متى يتعلم الإخوان المسلمين من أخطائهم - بقلم - حسام السعيد عامر

تفتكروا الإخوان المسلمين ممكن يتعلموا من تجارب الماضي؟

في الماضي القريب الاخوان المسلمين كان بتم استخدامهم من قبل حكام مختلفين لكي يتم بهم قمع تيارات بعينها.

مثلا  جمال عبدالناصر استخدمهم لقمع الشيوعيين، وبعد ما اتخلص من الشيوعيين، بإستخدام الحيلة والتآمر قام بالتخلص من الاخوان المسلمين، في احداث كلنا عارفينها.

أيضاً السادات استخدمهم ضد الشيوعيين تاني، وبرضة اعتقلهم  بعد ما استنفذوا الغرض من وجودهم

 وفى كل حالة بعد انتفاء الغرض، يتم التخلص منهم بالاعتقالات، والقتل والتشريد، والتعذيب، وتشويه صورتهم شعبياً، بادعاء انهم جماعة ارهابية

متى يتعلم الإخوان المسلمين من أخطائهم

و دلوقتى المجلس العسكري، اللي هما صبيان مبارك الأوفياء، بيستخدموا الاخوان للتخلص من كل شباب مصر الثائر، وعلى رأسهم شباب الفيس بوك الواعيين، عندك الشباب الليبراليين واليساريين وأغلبهم أساساً  جايين من خلفية إسلامية، لكن تجربة أردوغان الناجحة دفعتهم لتبني الرؤية الليبرالية والاشتراكية، بدلا من الخطاب الإقصائي المتحجر المتجاهل لمعطيات العصر الراهن 
هل يجهل الإخوان المسلمين ان  الثوره تعنى سقوط النظام بكامله؟، هل يجهل الاخوان ان عسكر مبارك الاوفياء هم عملاء خونة، لا يقلون خبثاً عن سيدهم.
وهل يجهل الاخوان ان المجلس العسكري عبر تعديلاته الدستورية يتلاعب بالثورة وبالشعب المصري؟، ويستغل جهل وسذاجة الاخوان، وأيضا يستغل اشتهائهم للسلطة، التي يمكنهم الحصول عليها بحب الشعب، لا بوقوفهم واصطفافهم الحالي وراء بقايا نظام مبارك، ومطالبتهم بالتصويت بنعم على هذه التعديلات، التي ستدخلنا في دوامة لا نهاية من الفوضى، وستعطل تحقيق أهداف الثورة بل سيترتب عليها غالبا إفشال تحقيق اهداف الثورة.
كيف يثق الاخوان في هؤلاء العسكر الخونة؟، وكيف يتعاونوا معهم لقتل الثورة وإعاقتها عن تحقيق اهدافها؟، أليس فيكم رجل رشيد؟
عفوا يا اخوان لا نريد ترقيعات، بل نريد دستورا جديدا يشمل كل مواطن مصري بالرعاية، ولا يفرق بين أبناء مصر بسبب دين أو نوع أو أصل أو حالة، فكلنا مصريين مسلمين واقباط , فلاحين وصعايدة , نوبة وسيناوية , بدو مطروح وأمازيغ , مؤمنين وملاحدة.
بمثل هذا الدستور سيضمن الاخوان كما سيضمن غيرهم حقوقهم كاملة، وإلا فإنتظروا مستقبل دامي لا نهاية له، فبدون ضمانة للجميع لا ضمانة لكم، وبدون حقوق للجميع سينفض عنكم الشعب ويعاديكم، بل وغالباً سوف يؤيد أعدائكم نكاية فيكم.
لا نريد تعديلات وترقيعات لدستور مراوغ، إستعان به مبارك، ومن قبله السادات على القبوع والجثوم على أنفاس الشعب المصري سنين عدداً.
لا نريد ترقيعات، بل نحتاج دستورا عصريا عادلا حديثا، يحمي مصر وشعبها من الأعداء، سواء أعداء الخارج، أو أعداء الداخل الذين يخططون لافشال الثورة، والالتفاف على مطالبها، بتطميع الاخوان في السلطة التي حتما سيصلون لها بالشعب لا بالتحالف مع اعداء الشعب، الذين حتما سيكررون ما فعله عبد الناصر والسادات من قبل، وحين تنتهي مهمة الاخوان سيطيحون فيهم قتلاً واعتقالاً وتعذيباً من جديد، ويعيدونا للمربع صفر، بعد ان ينجحوا في زرع الفرقة بيننا، بعدما قاموا الآن بإستمالة الاخوان والسلفيين لصفهم، والاستعانة بهم للتصدي لثورة شباب مصر الواعي الحر الغير مسيس.
من الذي قال ان رفض التعديلات عداء وكره للاسلام، وهو مين أساسا جاب سيرة الاسلام، وإيه اللي دخل الدين في الموضوع، ولا هو خداع وتضليل للناس وخلاص، عشان العسكر طالبوكم بالتصويت بنعم، وللعلم رفض التعديلات هو رفض للمجلس العسكري، ولنظام مبارك ودستوره، وبلاش مغالطات عيب عليكو اللي بتعملوه ده، على فكرة دي ممارسات لا تخرج عن مسلم حقيقي.

وتذكروا يا اخوان ان من أعان ظالما سلطه الله عليه، والمجلس العسكري ليسوا سوى زمرة من صبية مبارك الأوفياء، ومش بس ظالمين إنما الأدهى انهم خونة وعملاء ولاد كلب ولا أمان لهم، والمتغطي بيهم عريان.

على فكرة المجلس العسكري بيلعب بيكم، لأنه أولا بيقيس شعبيتكم، ثانيا هيستخدم دعايتكم للتصويت بنعم مستقبلا ضدكم، باعتباركم بتضللوا الناس باستخدام الدين، مع ان الدين ملوش علاقة بالتعديلات، لكن هيتم تشويهكم وغرس الكراهية نحوكم في نفوس الشعب.
وبعد ما يتلاعب العسكر بيكوا وبينا، ويتأخر في تسليم السلطة لأطول فترة ممكنة، غالبا سنة ولا سنة ونص، بحج متتالية، وبعد ما تستلموها هيتم إعاقتكم عن تنفيذ أي اصلاحات حقيقية لمنظومة الدولة.
لو عقولكم مش قادرة تدرك مدى عمق منظومة المفسدين، ومدى سيطرتها على مفاصل مصر، تبقا بصيرتكم مشوهة، يا اخوان انتو هتكونو مجرد عرائس ماريونيت يلعبوا بيها قدام الجمهور، لحد ما يستردوا عافيتهم تاني، وهيستردوها بمساعدتكم، وبشيوخكم ومعاكم السلفيين في مصر، اللي هما اساسا لا لهم دين ولا ملة، وفي الآخر هيرموكم في أقرب صفيحة زبالة، وغالبا هينضم ليهم السلفيين، عشان هم الضمانة الوحيدة ضد الغضب الشعبي، عشان ما يبقاش شكلها مؤامرة على التيار الاسلامي السياسي.

ومتنسوش ان الاعلام المصري كله ماسوني حتى النخاع، وهيقفوا ضدكم ساعة الجد، وهيشوهوكم شعبياً ويكرهوا الناس فيكو، وان مكنتوش عارفين كده تبقوا تستحقوا اللي هيحصل فيكو.
ازاي تآمنوا لواحد زي بكري، ولا زي مرتضى، ولا غيرهم من كلاب الماسونيين المتلمعين ليل نهار على شاشات وصحف مصر.
يا اخوان عودوا للثورة معنا، أو إنتظروا مصير كمصير سنمار

أخشى ما أخشاه اننا لم نتعلم من قصة الثيران الثلاثة، واخشى ما اخشاه ان يبكي الاخوان كما بكي الثور الاسود، حين قال لقد أكلت يوم ان أكل الثور الابيض،
أخشى ما أخشاه ان يقوم شعب مصر بمعاقبة الإخوان على موقفهم المتخاذل، ويشمتوا فيهم حينما ينقض عليهم ذئاب مبارك الخونة.
أخشى ما اخشاه ولا أرضاه أن أرى الإخوان ومن لف لفهم، يتساقطون سياسياً وشعبياً، بعدما خرجوا من التوافق الوطني الثوري، الذي يطالب باسقاط النظام بدستوره ورجاله، وبناء نظام وطني جديد 
وأخشى ما أخشاه ان هذا التوافق الوطني الثوري  لن يعود أبداً، بعدما انقلب عليه الاخوان اليوم بالتفافهم على مطالب الثورة، طمعا في الحكم، وتحالفهم الحالي مع أعداء الامس بميكافيلية يحسدهم عليها الشيطان

وأخشى ما أخشاه أن يعود أمن الدولة للعمل بكامل طاقته، وبكل رموزه المجرمة، بعد ان يغيروا جلودهم، ليصبحوا حماة الدين من الكفرة والاقباط والليبراليين لبعض الوقت، ثم حين يزداد الغضب الشعبي على الاخوان سيغيرون جلودهم، وينقضوا على الاخوان يذيقوهم سوء العذاب من جديد.
أخشى ما أخشاه ان قادة الاخوان إما جهلة سذج، أعماهم الطمع، أو خونة ملاعين يتحالفون مع الشيطان للوصول للحكم على دمائنا 
أخشى ما اخشاه انه حين سيتم الاطاحة بالاخوان، فإن شباب الجماعة سيعانون أكثر من قادة الجماعة، فهم غالبا من سيدفع الثمن الباهظ بدمائهم الذكية، ونفوسهم الطيبة الطاهرة.

يا اخوان عودوا الى الثورة ولا تتعاونوا مع فلول مبارك، وإلا ستخسرون كثيرا وستندمون حين لا ينفع الندم

يا اخوان لا تستخدموا الدين في تضليل الشعب للتصويت بنعم، وإلا سينقلب السحر على الساحر، وستخسرون كثيرا بسبب هذه الممارسات الانتهازية 

يا إخوان لا تمارسوا الإستبداد مستغلين الدين، ولا تكونوا أعوانا للظالمين

أخشى ما أخشاه انهم اذا قرأوا كلامي لن يفهموه، وان فهموه سينكروه، ويتعاموا عنه
أخشى ما أخشاه أن أكون بنفخ في قربة مخرومة
تعرفوا ناجي العلي ــ تعرفوا احمد مطر ــ تعرفوا الحسين سبط الرسول ـ تعرفوا جمال حمدان ــ تعرفوا نجيب سرور ــ تعرفوا جيفارا ـ تعرفوا ايه مصير كل من ينحاز للناس ويحارب الظلم، أهو أنا مصيري كمصيرهم، تجاهل تام، وتهميش حتى لا تصل أفكاري للناس، وانفضاض الناس المغيبين عني.
 ده مجرد استشراف للمستقبل، بناء على فهم الاحداث الكونية الماضية، وبناء على تحليل الأحداث التاريخية لا أكتر ولا أقل

إعلم يا اخي في الإسلام وفي الانسانية وفي الوطن، ان "الباطل لا يصبح حقا بسبب كثرة عدد من يمارسونه، ولا بسبب وجاهه وشهرة من يدعون له وينشرونه،
وإعلم ان الحق لا يصبح باطلاً لقلة عدد من يتبعونه، ولا بسبب وضاعة أوقلة شأن من يدعون له".
هذه الحكمة الخالدة خرجت بها من الحياة وقمت بصياغتها لعلها تفيد الآخرين
حسام السعيد عامر
9 مارس 2011م
Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك تعليقان (2):

  1. الله ينور عليك يا حسام فعلا هو ده المطلوب

    ردحذف
  2. الاستاذ حسام عامر اتقدم لك بالشكر والتقدير لجهودك العظيمة في نشر التنوير ومقاومة الفساد والظلم والاستبداد تحت اي مسمى سواء استبداد سلطوي او ديني
    جزاك الله خير جزاء عن شعب مصر وجعل عملك في ميزان أعمالك ولا تلتفت لهؤلاء المرضى فهم لا يستحقون منك سوى الرثاء
    حسين عبد الرحمن البوهي
    مستشار قانوني سابق بالامم المتحدة

    ردحذف

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...