للتذكرة حتى لا يعيد التاريخ نفسه
في مارس 1954 قام جمال عبد الناصر وأعوانه بإفتعال فوضى شديدة في مصر للتخلص من الرئيس محمد نجيب الذي كان يحظى بثقة الشعب ويطالب بالديمقراطية وعودة العسكر للجيش والابتعاد عن السياسة. وتمثلت الفوضى بخروج مظاهرات ممولة من عبد الناصر ولا علاقة لها بأي قوة وطنية تطالب بحكم الجيش ورفض مشروع دستور 1954 ورفض الديمقراطية.
وتم ضرب الفقيه الدستوري الشهير عبد الرزاق باشا السنهوري داخل مجلس الدولة في واقعة نادرة
وحدث ذلك بعد حملة تحريض من كتاب ومفكرين وإعلاميين صوروا للشعب أن عودة الحياة النيابية والأحزاب ستؤدي لعودة الفساد والإقطاع من جديد وتم غسل عقول الشعب تماما حتى اصبحت الديمقراطية مكروهه من اغلب البسطاء بعد ان تم تضليلهم ببراعة تامة
................................................................
وكانت فوضى مارس 1954 هي الأساس الذي استخدم لتدشين حكم عسكري استمر 60 عامًا
ونظرًا لأنه في العامين السابقين على احداث مارس كان عبد الناصر واعوانه قد قاموا بتجميد نشاط جميع القوى الوطنية سواء مؤيدة لانقلاب 1952 او معارضة له حتى داخل مجلس قيادة الثورة لهذا فشلت كل الأحزاب والقوى السياسية في التصدي لهذه الانتكاسة الديكتاتورية
وللاسف أخشى ما أخشاه أن كل الشواهد تؤكد على احتمالية قيام أعوان مبارك في الجيش بإعادة إستخدام نفس السيناريو مجددا مستغلين جهل اغلبية الشعب ومستغلين انتهازية النخب والقوى السياسية في مصر
حسام عامر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق