ثمن النسخ التي باعها.

كم الجشع والفصال في سلعة لن يدفع البائع ثمنها مقدماً، بل سيدفع الثمن بعد ان يبيع النسخ، وسيحتفظ بالجزء الاكبر من الربح، بينما لو نجحت في الحصول على ثمن تكلفة طباعة النسخة كنت وقتها سأعتبر نفسي حققت انجاز ما بعده انجاز.

أرى علامات التعجب على وجوهكم، تخيل ان تكلفة طباعة الف نسخة هو مبلغ ثلاثة عشر ألف جنيه، وتخيل ان تعرض على البائع أن تترك النسخة لديه كأمانة بسعر عشرون جنيها للنسخة، تحصلها بعد ان يبيع النسخة، وتخيل ان بعضهم لن يقبل استلام  تلك النسخ  الا بسعر خمسة عشر جنيه للنسخة، وتخيل ان أغلبهم رفض استلام النسخةالا اذا كان سيدفع بعد بيعها عشرة جنيهات فقط في النسخة.

وتخيل انه لم يقبل النسخة بسعر عشرون جنيه سوى صاحب مكتبة متواضعة، وفقط ثلاثة مكتبات استلمت مني الرواية بسعر خمسة عشر جنيهاً، تسدد بعد بيع النسخ، وحوالي خمسين تاجر صحف وكتب في مختلف انحاء القاهرة خاصة وسط البلد استلموا النسخ بسعر عشرة جنيهات فقط، وأغلبهم سرقني وتنصل من انه استلم مني نسخ الرواية وانه لم يراني من قبل، أو ادعي انه دفع ثمنها عند استلامه للنسخ.

والشعب يتعجب قائلاً لماذا سخط الله علينا، وولى علينا من لا يخافه ولا يخشاه. من أعمالهم سلط الله عليهم أشر خلق الله، لا تغضبوا يا أعزائي القراء، لكن نحن شعب لعين لذلك سلط الله علينا شخص ألعن منا أجمعين ليسومنا سوء العذاب.

موهوم من ظن ان مشكلتي الرئيسية هي جشع تجار الكتب، تلك كانت مشكلة هينة مقارنة بما حدث بعد شهر من توزيعي للرواية، حين ذهبت لمنطقة وسط البلد التي وزعت فيها ما يقارب نصف كمية النسخ التي طبعتها، للاطمئنان على مدى تقبل الناس للرواية المطبوعة، اكتشفت كارثة جعلتني عاجز عن مواجهتها.

قام الأمن بمصادرة الرواية من قرابة نصف الأماكن التي وزعت الرواية بها، حوالي عشرون مكتبة وفرش بيع صحف وكتب تمت مصادرة الرواية من عندهم، ورغم وجود رقم هاتفي وايميلي داخل الرواية المطبوعة، لكن الأمن لم يتصل بي ليخبرني عن سبب مصادرة الرواية، التي طبعتها بشكل قانوني دون إرتكاب أي مخالفة، حيث انها مسجلة برقم ايداع في دار الكتب والوثائق المصرية بإسمي أنا العبد الفقير الي الله حسام السعيد عامر.

في البداية شككت في مصداقية الباعة، وظننت انهم يزعمون ذلك ليستلبوا ثمن النسخ المباعة، لكن بعضهم أعطاني ثمن النسخ التي باعها، قبل ان يتم مصادرة ما تبقى لديه من نسخ، وبعضهم أقسم بالله العظيم وبالطلاق زاعماً ان كل النسخ تمت مصادرتها.

أسقط في يدي، كيف أواجه الأمن، وأنا أعيش في بلد كل من فيها يمجد الأمن، ويهلل للجالس على العرش، ويغني بشرة خير وتسلم الأيادي، مجرد التذمر خيانة وارهاب، والشكوى لغير الله مذلة، الشعب الذي يصنع فرعونه بنفسه ليعبده، لابد أن يعاقبه الله ويذله، وغالبا سيسلط عليه فرعونه ليسومه سوء العذاب.

فوضت أمري إلى الله في النسخ التي صادرها الأمن، والنسخ التي جحدها بعض تجار الصحف، جمعت ثمن النسخ المباعة عند التجار الذي صودرت من عندهم بعض النسخ، وجمعت ثمن النسخ التي بيعت عند باقي التجار والمكتبات التي لم يعلم الأمن عنها شيئاً، بالنسبة لباقي النسخ الباقية في حوزتي، داخل شقتي، قررت بيعها على صفحتي بالفيسبوك، وعلى صفحتي بموقع جودريدز، وهو ما عوض خسائري الهزيلة بالنسبة للبعض والمؤلمة قليلا بالنسبة لحالتي المادية المتوسطة.

نجحت في بيع ما تبقى من الألف نسخة، ولم ولن أطبع الرواية مرة أخرى داخل مصر، وبرغم معاناتي النفسية واحباطي، لكني أستعين بالله و أحاول جاهدا إنهاء روايتي الثانية، لكني أود من صميم قلبي أن أترك مصر وأستقر في أي دولة عربية.

الدول التي تناسبني قليلة حيث ان أغلب الدول العربية حالها في القمع لا يختلف عن حال بلدي مصر، الدول التي أظن أن حياتي فيها ستكون مستقرة وآمنة الى حد كبير هي بحسب الترتيب الأبجدي، الجزائر، العراق، اليمن، قطر،  أفوض أمري إلى الله وسأسعى للسفر في أقرب فرصة إن شاء الله تعالى، غالباً سأسافر خلال عام أو عامان على أقصى تقدير .

دعواتكم أن أغادر المهروسة سريعاً

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :