إخواني في الوطن جنود وضباط صف وضباط القوات المسلحة المصرية، لا يخفى عليكم الظرف التاريخي الذي تمر به مصر حالياً، فهي على مفترق طرق غاية في الخطورة، وكما تعلمون فإن الأوضاع الحالية تمثل تهديداً خطيرا على أمن ومستقبل وطننا العزيز مصر، حفظها الله لنا.
............................
إخواني في الوطن جنود وضباط صف وضباط القوات المسلحة المصرية، إن ثورة الغضب المصرية التي تدور أحداثها الآن، والتي بدأت يوم الثلاثاء 25 يناير 2011م، ثم تطورت يوم جمعة الغضب 28 يناير، إلى غضبة عارمة وثورة شاملة، إنتشرت في كل مدن وقرى مصر، وقد ترتب على هذه الثورة المباركة زلزلة عرش فرعون وطاغية مصر حسني مبارك، وإنتصر شعب مصر لأول مرة في تاريخه الحديث، وتمكن من السيطرة التامة على الشارع المصري حتى يومنا هذا.
إخواني في الوطن جنود وضباط صف وضباط القوات المسلحة المصرية، لا يخفى عليكم جميعا أن قواتنا المسلحة تم إختطافها منذ بداية حكم مبارك، وتم وضع آلية خبيثة تمنع وتعرقل ترقيات الضباط الوطنيين الشرفاء للرتب العليا، التي صارت حكراً على من يثبت للقيادة السياسية ولاؤه التام، وإنصياعه ورضوخه، بل ورضاه عن سياسات مبارك التي كانت تصب جملةً وتفصيلاً لصالح أعداء مصر الأزليين، وأعني بهما دولة الكيان الصهيوني الإسرائيلي، ومن خلفها حليفتها الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية.
إخواني في الوطن جنود وضباط صف وضباط القوات المسلحة المصرية، إن كل القيادات الحالية في الجيش المصري، والمخابرات العسكرية والعامة، هم ضباط منحدرين من أسر وعائلات صهيونية شهيرة وشريرة، تسيطر على مقاليد الحكم في مصر في كل المجالات بداية من الجيش والشرطة والمخابرات والإقتصاد وإنتهاء بالتلفزيون والصحف، والهدف الخفي لكل هؤلاء الصهاينة هو السيطرة على مصر وشعبها وجيشها، الذي أذاق جيش إسرائيل مرارة أول هزيمة في حرب اكتوبر المجيدة عام 1973م، والتي أثبت فيها جنود مصر أنهم خير أجناد الأرض، والتي أثبت فيها الشعب المصري عراقته وأصالته وطيب معدنه، ومقدرته على الإصطفاف خلف الجيش ودعمه.
إخواني في الوطن جنود وضباط صف وضباط القوات المسلحة المصرية، أنتم جميعاً تعلمون ان اليهود بعد هزيمتهم أضمروا في نفوسهم شراً، وإنتقموا من قائد نصر إكتوبر، وذلك بوضع خطة شريرة وخبيثة، تم خلالها ممارسة أخبث عملية خداع، وذلك بالتغرير ببعض المنتمين للتيار الإسلامي، ودفعهم لإغتيال الشهيد أنور السادت، كي يفسحوا الطريق لصنيعتهم وعميلهم الطاغية مبارك، الذي نجح الصهاينة في تجنيده بعد حرب 1973 خلال تواجده في أمريكا وبريطانيا.
حسني مبارك كما تعلمون جثم على أنفاسنا قرابة ثلاثون عاما، أفسد خلالها مصر وجيشها بمعاونة طاقم إستشاريين سياسين وعسكريين إسرائيلي، تم توطينهم في مصر وإعطائهم أسماء مصرية، ومنهم ينحدر حاليا أغلب قيادات الجيش، وهم جميعاً دون سن الخمسين، أي كانوا شباباً في العشرين عندما إستقدمهم مبارك منذ ثلاثون عاماً، وأغلبهم يتميز بلكنة واضحة في حديثه، بل إن أغلبهم يجهل الكثير من مفردات عاميتنا المصرية، نظرا لحداثة عهدهم داخل مصر، ونظراً لعدم ترعرعهم منذ نعومة اظفارهم داخل مصر.
إخواني في الوطن جنود وضباط صف وضباط القوات المسلحة المصرية، أنتم تعلمون ما آلت إليه أحوال جيشنا، فبعد أن كان تسليح الجيش في عام 1973 من حيث الكفاءة والعدد، يقارب تسليح الجيش الإسرائيلي في الخمسة أفرع الرئيسية، وهي الطيران والدفاع الجوي والمدرعات والبحرية والمدفعية، لكن الصهاينة المسيطرين على الرتب العليا والمناصب الحساسة في الجيش حالياً، نجحوا في تنفيذ مخطط خبيث يرمي لإضعاف الجيش المصري، وعدم تحديث أسلحته، والإبقاء على تسليحه التقليدي، والذي كما تعلمون أصبح غير ذي جدوى بعد مرور 38 عاما منذ عام 1973م.
فعلى سبيل المثال جيش مصر لا يمتلك رادارات حديثة، قادرة على رصد الطائرات الإسرائيلية والأمريكية المتطورة، ولا توجد في الجيش المصري حالياً أي أنظمة دفاع جوي حديثة، بل إن الجيش السوري أفضل من مصر حالياً، حيث أن سوريا في مجال الدفاع الجوي تعتمد كما تعلمون على روسيا، وبإعتراف إسرائيل وأمريكا وروسيا فإن سوريا إشترت من روسيا 150 نظام دفاعي جوي صاروخي، وكل نظام قادر على رصد 48 هدفاً جوياً، وملاحقتها وإصابة هدفين في وقت واحد، على ارتفاع يصل إلى أكثر من ستة كيلومترات.
وأيضا حصلت سوريا على أنظمة دفاع جوي من طراز Pantsyr-S1 ، و من طراز طراز S-300 ، وصواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف من طراز IGLA-S. ، فماذا لدى مصر سوى أنظمة روسية قديمة، يدعي الصهاينة المسيطرين على الجيش بأن الجيش المصري يقوم بتطويرها، بمعدات تكنولوجية حديثة، لكنكم بالطبع تعروفون أنهم كاذبون، وأنهم يخدرونكم بمثل هذه الإدعاءات الكاذبة.
إخواني في الوطن جنود وضباط صف وضباط القوات المسلحة المصرية، إن صهاينة مصر دمروا قدراتنا العسكرية، ودمروا إقتصادنا، وسرقوا نفطنا وثرواتنا، وأجاعوا شعبنا، وزرعوا الفتنة بيننا بدعمهم لأصحاب الفكر المتعصب، سواء مسلمين أو أقباط ، ومدوا خط غاز طبيعي لتل أبيب يمدونها بالوقود بسعر شبه مجاني، ليعينوها على قمع وقتل وسحق إخواننا في فلسطين المحتلة.
وإكتملت جرائم صهاينة مصر بحصارهم لأهل غزة، ومنع دخول الجرحى منهم لمصر للعلاج، ومنع وصول المساعدات الإنسانية لهم، حتى الزيت والدقيق والأدوية ومواد البناء منعوها عن غزة، لكي يساعدوا إخوانهم في تل أبيب، على إحكام الحصار على غزة، بل وصلت الخسة والنذالة بصهاينة الجيش المصري بهدم الأنفاق تحت الأرض، التي حفرها إخواننا في غزة، كي يتمكنوا من إدخال الطعام والدواء للجوعى والجرحى من سكان غزة.
إخواني في الوطن جنود وضباط صف وضباط القوات المسلحة المصرية، إن ثورة الشعب المصري هي ثورة ضد بني صهيون المسيطرين على مصر، وعن قريب سيصدر الصهاينة الأوامر لكم بقصف وقتل الشعب المصري، تحت ذريعة حفظ الأمن، وتحت ذريعة أن المتظاهرين ليسوا سوى مخربين ولصوص يهددون أمن مصر، أو تحت أي حجة إخرى تبتكرها عقولهم الخبيثة.
إخواني في الوطن جنود وضباط صف وضباط القوات المسلحة المصرية، لا تطيعوا قادتكم الصهاينة، وإرفضوا تنفيذ الأوامر، فأنتم ستقتلون أهلكم وأهل إخوانكم، فالمتظاهر في الشارع هو أبيك وأخيك وعمك وخالك، أو هو أبو وأخو وعم وخال أحد زملائك.
إخواني في الوطن جنود وضباط صف وضباط القوات المسلحة المصرية، إنقلبوا على بني صهيون، وإحموا ثورة شعب مصر، وإحموا شعب مصر من الصهاينة.
إخواني في الوطن جنود وضباط صف وضباط القوات المسلحة المصرية، إن دماء المواطن المصري المسلم والقبطي أمانة في أعناقكم وسيسألكم عنها الله.
إخواني في الوطن جنود وضباط صف وضباط القوات المسلحة المصرية، كونوا على مستوى المسؤلية التاريخية الملقاة على عاتقكم، وأعيدوا لنا مصر، وحرروها من سيطرة بني صهيون، وحددوا إقامة كبار القادة، وإعتقلوهم مؤقتا لحين السيطرة على الأوضاع.
إخواني في الوطن جنود وضباط صف وضباط القوات المسلحة المصرية، إن مصر وشعبها بين أيديكم، فلا تجبنوا ولا تتقاعسوا، وتشجعوا يا من هزمتم في حرب اكتوبر الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، إخواني في الوطن جنود وضباط صف وضباط القوات المسلحة المصرية، إن قلوبنا معكم، وسنحميكم وسنؤيدكم، ونكون درعا لكم إذا إنقلبتم على بني صهيون.
إخواني في الوطن جنود وضباط صف وضباط القوات المسلحة المصرية، نسقوا بينكم في أسرع وقت ممكن، وإنطلقوا على بركة الله، وسيطروا بقواتكم ومدرعاتكم ومصفحاتكم على وزارة الدفاع، والتلفزيون، وسينصركم الله طالما خلصت نواياكم، وكان هدفكم هو تحرير مصر وليس الإستئثار بحكمها.
إخواني في الوطن جنود وضباط صف وضباط القوات المسلحة المصرية، لكي تتمكنوا من إسباغ الشرعية على إنقلابكم يجب عليكم تنفيذ التالي:
أولاً في التلفزيون الرسمي و بإسم مجلس القيادة العسكري المؤقت، تدعون جماهير شعب مصر للخروج للشوارع ودعمكم.
ثانياً تعلنون في التلفزيون الرسمي إعفاء مبارك ونائبه من منصبها، وتعلنان أيضاً حل مجلس الشعب المزور، وعزل الوزارة الحالية إستناداً لرغبة جموع الشعب المصري.
ثالثاً تعلنون عن تشكيل مجلس إنتقالي مكون من الخبراء القانونيين، لوضع دستور جديد للبلاد، يتم إجراء إستفتاء شعبي عليه، خلال شهر من تشكيل المجلس الإنتقالي، حينها سيتأكد الشعب ويتأكد العالم أنكم لستم طلاب سلطة، وسيدعمكم الشعب وستدعمكم كل دول العالم.
رابعاً تعلنون عن إجراء إنتخابات لإختيار نواب للشعب.
خامساً تعلنون عن فتح باب الترشيح لإختيار رئيس الجمهورية بعد ستة أشهر، على أقصى تقدير، وبذلك تكونوا قد دخلتم التاريخ من أوسع أبوابه، وسجلتم أسماؤكم بحروف من نور، وتنالون تقدير وحب شعب مصر، وتنالون ما تستحقون من الله.
إخواني في الوطن جنود وضباط صف وضباط القوات المسلحة المصرية، حققوا حلم الشعب المصري ورغبته في الحرية والعدل، والمساواة والحياة الكريمة.
إخواني في الوطن جنود وضباط صف وضباط القوات المسلحة المصرية، الله معكم وناصركم
توقيع شعب مصر
...................................
رجاء من كل مصري شريف وشجاع، من فضلك إطبع هذه الرسالة على الورق ووزعها على جنود وضباط الجيش المصري، المنتشرين في شوارع المدن المصرية.
............
كل من تصله الرسالة سواء مطبوعة أو على الإيميل، لطفاً ورجاءً إرسلها بالإيميل لسواك أو دع غيرك يقرأها لو كانت مطبوعة.
حسام السعيد عامر
عصر يوم الأحد 30 يناير 2011 م