ليس سؤال وليس استنكار بقدر ما هو عتاب، لماذا تتخاذلون؟!، لماذا تصرون على ممارسة الضغط فقط، بينما كان بإمكانكم المشاركة معنا في اعتصام يوم 27 مايو، للوقوف بحزم أمام تآمر المجلس العسكري، وإجباره على الرضوخ لمطالب الشعب، وترك الحكم لمجلس رئاسي مدني.
أنا لا أخونكم لكن من الذي مارس الزن على آذانكم، وسحركم وأقنعكم بالإكتفاء بمظاهرة مليونية، تستعرضون فيها قدرتكم على التواجد وسط الجماهير، للضغط على طنطاوي لتحقيق مطالب شعب مصر.
أنا لا أخونكم، لكن الذي اقنعكم بعدم الاعتصام، وناشدكم ان تتريثوا هو الخائن، لأنه استطاع بدهاء وخبث أن يتسلل الى عقولكم.
يا شباب الثورة ويا قادة الحركات النضالية، يا من كنتم في طليعة من أشعلوا فتيل ثورتنا المباركة، ويامن كان لكم شرف كسر حاجز الخوف في نفوس الشعب، ويامن تظاهرتم في السنين الماضية وضربتم المثل في الوطنية والتضحية، فكيف سمحتم لأي إنسان مهما كانت ثقتكم به، كيف سمحتم له بالتلاعب بعقولكم، وكيف اقتنعتم برأيه الخبيث، الذي ليس له سوى هدف واحد، وهو ان يهدم جهود الكثير من شباب مصر الغير مسيسين، الذين بذلوا كل جهدهم لأكثر من ثلاثة أسابيع، قضوها مشغولين ومهمومين ليل نهار بحشد الناس، وتثويرهم ودعوتهم للخروج من جديد، واستكمال ثورتهم، والاعتصام لإجبار المجلس العسكري على تسليم مصر لشعبها والعودة لثكناته.
أعتب عليكم، وأتعجب لماذا تصرون على خداع أنفسكم، وأنتم واثقون أن طنطاوي والمجلس العسكري لن يحققوا مطالب شعب مصر، ولو بعد خمسين سنة.
أعتب عليكم، وأتعجب لماذا تصرون على خداع أنفسكم، وأنتم واثقون أن طنطاوي والمجلس العسكري لن يحققوا مطالب شعب مصر، ولو بعد خمسين سنة.
لماذا تصرون على خداع أنفسكم، وأنتم تعلمون علم اليقين أن طنطاوي والمجلس العسكري سيستمرون في التلاعب بنا وبكم، والالتفاف على مطالب شعب مصر بكل السبل، لماذا تصرون على خداع أنفسكم، وأنتم تعلمون علم اليقين أن طنطاوي والمجلس العسكري سيتخذون إجراءات صورية فقط لكي يتم نشرها في الصحف، وإعلانها في نشرات الأخبار، ولن تنفذ على أرض الواقع ولو بعد مليون سنة.
لماذا تصرون على خداع أنفسكم وأنتم تعلمون علم اليقين أن طنطاوي والمجلس العسكري رجال مبارك الأوفياء، الذي ترك لهم السلطة وإستأمنهم على نفسه وعائلته، لماذا تصرون على خداع أنفسكم، وأنتم تعلمون علم اليقين أن طنطاوي والمجلس العسكري لن يسلم الحكم لرئيس مدني، الا اذا جاء ومعه شهادة ضمان مختومة من مبارك وإسرائيل وأمريكا، لكي يضمن للثلاثة الأمن والعمر المديد.
.........................................................لن أطيل عليكم، ولكنكم تعلمون انها فرصة نادرة، وكان يجب استثمارها لصالح ثورتنا، وكان من الواجب عليكم الاعتصام معنا لتحقيق مطالب الشعب والثورة.
لن أطيل عليكم، ولكنها كانت فرصة ذهبية، وأنتم تعلمون مثلي، ان شعب مصر غالبا لن يستجيب لأي دعوات أخرى في المستقبل، لو فشل هذا الإعتصام لا قدر الله، والسبب هو لأن كل الشباب اصحاب الفكر الحر سيكفرون بالثورة.
وسيكفرون بالشعب، وسيكفرون بالجماعات والحركات السياسية، التي للأسف ليس لديها المقدرة على التحليل المنطقى، والقراءة العميقة للأراء والأفكار والمواقف، وأيضاً ليس لديهم المقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، في التوقيت المناسب.
إنها فرصة نادرة ويمكنكم ان تحسنوا استغلالها، بأن تنضموا للمعتصمين في الميدان غداً، وتتحدوا مع كل الشباب المطالب برحيل طنطاوي والمجلس العسكري، وتكليف مجلس رئاسي مدني مكون من المستشار زكريا عبد العزيز والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الأستاذ جورج اسحاق.
إنها فرصة نادرة أن نتحد على مطلب واحد محدد، كي نقطع الطريق على كل دعاة شق الصف، انها فرصة نادرة لن تتكرر لأنهم اليوم يتهمونا بالشيوعية والليبرالية والعلمانية، وأخيراً أنعموا علينا بالعمالة لإسرائيل، وغدا سيتهمون من يتظاهر ضدهم بأنهم ليسوا بشر، وسيقتلون كل من يتظاهر او يعتصم بدماء باردة، ولن يبكي على المقتولين مواطن واحد، لأن الإعلام معهم، والشيوخ معهم، والقساوسة معهم، والمنافقين معهم، والشيطان معهم، وطنط عفاف معهم.
إنها فرصة نادرة، فلا تضيعوها، حتى لا يأتي اليوم الذي تقولون فيه لقد قتلنا يوم أن قتل معتصمي 27 مايو.
اللهم قد بلغت اللهم فإشهد
حسام السعيد عامر
فجر يوم 26 مايو 2011 م
حسام السعيد عامر
فجر يوم 26 مايو 2011 م
