السيناريوهات المتوقعة للثورة المضادة وروشتة العلاج الأمثل - حسام السعيد عامر

السيناريوهات المتوقعة للثورة المضادة وروشتة العلاج الأمثل

محاولة متواضعة لرفع مستوى وعي الشعب ولتبصير الثوار المصريين

في الثورات المنتصرة، يظهر داخل المجتمع ما يسمى بالثورة المضادة، إذ يقوم النظام الساقط بالتخطيط لإستعادة السلطة، وغالبا ما يكون أركان النظام السابق ورجاله الكبار هم المنفذين للثورة المضادة.

السيناريوهات المتوقعة للثورة المضادة وروشتة العلاج الأمثل - حسام السعيد عامر

.........................................................

مع الأسف في أغلب الأحوال تنجح الثورة المضادة، نجحوا فى الثورة الفرنسية، ونجحوا في  ثورة مصدق فى ايران عام 1951م، حيث نجحت الثورة المضادة  بإعادة شاه إيران مرة أخرى للحكم،  حتى ان الشاه وقتها قال ل" كيرميت روزفلت " مسؤل المخابرات الامريكية" إنني مدين بعرشي الى الله ثم الى شعبي ثم اليك"، و كان صائبا فى الجزء الأخير فقط، وكما حدث في الثورة الرومانية، حيث نجح رجال تشاويسيسكو في خداع الشعب، وأعدموا الطاغية للتخلص من مشاكسته ولإرضاء الشعب، ثم غيروا جلودهم وإستمروا في قمع الشعب الروماني.
هناك حكمة تقول "ليس من الذكاء أن تكتفي بالتعلم من أخطائك، الأفضل أن تتعلم من أخطاء الآخرين، فليس لديك عمراً يكفي لتجربة كل شيء في الحياة" حسام السعيد عامر

هناك سيناريوهات متشابهة للثورات المضادة على مر التاريخ، يمكننا أن ندمج تلك السيناريوهات كلها ونستخرج منها السيناريو المحتمل تنفيذه في مصر
السطور القادمة ستحتوى على توقعاتي لسيناريو الثورة المضادة في مصر، لكن يجب علينا التنبه إلى أن ما سيحدث مستقبلاً يتوقف على ما سوف تحققه ثورة يناير.
إذا إستكمل الشعب ثورته ونجح في إزاحة وطرد كل رجال مبارك، فغالباً ستفقد الثورة المضادة قدرتها على التأثير القوي في مجريات الأمور، وسيلجأون للتحايل والكيد لزرع الشقاق المستمر والنزاعات المتنوعة داخل المجتمع والدولة، نزاعات طائفية ومذهبية وإثنية بل ورياضية، لكن تأثير تلك النزاعات لن يكون مؤثرا طالما ان رجالات النظام السابق بعيدون عن مواقع السلطة.
في حالة تراخي الإرادة الشعبية المصرية عن إستكمال الثورة بنفس زخم الثمانية عشر يوماً، حينها أتوقع السيناريو التالي
طبعاً سأفترض بقاء المجلس العسكري في الحكم، وهو رأس الأفعى التي ستنفذ المؤامرة تلو المؤامرة لإستعادة السلطة وإستعباد المصريين مجدداً

سيناريو الثورة المضادة المتوقع حدوثة في مصر

المماطلة والتلكوء سيكون من أهم سمات المرحلة القادمة، فعلى سبيل المثال سترون التالي:

 المماطلة في عزل رجال النظام السابق من مواقعهم
المماطلة في تطهير مؤسسات الدولة من رجال مبارك
المماطلة في إجراء محاكمات لرجال مبارك الثابت عليهم ارتكاب جرائم، أيا كانت الجرائم، حتى قتلة الثوار لن يحاسبوا، أو سيحاسب بعضهم وتصدر بحقهم أحكام مخففة وهزلية تثير الحنق في النفوس

الفوضى وما أدراك ما الفوضى، فعلى سبيل المثال سنشهد التالي:

إعتصامات ومظاهرات فئوية، ذات مطالب مستفزة، غالباً ستكون مطالب مادية بحتة، والهدف الأساسي هو غرس مفهوم كراهية الثورة والمظاهرات والإعتصامات داخل نفوس المواطنين, والهدف المهم هو التشويش على المظاهرات والاعتصامات التي تطالب بتطهير مؤسسات الدولة من المفسدين الذين ورثناهم من عهد مبارك
تراخي الشرطة في العودة للعمل وتحقيق الأمن داخل المجتمع، وتزايد البلطجة والسرقة وجرائم النفس.
فتح الباب على مصراعيه لإنشاء الأحزاب مهما كانت أفكارها متشابهة، الهدف هو تمزيق القوى السياسية وتحويلها لشرازم يقود كل شرزمة أفاق راغب في الشهرة حتى لو كانت الشهرة في الفشل، وسترون بضع احزاب تمثل الليبراليين، وبضع أحزاب تمثل اليساريين، وبضع أحزاب تمثل الإسلام السياسي المعتدل، وبضع أحزاب تمثل الإسلام الأصولي المتحجر فكرياً، وستفتح القنوات الاعلامية أحضانها لإستقبال هؤلاء المتنطعين وتلميعهم إعلامياً، لنشر البلبلة الفكرية والسياسية في مصر

حملات التضليل الإعلامي أيضا سيكون عليها دور كبير في التآمر على إفشال ثورة يناير، فعلى سبيل المثال ستظهر الحملات التالية:

حملة عفا الله عما سلف
حملة له ما له وعليه من عليه
حملة التعاطف مع أقوى الفصائل السياسية في مصر والتي كانت مقموعة من نظام المخلوع مبارك، وترغيبهم في السلطة، وتشجيعهم على التعامل مع الشعب إنطلاقاً من أنهم الفصيل الأهم في المجتمع، ثم يتبعه تسليم السلطة ظاهرياً لهذا الفصيل، ووضع العراقيل أمامه لمنع الفصيل من تنفيذ برنامجه، خلق أزمات ومشاكل.
التهويل الإعلامي أثناء التعامل مع الأزمات التي لم ينجح الفصيل الغافل في وضع حلول لها
تأليب باقي الفصائل داخل المجتمع على الفصيل الحاكم.
يفتح الإعلام أذرعة ليرحب بكل من يهاجم الفصيل الغافل، ويستقطب بعض المستقيلين من الفصيل ويستقبلهم استقبال الأبطال

حملات اعلامية تدعو باقي الفصائل السياسية للتعاون مع الثورة المضادة وقادتها ممثلين في المجلس العسكري وقادة الجيش، لا تنسى ان هؤلاء النعاثل هم أزلام المخلوع مبارك.

القفز مجدداً على السلطة وإحكام قبضتهم تدريجياً، وفي تصوري سيتم التالي:

سيتظاهر المجلس العسكري بعدم رغبته في تولى الحكم.
تزداد الحملات الإعلامية التى سنرى فيها نشطاء ثوريين (منهم متعاونين مع العسكر، ومنهم معرصين طامعين في جزء من الكعكة، ومنهم مغفلين لا يدركون خطورة عودة رجال مبارك للسلطة)، وسنرى نجمات المجتمع المخملي بجانب نساء العشوائيات ومعهم رجال أعمال يسرفون في تقديم وعود معسولة بالرخاء المنتظر، وسيطلب الجميع من العسكر أن يقوموا بعزل الفريق السياسي الحاكم
.

وبهذا سيتخلص أزلام مبارك من أقوى فصيل سياسي في مصر، ويخل لهم وجه السلطة، ويكونوا من بعد ذلك قوماً مفسدين من جديد.
يقوم العسكر بعزل الفصيل الحاكم، متظاهرين بتحقيق الإرادة الشعبية، وبديهي ان الفصيل الحاكم سيرفض التنازل عن الحكم، ومن ثم تبدأ المرحلة الحقيقة لتتويج رجالات الثورة المضادة.

وبإستخدام الإعلام سيقومون بتدجين الشعب وحشده خلف قيادات المجلس العسكري
وبإستخدام قوانين الطواريء سيعودون للقمع والإعتقال والقهر والقتل والتعذيب، ولن تقوم لمصر قائمة بعد نجاح الثورة المضادة
سيركز رجال المجلس العسكري على اختيار أحدهم لتولى السلطة، ولن يسلموها للشعب أبداً حتى لو إضطروا للتخلى عن ردائهم العسكري لإرضاء الدول الغربية، ولإستغفال الشعب إلى ان يحدث الله أمراً
.

ربما تظن ان هذا السيناريو مأساوي وسوداوي، لكن المعطيات الحالية تبرهن على أننا شعب غبي لا يرى أبعد من أرنبة أنفه

كيف ننجو من مؤامرات الثورة المضادة

إذا أعاننا الله وإستكملنا ثورتنا، ونجحنا في عزل المجلس العسكري عن سدة الحكم، وتوافقنا جميعاً على مجلس رئاسي مدني يدير المرحلة الإنتقالية
إذا هدمنا كافة مؤسسات دولة مبارك، ووضع لبنات مؤسسات وطنية يتولى مناصبها الأكفأ.
إذا تناسينا لبعض الوقت عواطفنا الدينية والوطنية، وتخلينا عن أنانيتنا، ونهمنا للفوز بالسلطة
.

هذه هي الطريقة الوحيدة التي أكرمني الله وعرفني بها للتغلب على الثورة المضادة
والله من وراء القصد
حسام السعيد عامر
فجر يوم 20 فبراير 2011م

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك تعليقان (2):

  1. اللهم احفظ مصر من خبثهم ومكرهم

    ردحذف
  2. احييك واحيى جهدك الرائع فى هذه المدونة القوية والممتعة والمفيدة جدا, اطلعت فى الحقيقة على خمس او ست
    تدوينات لك هنا ؛ واعلن احترامى لما تقدم هنا , واعجابى باسلوبك الجميل والسهل والقوى واريد ان اسالك من لك بمعلومات تكاد تنفرد بها ؟
    لا اظنك مجرد مدون عادى مثلى , فانا لا ابذل معشار ما تبذل من جهد صحفى فى تجميع موادك المنشورة , رغم عملى السابق بالصحافة " منذ 20 "عاما .
    فى كل الاحوال انا اوافقك الراى ؛ هناك محاولات مستميتة من اذناب النظام السابق على الاقل لمجرد الافلات من الحساب , واذكر اننى قرات فى الستينات تحقيقات عن قوادة صريحة فى جهاز المخابرات العامة باستخدام فنانات معروفات سنيمائيا ؛ وكان التحقيق مع شخصية مازالت تلعب نفس الدور مع رجال الاعمال والوزراءفى مصر لتوريطهم فى الفساد النظامى للنظام " غرفة جهنم " والغريب ان هذه الشخصية ما تزال حرة وتمارس عملها فى لجنة الاحزاب ولم يعلن المجس الاعلى الغاءها حتى اليوم ومازال اخطر من لعب بالعمل السياسى علانية من خلال المجلس طسيد قراره طحرا طليقا , ومازال ترزى القوانين الشهير حرا طليقا كالشهاب .
    وسرعان ما عاد للفقى سعده على شاشات الفضائيات يتحدث بطلاقته المعهودة ضد النظام ومناصرا للثوار , وهو الذى جلس على مقعده فى المجلس السابق بجولة تزوير مفجعة على جثة جمال حشمت .
    وكم ذا بمصر من المضحكات , ولكنه ضحك كالبكا .
    تقديرى لشخصك الكريم .

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...