بيان المجلس الأعلى لحماية وتحقيق أهداف الثورة المصرية بشأن أحداث فجر 9 ابريل 2011

بيان المجلس الأعلى لحماية وتحقيق أهداف الثورة المصرية بشأن أحداث فجر 9 ابريل 2011
إستنادا على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة في 10 ديسمبر 1948 والذي قرر أن البشر جميعا لهم حق التمتع بكافة الحقوق والحريات في هذا الإعلان دون أي تمييز ومنها الحق في الإعلان عن الرأي. وإستنادا للمادة 21 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الصادر من الأمم المتحدة والتي تنص صراحة على حق أي إنسان في التجمع السلمي . بناءً على ما سبق فقد قرر المجلس الأعلى لحماية وتحقيق أهداف الثورة المصرية أن يعلن التالي بخصوص حادث إقتحام ميدان التحرير فجر يوم 9 إبريل 2011 وفض الإعتصام السلمي المطالب بتسريع تنفيذ مطالب الثورة والذي شارك فيه مواطنين مدنيين وضباط من الجيش المصري العظيم
أولاً: بقلوب مفعمة بشديد الحزن و عميق الاسف يتقدم المجلس الأعلى لحماية وتحقيق أهداف الثورة المصرية بخالص التعازي لكل أسر الشهداء الأبرار ضحايا الهجوم البربري الذين قدموا أرواحهم الطاهرة فداء لتطهير مصر من مبارك وأزلامه
ثانياً: يؤكد المجلس الأعلى لحماية وتحقيق أهداف الثورة المصرية على ضرورة الفصل بين الجيش المصري بضباطه وجنوده البواسل حماة الوطن وبين المجلس العسكري الذي لا يمثل الجيش المصري بكاملة بل هو مكون من مجموعة قادة عسكريين مقربين من الرئيس المخلوع مبارك والذي لم يعرف عنه من قبل أي نوايا طيبة تجاه مصر وشعبها ولذلك لدينا الكثير من التحفظات والشكوك في أفعال ونوايا المجلس العسكري الذي تسلم الحكم من مبارك في مخالفة دستورية واضحة
ثالثاً: يدين المجلس الأعلى لحماية وتحقيق أهداف الثورة المصرية الهجوم البربري الإجرامي على المعتصمين السلميين في ميدان التحرير بالقاهرة فجر يوم 9 إبريل 2011 والذي شن بالتوازي معه هجوم آخر على المعتصمين أمام المنطقة الشمالية العسكرية بالإسكندرية وقد تم فض المعتصمين السلميين في ميدان التحرير بعنف ووحشية تذكرنا بأفعال المجرم مبارك مع المتظاهرين المعتصمين المطالبين برحيله وتم فض الاعتصام السلمي المطالب بتسريع تنفيذ مطالب الثورة المصرية بإستخدام الذخيرة الحية بالتوازي مع الطلقات الصوتية بواسطة الشرطة العسكرية بمعاونة قوات الصاعقة والحرس الجمهوري والأمن المركزي مما أسفر عن سقوط قتيلان من ضباط الجيش المصري المعتصمين على أقل تقدير بالإضافة لأعداد كبيرة من الجرحى وأثناء الهجوم الإجرامي تم إعتقال أعداد كبيرة من المعتصمين العسكريين و المدنيين . ونهيب بكل القوى السياسية الضغط على المجلس العسكري ومطالبته بإطلاق فوري لسراح كل المعتقلين الذين تم القبض عليهم خلال أي إعتصامات أو مظاهرات في ثورة الغضب وتوابعها
رابعاً: يهيب المجلس الأعلى لحماية وتحقيق أهداف الثورة المصرية بكافة القوى السياسية أن ينتبهوا لمحاولات التضليل التي تمارسها فلول مبارك المسيطرة على المجلس العسكري والأجهزة الاستخباراتية التي تخوف القوى السياسية من الفوضى وهي نفس المزاعم التي كان يروجوا لها سابقاً ردا على المطالبين برحيل مبارك ثم على المطالبين برحيل شفيق . وجدير بالذكر أن أهم مطالب ثورة الغضب لم تتحقق حتى اليوم وعلى رأسها القبض على مبارك وتقديمه هو وأسرته للمحاكمة وإسترداد الأموال التي هربتها أسرة مبارك وأعوانهم خارج مصر طوال الشهران الماضيان تحت سمع وبصر وحماية المجلس العسكري الذي لم يسترد دولار واحد حتى اليوم. وبديهي أن هذا المجلس لن يقبض على مبارك وأسرته ولن يحاكمهم ولن يعيد قرشاً من ثروات مصر المسروقة وستثبت لكم الأيام التالية صدق مزاعمنا حيث بدأت تنتشر شائعات كاذبة عن تردي صحة مبارك. ومن المخطط أن يتعالى نعيق بعض القوى السياسية العميلة لمبارك والتي ستتخذ من أكذوبة مرضة ذريعة لعدم محاكمته وبذلك تضيع مليارات الدولارات على الشعب المصري الفقير الذي ذاق الأمرين طوال الثلاثين عاما المنصرمة كما ستضيع أيضاً دماء شهداء الثورة هباءً دون قصاص من مبارك
خامساً:ً يعلن المجلس الأعلى لحماية وتحقيق أهداف الثورة المصرية أن الثورة المصرية وضعت أساساً جديدا وفريدا وإبتكرت مالم يبتكره غيرها في تاريخ الثورات الشعبية حيث أسقطت مبارك ولم تقم بتشكيل حكومة ثورية بل سلمت مقاليد الحكم طائعة لمجلس عسكري مشكوك في ولائه من قبل قطاعات كبيرة من المثقفين والثوار على وجه الخصوص . وعلى هذا نطالب من قيادات القوى السياسية أن تتفق فوراعلى تشكيل مجلس رئاسي ليدير شئون مصر ويكون المجلس الرئاسي مكون من أي عدد من الأفراد تتفق عليه القوى السياسية ويضم ممثلين عن شباب الثورة وعلى أن يضم بين أعضاؤه أحد قادة القوات المسلحة المشهود لهم بالكفاءة وأن يكون من خارج المجلس العسكري ويتم الإعلان عن ذلك رسميا مع الإبقاء على المجلس العسكري وعلى المشير طنطاوي كوزير للدفاع دون أن تتعدى صلاحياتهم الجيش حتى يتسنى للمجلس الرئاسي ادارة شئون البلاد
سادساً:ً على جميع القوى السياسية المشاركة بجدية في محكمة الثورة التي تقوم حاليا بمحاكمة الرئيس المخلوع مبارك كما نهيب بالشعب المصري أن يؤازر ويؤيد المحكمة بإعتبارها تدافع عن مصالحه وثورته وهو ما سيعطي لأحكام محكمة الثورة بعداً شرعياً
شعبياً ثورياً مما يتيح تنفيذ الأحكام الصادرة عنها بالقوة الجبرية. وعلى القوى السياسية أن تطلب من محكمة الثورة التحقيق في كل جرائم فض المعتصمين السلميين بعد عزل مبارك وخاصة ما حدث في آخر إقتحام من قتل لضباط جيش مسالمين تم قتلهم غدراً وغيلة رغم عدم وجود أي داع أو مبرر لهذا القتل الغير مبرر فلم يكونوا مسلحين وبفرض مخالفتهم للقوانين العسكرية فكان الواجب أن يقدموا لمحاكمة لا أن يعدموا داخل ميدان التحرير في حادثة تعيد للأذهان ممارسات العصور المظلمة وتذكرنا بجرائم المخلوع مبارك
سابعاً: المجلس الأعلى لحماية وتحقيق أهداف الثورة المصرية يتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لكل المواطنين الشجعان ولكل القوى السياسية التي عادت للإعتصام في ميدان التحرير ويطالب جموع الشعب المصري بتأييد ودعم المعتصمين والإنضمام لهم حتى يتسنى تحقيق مطالب الثورة وأهمها القبض على مبارك ومحاكمته وإستعادة ثروات مصر المنهوبة والقصاص لدماء الشهداء
ثامناً: المجلس الأعلى لحماية وتحقيق أهداف الثورة المصرية يطالب الشعب المصري بتوخي الحذر من أي قوى سياسية تحاول الإلتفاف على الشعب والتعاون مع أعداء الثورة ونهيب بشعب مصر الذكي عدم الإنخداع بدعاوي المحافظة على الإستقرار والتي تهدف أساساً لإستقرار مبارك وثروته المستقرة خارج مصر. وكما هو معلوم للجميع فقد سبق لفلول مبارك أن حذرونا من الانهيار في حال عزل مبارك وهاهي مصر ثابتة كالجبال برغم بعض حوادث الفوضى والبلطجة التي يفتعلها فلول امن الدولة لكن يقظة الشعب المصري لهذه الأحداث وتصديه لها هو خير دليل على أصالة معدن شعب مصر العظيم
تاسعاً: عبر تاريخ البشرية الطويل مررنا بالعديد من الخونة وأشهرهم عند النصارى هو يهوذا الأسخريوطي الخائن الذي وشى بالسيد المسيح برغم أنه كان من حوارييه المقربين. وأشهرهم عند العرب هو ابو غربال العربي الخائن الذي دل ابرهه الحبشي الى مكة ليهدم الكعبة وأشهرهم في مصر هو محمد نجيب الهلباوي الذي كان مناضلا للإحتلال الانجليزي في مصر وقتل العديد من الجنود الإنجليز ثم تحول فيما بعد لمرشد للإنجليز داخل تجمعات الفدائيين المصريين وقد حفل تاريخ النضال الوطني في مصر بالعديد من المناضلين الذين كانوا في البداية شرفاء ثم تحولوا في نهاية المطاف لخونة باعوا اوطانهم ومبادئهم نظير مصالح شخصية ولهذا نأمل من شعب مصر العظيم أن ينتبه لكتابات بعض ممن يحسن الشعب المصري الظن بهم ثم تحولوا لمتحدثين رسميين للمجلس العسكري وأشهرهم مناضلة ثورية شاركت في الثورة ثم انحازت مؤخرا للمجلس العسكري وتعمل مرشدة لحسابه علماً بأنها في كتاباتها وداخل الميدان حرضت الناس على ضباط الجيش المعتصمين وإتهمتهم بالخيانة وبهذا أعطت المبرر للمجلس العسكري لإقتحام ميدان التحرير وهي بتحريضها قد شاركت في ارتكاب جريمة فض الاعتصام السلمي وقتل الضباط المعتصمين الأبرياء بما يجعلها شريكة ومحرضة على جرائم القتل مما يحملها وزر دماء قتلى ومصابي أحداث فجر 9 أبريل 2011 . كما وأن أحد مشاهير شباب الكتاب الساخرين تحول عاموده الصحفي في أحد الجرائد اليومية لسنترال عمومي للمجلس العسكري يبث من خلاله ترهات وأكاذيب مفضوحة يضلل بها الناس مستغلا ثقة القراء بسابق تاريخه ككاتب معارض لنظام مبارك ولكل ما سبق يعلن المجلس الأعلى لحماية وتحقيق أهداف الثورة المصرية أنه سيكون حرباً ضروساً على كل من يضلل الشعب المصري مهما كانت شهرته ومهما كانت قوة من يدعمونه
وفي الخاتمة نعاهد خالق الكون على التصدى لأي مفسد في بر مصر ونعاهده على أن نظل في جانب الحق مهما كان الحق ضعيفا ونعاهده أن ننتصر للمظلوم أياً كان ظالمه ولو علا وتجبر ونعاهده أن نبذل أنفسنا وأموالنا في سبيل تطوير وتطهير ونهضة بلدنا الغالية مصر
الله الوطن الشعب
اللجنة العليا
10 إبريل 2011


Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك تعليق واحد:

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...