ثورة الغضب . حسابات المكسب والخسارة

مرت ثلاثة عشر يوما، ولازال الشعب مصراً على الخروج بالملايين، ليتظاهروا في كل مدن مصر، وليحتشدوا ويعتصموا في ميدان التحرير، والهدف الذي يوحدهم، هو ازالة مبارك واسقاط النظام.
طفلة وشقيقها- الدعاء على مبارك في التحرير
.........................................................
مرت ثلاثة عشر يوما، ولازال الزخم الشعبي متواصل، في كل مدن وقرى مصر، لنشهد في أول ثورة غضب مصرية في الألفية الثالثة، فبرغم كل ما فعلته مباحث امن الدولة، خاصة في مدن المنصورة والاسكندرية والقاهرة والسويس، من اعتقال نشطاء المظاهرات، وتعذيبهم بوحشية، لدرجة ان بعض ممن تعرضوا للتعذيب، إضطروا للإختفاء في منازلهم، خوفاً من تهديدات مباحث أمن مبارك، لكن الحمد لله، ان أغلبية من عذبوا، جائت نتائج تعذيبهم وقمعهم عكسية، بل صاروا أكثر اصراراً على ازالة هذا النظام.
موقعة كوبري-قصر-النيل-28-يناير
.........................................................
مرت ثلاثة عشر يوما، من المراوغات والمماطلات، والتجاهل والتعامي، والتكبر والعناد من مبارك وعمر سليمان، وهذه الممارسات لن تنفعهم، لأنها تزيد من تيقن الشعب من خبث مبارك وسليمان، وسيزداد عناد الشعب المصري العنيد بطبعه، وسيتحدي مرواغة وتلاعب مبارك ونظامه، خاصة وان التلفزيون المصري يصب النار على الزيت، بتزييف الحقائق والاساءة للمتظاهرين، وإتهامهم بالعمالة، وبرغم خسارة بعض التأييد الشعبي للمتظاهرين، لكن يتم تعويضه بشكل مستمر، وذلك لأن معظم شعب مصر، أصبح الآن يعرف جيدا ان مصر لن تتحسن الا بزوال مبارك.
رفع الأحذية في التحرير إعتراضا على خطاب مبارك
.........................................................
نزول عمر سليمان من برجه العاجي، واستدعائه لبعض ممثلي الأحزاب والإخوان للحوار.
كل من له دراية بعقلية مبارك، وأساليبه في المراوغة، والإلتفاف على رغبات ومطالب وآمال وطموحات شعب مصر، طوال ثلاثين عاماً، يدرك ان حوار الإخوان مع نظام لا يعترف به الشعب، هو بكل أسف يصب في مصلحة النظام.
مرت ثلاثة عشر يوما، وجموع شباب المتظاهرين، ومعهم كل فئات وطوائف شعب مصر، المؤيدين لهم، والمعتصمين معهم حالياً في ميدان التحرير، والمتظاهرين في كل مدن مصر، وإصرارهم الشديد على عدم الحوار مع النظام، الا بعد خروج مبارك من السلطة، ورفعم لشعار "صامدون حتى يرحل الفرعون"، ان شاء الله لو صمدتم وصبرتم فستحققون أول نجاح للثورة، وتذكروا جيداً، ان رحيل مبارك هو أو خطوة في مشوار اسقاط النظام بأكمله، يتبعه إن شاء الله، وضع أساس متين لدولة حق وعدل وحرية ونهضة وعلم.
صمود الشعب المصري - الشعب يريد اسقاط النظام- رحيل مبارك
.........................................................
ممارسات بعض ضباط الجيش الموالين للنظام، وتعدي بعضهم على المتظاهرين، ومحاولة التضييق عليهم بمنع دخول المزيد من المؤيدين، إلى ميدان التحرير، ومحاولة تقليص المساحة التي يحتلها المتظاهرين، كل هذه الممارسات ستكون سببا في فضح صورة النظام القمعي، الذي يستأسد على المواطنين العزل، وينكر عليهم حقوقهم في اختيار من يحكمهم، وحقوقهم في التعبير عن رأيهم سلمياً، وربما ينتج عن هذه الممارسات كارثة لا يعلم أبعادها إلا الله، ولكنها بكل تأكيد تصب في صالح الثورة، وما النصر إلا صبر ساعة.

مرت ثلاثة عشر يوما، والآن بات الشعب المصري يدرك ان أمريكا عدوة للشعب المصري، وهي ليست مؤيدة للتحرر والديمقراطية كما تروج عن نفسها، ومن المؤكد ان أمريكا بدعمها لمبارك ونظامه، خسرت المعتدلين المخدوعين، بسبب تراجع أمريكا عن دعم وتأييد ثورة الشعب المصري، وقيام المسئولين الأمريكان أمس واليوم، بإطلاق تصاريح خبيثة ومحبطة، مفادها ان حسني مبارك رجل صالح، ووجوده ضروري لضمان انتقال سلمي للسلطة، شكراً أمريكا لقد فضحتي نفسك وفضحتي عميلك مبارك.
من الذي كان يخطر على باله، أن يرى يوماً اسرائيل، وهي تطلب علانية من دول العالم دعم نظام مبارك، الذي حافظ بإستماته على أمن اسرائيل ومصالحها، لقرابة ثلاثين عاماً.

مرت ثلاثة عشر يوما، وبالأصالة عن نفسي، أود توجيه شكر خاص لكل شعوب العالم، التي تضامنت مع ثورة الشعب المصري، وآزرته وأيدت مطالبه المشروعة.
كما أود أيضاً أن أتوجه بالشكر لحكومات أمريكا وإسرائيل، وأغلب الدول الأوربية، فقد عرفنا الآن من هو العدو ومن هو الصديق، لأنكم بدعمكم لمبارك وعمرسليمان، تريدون أن يستمر الشعب المصري مقموعاً مسحوقاً، للحفاظ على امن إسرائيل، فشكرا لكم جميعا لدعمكم لإسرائيل ومبارك.

مجرد أن يترسخ في العقل الجمعي للشعب المصري، حقيقة ان مبارك يحكمنا بدعم اسرائيل وامريكا واوربا، فهذا مكسب كبير للثورة، وهو المفتاح الأكبر لنجاح الثورة إن شاء الله.
ستستمر الثورة، وستعود لالتقاط انفاسها مراراً وتكراراً، وستستمر حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً،  نعم أنا لازلت متفاؤل من مقدرة الله على احداث التغيير، الذي سيحدث ايضا بشكل مفاجئ وصادم ليس لمخابرات امريكا وحسب، وليس للموساد وحسب، وليس لمبارك وأزلامه وحسب، بل سيكون مفاجئ حتى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ.

في النهاية أود أن أؤكد لمبارك وعمر سليمان ومراد موافي، أن سقوطهم ليس سوى مسألة وقت، إن شاء الله سقوطكم مسألة محسومة، ولو أردتم أن أعطيكم الدليل فسأعطيكم إياه، بس أود أن أسألكم أولا "معاكو حاجة تاخدو فيها؟"

بإختصار يا مبارك وبإختصار يا عمر سليمان وبإختصار يا مراد موافي ستسقطون، وستفرون ومعكم كل أتباعكم، لأنه لا يصح إلا الصحيح، ولأنكم تجبرتم ونازعتم الله في ملكه، ولإنكم إستخففتم بعقول الشعب المصري، ولأنكم خدعتمونا ثلاثين عاماً، لم نرى منكم سوى الظلم والفقر والمرض والقهر والمعتقلات والتعذيب والعمالة، ولأن شعب مصر كله لا يأمنكم، ولأنكم أفسدتم كل شئ، بداية من الشرطة ومروراً بالنيابة و القضاء و الطب الشرعي، حتى الجامعات لم تسلم من فسادكم. بإختصار أنتم أحرقتم كل مراكب النجاة، وليس أمامكم وجنودكم سوى الغرق في اليم
حسام السعيد عامر
الأحد 6 فبراير 2011م

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك 6 تعليقات:

  1. إضافة إلى مكاسب الثورة التي أدرجتها هو توحد الشعب بكافة فصائله وذوبان الفصل بين المسلم والمسيحي بدعوى الفتنة التي لم تخرج سوي من نظام مبارك رافعا لواء فرِّق تسُد والدليل عدم وقوع أى اعتداء على أي مسجد أو كنيسة رغم غياب الأمن المزمع؛ وزد على المكاسب توحد الشباب بعيدا عن اهتمامات الكرة والفن والهجس بإهتمام واحد هو مصلحة الوطن والشغل الشاغل بتطهيره ممن أفسد وأتى على الأخضر واليابس فيه مما يدل على أننا نمتلك ثروة تم إهدارها على مدي الاعوام السابقة ألا وهي الثروة البشرية والتي ستكون أمل الإصلاح القادم إن شاء الله فشكرا للنظام الفاسد عرفنا من خلاله من هم السارقين المفسدين الناشرين للفرقة والفتنة ليكشف عن أوراقه القذرة في الداخل والخارج معا.
    nourelhedaia

    ردحذف
  2. مازال الشعب و الشباب فى الشوارع والميادين
    لقد انكسر حاجز الخوف

    لن يشعر أحد بالإحباط أو اليأس إذا فكرنا وطرحنا على أنفسنا جميعا السؤال

    هل يجب أن تكون هناك حركة أخرى على مسرح الأحداث ، أو نقلة نوعية و مؤثرة على رقعة الشطرنج السياسى؟٠

    ثانيا : المصريون فى الخارج عليهم دور كبير جدا ، و عليهم الإستمرار ، و إعلام أهل الداخل بتظاهرهم ، وتأييدهم ، وتضامنهم معهم ، و تحفيزهم لنوال حريتهم و حقوقهم٠

    //
    سيسجل التاريخ موقف رجال الشرطة و قياداتهم ، ورجال الجيش و قياداتهم ، ومن يطلق عليهم رجال الدين ٠

    كيف نيأس و الله معنا ؟٠

    ردحذف
  3. الله عليكم ياشباب التحرير واحنا مشاركين معاكم في اسكندرية

    ردحذف
  4. اخواني واخواتي ابنائي وبناتي الصامدون الان في ميدان التحرير اقول لكم من كل قلبي انكم صنعتم ملحمة سوف يخلدها التاريخ علي مرالازمان ان شعب مصر كله يساندكم ويوءيد مطالبكم دحرا للاءستبداد ومحوا للفساد وارساءلمجتمع العدل والمساواة اما الشهداء الذين ضحوا بدمائهم فلهم في اعناقنا دين الا ندع من اراق هذه الدماء الزكيه يفلت من العقاب

    ردحذف
  5. الله معكم يا ورود مصر جاهدوا واصبرو واصمودوا
    فان الله معكم والنصر قريب ان شاء الله
    يعلم الله اني اتبعكم بالدعاء في كل صلاة
    ان شاء الله لن يضيع دم الشهداء ابدا
    والقصاص قريب جدا يا ابطال الوطن

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...