إيقاظ وبث الأمل في الاغلبية اليائسة

في آخر تقرير صدر عن (المجلس القومي للخدمات والتنمية الاجتماعية)، تبين ان هناك زيادة رهيبة في أعداد الشباب المصريين العازفين عن المشاركة السياسية، وقد تنوعت مظاهر هذا العزوف بين الامتناع عن استخراج البطاقة الانتخابية، أو رفض الإدلاء بأصواتهم في أي انتخابات يتم إجراؤها بمصر، بل وصل الحال بشباب مصر لدرجة مقاطعتهم الانتخابات الطلابية، والتي هي في الاساس نشاط شبابي صرف.

الشعب يريد اسقاط النظام

 

.......................

هذا التقرير والعديد من التقارير السابقة لجهات بحثية، وإستقصائية متنوعة، عزت زيادة ظاهرة عزوف المواطنين المصريين عن ممارسة السياسة، وفقدان الإنتماء لعدة أسباب، يأتي على رأسها إزدياد معدلات البطالة، والأزمة الإقتصادية الخانقة التي تعاني منها مصر، بالإضافة لإنسداد الأفق السياسي في مصر، وإنعدام الأمل في التغيير، بسب تمسك نظام مبارك بالسلطة، وتهميشه للأحزاب الموجودة، والتي أصبح غالبية الشباب لا يثق بها، ويعتبرها احزاب معارضة وهمية، بالإضافة لأن النظام الحالي وكما هو واضح يعد لتوريث ابن الرئيس حسني مبارك، بما يعني مزيداً من الإنسداد في الأفق السياسي، وهو ما يعني بالضرورة أن المستقبل من وجهة نظر الشباب، سيكون أكثر سواداً من الواقع المهبب الذي يعيشون فيه، ويعانون منه.

من البديهي ان هذه الأغلبية اليائسة، هي أصلح وقود لأصعب معركة تغيير، يتحتم على قوى المعارضة السياسية أن تخوضها، للتصدي للنظام الحالي ومشروعه التوريثي، المبني بالأساس على زرع مزيد من اليأس، والقنوط في نفوس المواطن المصري.

والسبيل الوحيد لإستثمار الأغلبية اليائسة، هو عن طريق بث الأمل فيها، وإعادة شحنها نفسياً، ومعنوياً بعدة اساليب سأشرحها في السطور القادمة، بيد أن نجاح إحياء الأغلبية اليائسة، لن يتم مالم تتوحد قوى المعارضة المصرية، تحت لواء جبهة واحدة، يتصدرها رموز مصر في الأدب والسياسة والفن والعلم والرياضة، والآن لنستعرض بعض الإقتراحات التي أرى أنها لو طبقت بإخلاص تام، وبشكل إحترافي ستنجح في إستنهاض همة الجماهير البائسة.

بدء حملة مقالات صحفية في معظم الصحف المستلقة، على أن تكتب هذه المقالات بلغة بسيطة ومفهومة، وبعيدة عن التقعر، وياحبذا لو كانت هذه المقالات باللهجة العامية، والهدف من هذه المقالات هو توعية المواطنين، وتعريفهم بأهمية دورهم في الحياة السياسية، مع التركيز على تعريف المواطنين، بالأضرار الوخيمة التي ستترتب على ممارساتهم السلبية، وأهمها هو إستمرار التردي الإقتصادي، والإجتماعي والسياسي، ونجاح مشروع التوريث في المرور دون عوائق، مما يعني مزيدا من التدهور في أحوال البلاد، التي سيتسلمها زمرة من الإنتهازيين الغير معنيين بشعب مصر ولا بمصر.

بدء حملة برامج فضائية على القنوات الشهيرة، ويتم إستضافة مشاهير الأدب والسياسة والفن والرياضة والعلم، وخلال هذه الحملة يتم التركيز على توعية المواطن بنفس أهداف حملة المقالات الصحفية، والغرض من هذه الحملة التلفزيونية، هو دعم الحملة الصحفية، وأيضاً الوصول لمن لا يحبذ قراءة المقالات السياسية، وتشحنه بنفس الجرعة التي فاتته من الحملة الصحفية.

بدء حملة ملصقات تعبوية وتحفيزية للمواطنين، على أن يتم إبتكار عبارات جذابة وملهمة ومشجعة، لتستقر في نفوس المواطنين بسهولة، وليسهل فيما بعد ترديدها وتداولها بين العامة، وأقترح أن نستخدم شعارات مثل:

"البلد دي بتاعتنا كلنا"، "التغيير مش هيتم غير بإيدي وإيدك"، "اللي ما نعرفوش أحسن مليون مرة من اللي هيورينا النجوم في عز الضهر"، "البلد بلد أبونا ويجي الغرب يطردونا"، "السلبية معناها ضياع مصر للأبد"، "الشعب يريد اسقاط النظام"، "صوتك الإنتخابي هو اللي هيحدد مستقبل مصر"، "لو ما صوتش في الصندوق بكرة تصوت لكل مخلوق"، "لو ما صوتش في الصندوق بكرة تجوع وتموت مخنوق"، "لو ما صوتش في الصندوق بكرة وبعده تعيش مزنوق"، وبإمكانكم إضافة أو إستبدال أو تعديل شعارات أخرى.

لو تم إيقاظ الأغلبية البائسة اليائسة، سنتمكن من عصرنة مصر، بإنشاء عهد جديد تكون فيه الديمقراطية، هي المرجعية الأساسية لتداول السلطة بين الأحزاب، وإذا لم ننجح في إيقاظ الأغلبية اليائسة، فعوضنا على الله في مصر وإنا لله وإنا إليه راجعون.
حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك تعليق واحد:

  1. والله يا سيد حسام الاغلبية اليائسة دي لو عملت اللي واللالالالي برضه مش هايقومو من موتهم دولا شبعو موت من زمان واكرام الميت دفنه

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...