والدليل قالولو

بداية أعترف بأن مشاعر السعادة البالغة قد غمرتني، عندما شاهدت وسمعت على شاشة قناة الجزيرة منطوق الحكم الذي أصدره بالأمس قاضي محكمة الاحزاب بمجلس الدولة، بالموافقة على تأسيس حزب الوسط الجديد، والذي أعتقد أنه سيكون الحزب الجماهيري الاول في المرحلة القادمة، بسبب طرحه الاسلامي الليبرالي المعتدل، والذي يتماشى مع افكار قطاعات كبيرة من الشباب والشعب المصري.
 
 
وكنت قبل هذا قد طرت فرحاً، بعدما علمت نبأ قرار رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بحفظ التحقيق مع الرائد أحمد شومان، الذي سلم سلاحه للجيش وانضم لجموع الشعب المصري في ميدان التحرير، مطالباً مبارك بالرحيل، لهذا وجب علي أن أشكر المجلس الاعلى للقوات المسلحة على إصداره هذا القرار الذي يتماشى مع رغبات الملايين من شعب مصر.

أظن الفقرة السابقة خير رد على رسائل الإيميل العاتبة، التي إمتلاً بها بريدي، والتي تستنكر وترفض اسلوبي في الكتابة، والذي وصفه احدهم بالمبالغة في التخوين، والاسراف في توجيه الإتهامات الصريحة بالخيانة للمجلس العسكري، إضافة لإستياء الكثيرين لمداومتي على إطلاق صفة الكلاب على كل رجالات نظام مبارك.
 حسناً أود أولاً أن أعتذر للكلاب الذين تضرروا من تشبيههم بأعوان السفاح مبارك، الذي تنازل عن منصبه بعد ان تلوثت يديه بدماء شهداء ثورة الغضب، ثانيا لنتحلى بالعقلانية والعدالة ولنضع نصب أعيننا قوله تعالى " وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ"

أعلم جيداً ان التركة مثقلة، وان إدارة دولة بحجم مصر تتطلب مجهودا خرافياً، وأعلم ان المجلس العسكري بذل ولازال يبذل ظاهرياً أقصى جهده للعبور من الأزمة الراهنة التي أوقعنا فيها مبارك.
دعنا نتذكر بعضاً مما قام به المجلس العسكري عبر قراراته وبياناته وتصريحات رجاله.
أولاً تكليف المستشار طارق البشري برئاسة لجنة لإجراء تعديلات دستورية، تمهيدا لإجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة.
ثانياً ضم المحامي الإخواني صبحي صالح إلى لجنة تعديل الدستور، في سابقة هدفها الايحاء للشعب بالقطيعة التامة مع أفكار وسياسات النظام السابق.
ثالثاً التأكيد على تسليم البلاد إلى الحكومة التي يختارها الشعب.
رابعا محاكمة وعزل بعض رموز النظام السابق، ومنهم احمد عز وجرانه والعادلي والمغربي.
خامساً الإعلان عن إطلاق سراح 240 معتقل سياسي، وافتح قوس واكتب فيه (إننا حتى هذه اللحظة لم نرى هؤلاء المعتقلين وهم مطلقي السراح) وإقفل القوس وإفتح مخك معايا للفقرات الجاية.

أود أن أؤكد على ان كل هذه الأفعال الايجابية من جانب المجلس العسكري لا تلبي واحد في المائة من تطلعات ومطالب الشعب المصري الذي أسقط مبارك والذي حتى هذه اللحظة متيقن تمام اليقين من ان المجلس العسكري يحاول الحفاظ على بقايا نظام مبارك، ولن أقول "والدليل قالولو" كما قال عادل إمام في مسرحية شاهد مشفش حاجة، لأن الادلة أكثر من ان أحصيها في مقال واحد لكن لنستعرض بعضاً من هذه الأدلة على سبيل المثال لا الحصر.
 والدليل قالولو
 
.........................................................
أولاً برغم قلة الخبرات السياسية لأعضاء المجلس العسكري، خاصة في التعاطي مع المشهد الثوري، الذي تعيشه مصر حالياً لكن هذا المجلس لم ينفذ حتى الآن، مطالب جماهير الثورة بتشكيل مجلس رئاسة مؤقت، مكون من أشخاص مدنيين بالاضافة لعضو من الجيش، لكي يدير شئون البلاد مؤقتاًٍ، لحين إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

ثانياً إصرار المجلس العسكري، على تجاهل مطلب شعب مصر بحل حكومة احمد شفيق، وتكليف حكومة من كفاءات وطنية، لم تتلوث سابقاً بالتعامل مع السيد رئيس العصابة الاجرامية، المتنازل عن رئاسة الجمهورية، أتعشم أن يسامحني المجرمين وأعضاء العصابات على تشبيهي لهم بحسني مبارك.

ثالثاً تم التحقيق مع بعض المسئولين ذرا للرماد في العيون، بينما لم يتم التحقيق مع أغلب الفاسدين والمجرمين من اعوان مبارك وعصابته، خاصة من المنتمين للجيش، على سبيل المثال عمر سليمان وأحمد شفيق، واضف لهم "صفوت الشريف , فتحي سرور , يوسف والي , أنس الفقي ,مفيد شهاب , سامح فهمي وغيرهم من اتباع مبارك، وهذا هو أوضح دليل على تدشين المجلس العسكري لسيناريو الثورة المضادة، بالالتفاف على مطالب الثورة بتقديم بعض أكباش الفداء للمحاكمة، بهدف خداع الشعب، واقناعه بان هناك محاربة للفساد، بينما ما يحدث هو اهدار للمليارات التي نهبها باقي الممجرمين من خيرات مصر، وأيضاً حماية لباقي رموز عهد مبارك.

رابعاً حتى هذه اللحظة لم يصدر عفو عام عن كل معتقلي الرأي والسياسة، ولا يصح أبداً أن تبدأ دولة عهداً جديدا، وتدعي رغبتها في اللحاق بدول العالم المتقدم، بينما يقبع في سجونها ومعتقلاتها سياسيين ومفكرين صدرت ضدهم احكام قضائية عسكرية واستثنائية، و بالمناسبة هؤلاء السياسيين لم يكونوا فقط اعداء لمبارك، ولكنهم كانوا حراس مصر وجنودها البواسل الذين تصدوا لأحقر عميل صهيوني عرفته مصر، ولو الصفة دي هتزعل أعضاء المجلس العسكري، يبقوا يقولولنا رأيهم في الراجل اللي بيتكلم مع قيادات اسرائيل أكتر ما بيتكلم مع وزراؤه، وبيناقش معاهم تطورات الوضع وسبل التغلب على الثورة التي اطاحت بعرشه، وكمان ياريت أعضاء المجلس العسكري، يقولولنا رأيهم في عمايله السودا لما حاصر غزة، ولما طلب من اسرائيل أن تقصفها وتبيد سكانها، والكلام ده مش من عندي، دي شهادات مؤثقة واتنشرت في كل صحف الدنيا، وأخيرا تسريبات ويكيليكس أكدتها، وكمان ياريت أعضاء المجلس العسكري يقولولنا عن رأيهم في إصداره الأوامر للجيش بقصف الشعب الثائر في ميدان التحرير، وكمان ياريت أعضاء المجلس العسكري يقولولنا.... ولا بلاش كفاية كده.

خامساً حتى هذه اللحظة، لم يصدر المجلس العسكري قراراً بالتحقيق في مصادر ثروات مبارك، ومن أين اكتسب ملياراته التي اعترف الاعلام الغربي بانها تتراوح من اربعين إلى سبعين مليار، وفي بعض التقديرات 620 مليار دولار،وفيما يبدوا ان رقم السبعين مليار هو محاولة من الدول الغربية لشفط المليارات، على اساس ان الفلوس دي لو دخلت خزينة مصر معناه قيام دولة عظمى في خلال سنة واحدة.
فلماذا يا عم المجلس  العسكري مش عايز تحقق مع رأس الافعى حسني مبارك؟.
 ولماذا يا عم المجلس مش عايز ترجع ثروات مصر المشفوطة في كرش مبارك وكرش مراته وعياله؟.
ولماذا يا عم المجلس مش عايز تحقق مع صبيان مبارك المقربين مثل عمر سليمان و احمد شفيق؟.
 فهذان الشخصان تحديداً يمتلكان لكشة تقدر بمليارات من الدولارات، ومصر محتاجة الفلوس دي وشعب مصر أولى وأحق بهذه المليارات، وياريت ما حدش يقول انهم كانوا بيحوشوا مرتباتهم، عشان أنا عرفت أخيراً، إن مرتب رئيس الجمهورية بجلالة قدره، أقل من ستة آلاف جنية مصري، يعني تقريباً ألف دولار.
حسام السعيد عامر
فجر يوم 19 فبراير 2011م

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك 3 تعليقات:

  1. نحن لا نثق في هذا المجلس العسكري ومتأكدين انه يقاوم ثورة الشعب المصري

    ردحذف
  2. معلومة للزمن ... صفقة الآثار "مقبرة ملكية" الواحدة ثمنها ١٠٠ مليون دينار كويتي ما يعني أن ٧٠ مليار دة رقم صغير أوي بالنسبة للحقيقه

    ردحذف
  3. انت عايز كلاب المخلوع يحاسبوه !! مفيش كلب بيعض سيده

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...