تلامة الرئيس . التلامة لا تفيد

اليوم أطل علينا عمر سليمان منذ ساعات معلناً ان مبارك رحب بالتوافق الوطني، مش قادر أمسك نفسي من الضحك، المتظاهرين مموتين نفسهم، وحناجرهم بحت، وهم يهتفون بشكل أو بآخر وبكل الألفاظ والمعاني، "الشعب يريد اسقاط الرئيس"، ثم يعلن مبارك انه معجب بالتوافق الوطني على اسقاطه، حقيقة أنا معجب غاية الإعجاب بشخصية مبارك، التي تتميز بالتلامة والبرود، ولمن لا يعلم فإن التلم والتلامة في العامية المصرية، تطلق على الشخص البارد عديم الكرامة متبلد الإحساس، أغلبية الشعب المصري ترفض بقاء مبارك، بل تستطيع أن تجزم بأن هذه الهتافات والمظاهرات المستمرة، قد أسقطت أي هيبة لشخصية مبارك، لكن الرجل التلم البارد، لازال يتعامل مع الموقف بتلامة وبرود، يحسده عليهما القطب الجنوبي.
عمر سليمان يعلن أن مبارك يرحب بالتوافق الوطني 8 فبراير 2011م

.........................................................
أرجوك أن لا تفهم من كلامي أن مبارك وحده هو التلم البارد، لأن عمر سليمان وأحمد شفيق يا راجل، وكل الوزراء والمسئولين المعينين من مبارك بعد ثورة الغضب، هم أيضا يتميزون بتلامة وبرود ربما يتجاوز سقف تلامة وبرود مبارك، الذي ربما يعاني من خلل نفسي نتيجة كبر سنه، ويحتمل أن يكون مصاب بخرف ما بعد الشيخوخة.
فمجرد قبول هؤلاء لمناصبهم الحالية، والتي عينهم فيها رئيس مرفوض شعبياً، هو بكل المقاييس شكل متطور من التلامة والتناحة والبلادة، بل ان تواجدهم الإعلامي، ولقاءاتهم الكثيفة مع اجهزة الإعلام، يستفز الشعب المصري، ويزيده اصرارا على اسقاط هذا النظام البارد التنح التلم، اللي مش عارف صنف جبلة أهله إيه.
المشهد السياسي الذي يقوم برسمه الآن الشعب المصري، بشجاعه يحسده عليها كل شعوب العالم، وقد أظهر لنا مدى تلامة الكثيرين، ممن كنا نحسن الظن بهم، وعلى رأسهم الحكومة الأمريكية.
إن تصريحات زعماء أمريكا لا تقل تلامة وتناحة وصداغة، عن مبارك وأزلامه،  فمجرد التصريح بفكرة الإبقاء على رئيس ونظام حكم سقطت هيبته، وأهينت كرامته عياناً بياناً، في ثورة شعبية أزعم أن العالم لم يشهد مثلها من قبل في هذا القرن، من حيث كم المشاركين فيها، ومن حيث أعداد القتلى والمصابين، ومن حيث سرعة هزيمة القوة الغاشمة، التي انسحقت تماما تحت ضغط إصرار وبسالة الشعب المصري، ورغبته القوية في إسقاط هذا النظام.

كذلك نلاحظ إرتفاع أصوات ناعقة زاعقة، من رؤساء أحزاب كارتونية، لا يوجد لها أي وزن جماهيري في الشارع المصري، وهذه الاصوات التي هي أنكر من صوت الحمير، تطالب الشعب بأن يتوقف عن مطالبه بإسقاط النظام، والإكتفاء بالوعود التي اللزجة الكاذبة التي تفوه بها مبارك وسليمان، بحديثهم المستهلك عن تشكيل لجان للتحقيق، ولجان لتعديل الدستور، بحسب ما قيل تتميز بالشفافية والاستقلال والنزاهة.
وكأن هناك مصري واحد يصدق مثل هذه الترهات، وكما هو معلوم من الواقع المصري بالضرورة والصيرورة، إن قبيل الإنتخابات البرلمانية الأخيرة، التي جرت وقائعها نهاية عام 2010م، كان مبارك قد وعد شعب مصر بإنتخابات حرة ونزيهة، ولكن الدنيا كلها شهدت مدى نزاهة هذه الإنتخابات، التي فضحت مبارك وعرته من ورقة التوت الأخيرة، وساهمت بشكل قوي في تكوين رأي شعبي موحد، بأن مبارك ليس سوى  ديكتاتوركاذب عنيد غبي وتلم، يسعى بكل السبل لإستعباد البلد كلها، وتوريثها لننوس عين أمه، ولشلة اللصوص الملتفة حوله.

بداهة أصبح الشعب المصري، مدركا لكل المؤامرات التي تحاك ضده، خاصة وأن رموز النظام الساقط يصرون على الإستخفاف بعقول الشعب المصري، عبر تصريحاتهم البلهاء، بإجراء تعديلات دستورية، وبأن وجود الرئيس هو ضمان لإجراء هذه التعديلات.
تعديلات إيه ورئيس ايه ياله انت وهو، إحنا لسه هنعدل في الحال المايل، احنابقينا في الألفية التالتة، وإنتوا لسه عايزين تحكموا بلد بحجم وبعراقة مصر، بدستور عصور التخلف والجهل والقمع والتزوير والتعذيب والنهب.
والله أنا في حياتي ماشفتش تلامة بالشكل ده، هو إنتو فاكرين ان دستوركم ده ينفع معاه ترقيع، دستوركم من كتر ما اترقع واتلزء بقا مبهوء ومهزء، مصر بحاجة لدستور جديد، ولنظام وقوانين جديدة، فلتذهبوا للجحيم او إلى تل أبيب مش فارقة، المهم تحلوا عن سمانا.

الشعب المصري سأم التلامة والتناحة، وسأم المعارضة الكارتونية المدجنة، والمتعاونة بشكل أو بآخر مع النظام الساقط، الشعب المصري لا يثق سوى في نفسه، ويطالب بإسقاط النظام، الذي لازال مصرا على أن "يحط نفسه في مواقف بايخة"، الشعب المصري الذكي، برغم كم التدليس والتضليل، يعلم الحقيقة، ويدرك ان سياسة فرق تسد، ونشر التطرف والطائفية والكراهية، هي سياسات النظام البائد، المفضوح بثورة الغضب، التي تلاحمت فيها جموع الشعب المصري، تطالب بإسقاط النظام القمعي، الذي لازال حتى هذه اللحظة ينكر حقيقة سقوطه.

الشعب المصري بثورة غضبه، لم يكسر فقط حاجز الخوف، بل كسر أيضا أقنعة الزيف، التي كان مبارك وكهنته يرتدونها ليل نهار، امام عدسات وكاميرات الصحف والتلفزيون، ويوهمون أنفسهم بأنهم قادرون على الإستمرار في إستحمار شعب مصر، لكنهم يمكرون ويمكر الله وهو خير الماكرين، الحمد لله الذي فجر غضبة الشعب المصري، تلك الغضبة المزلزلة التي أمادت الأرض من تحت أقدام مبارك وأزلامه، (جمع زلمة وليس زلمكة لا مؤاخذة).

يا أزلام مبارك، هلا أدركتم الحقيقة، هلا علمتم الآن أن كل الشواهد تؤكد على إن الطابق ده فعلا قفلة وضومناه، لقد كذب إعلامكم مراراً وتكراراً، وحاول تشوية المتظاهرين، بل وصلت بكم البلاهة حد حجب قناة الجزيرة، فماذا كانت النتيجة، إنصراف المواطنين عن متابعة ما تبثونه من كذب مفضوح.
ثم حاولتم إستعادة ثقة المواطن بإدعاء الحيادية، وتوقفتم عن إتهام المتظاهرين بالعمالة والكنتاكي، مع التركيز على إعطاء فسحة لبعض المعارضين، بينما الفسحة الأكبر لأتباع النظام، فماذا كانت النتيجة.
تأكد لكل الشعب المصري أنكم لستم سوى حفنة من اللصوص الكاذبين، مش قلتلكم قفلة وضومناه، ولا يصح إلا الصحيح، وعين أهاليكم فيها قواليح، بإختصار أستطيع أن أقول بملأ فمي، إن عناد الشعب المصري سيكون هو الرهان الرابح، بينما تلامة وتناحة وبجاحة مبارك ونظامه، هو الرهان الخاسر، بتأثير دماء شهداء وجرحى ثورة الغضب، التي تدحض كل زيف وخداع.

يا أزلام مبارك، إن الشعب المصري خرج للشارع، ولن يعود إلا بعد إسقاط هذا النظام التلم البارد، الذي تسانده اسرائيل علناً وتساعده امريكا سراً، فلن تعود مصر أبداً إلى ما قبل 25 يناير، وعلى أمريكا وإسرائيل أن يعترفا بذلك، ويتوقفا عن ممارسة التلامة، وأن يعترفا بسقوط عملاهم، ويسحبوهم قبل فوات الأوان، وقبل أن تتشدد مطالب المتظاهرين، وقبل أن تتأجج مشاعر الكراهية والحنق، على كل من يرواغ بتلامة وتناحة، لتأخير إسقاط نظام مبارك، المنهار فعلياً على أرض الواقع منذ يوم 28 يناير 2011م.

حاشية ,, على هامش حقيقة تلامة مبارك ونظامه، نلاحظ إرتباك وتخبط التصريحات الصادرة عن المسئولين الأمريكيين، بخصوص نظام مبارك، والتي بكل تأكيد تصب في صالح ثورة الغضب، وتؤكد للشعب المصري أن أمريكا بالفعل تقف بالمرصاد في طريق تحرير مصر وتحديثها، وبناءً على ذلك فلا يوجد أي أمل لهذا النظام في البقاء، وإذا كانت الجريمة لا تفيد، فمن باب أولى أقول "التلامة لا تفيد أيضاً"ـ
حسام السعيد عامر
مساء الثلاثاء 8 فبراير 2011م

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك 8 تعليقات:

  1. أمن وتلامة
    حلوة تلامة الرئيس هو فعلا بارد ومعندوش احساس الشعب كله بيشتمه وهو ولا هو هنا

    ردحذف
  2. الشعب المصري يقدم درسا للعالم العربي فهل تتعلم الشعوب العربية ؟؟؟؟؟؟؟

    ردحذف
  3. الثورة المصرية استطاعت بشبابها ان تتخطى الزعامات السياسية المصرية. كما انها استطاعت ان تعري ازلام السلطة

    ردحذف
  4. لم يحالفني الحظ أن اكون من المشاركين في تلك الثورة التي ستغير خريطة العالم العربي لأنني مغترب خارج مصر ولكن أنا لا أنام ليلاً ولا نهاراً ولا أتحرك من أمام التلفاز أريد أن أرسل قبلة على كل قدم مشت في ثورة الحرية وكل يد رفعت هتافاً وتأييداً لتلك الثورة التي أعادة لنا كرامتنا وعزتنا
    حسين ماهر
    فرانكفورت ـ المانيا

    ردحذف
  5. ستعيش مصر حرة مستقلة وستبقى مصر ام الدنيا للابد بشعبها المتقف والمناضل
    النصر قادم قريبا جدا و النظام يتهاوى -لا وقت لكتابة التعليقات على النت الكلمه فى الميدان
    هلموا لساحة الشرف والتحرير
    ارحل يا مبارك كفاك ظلما ان الشعب المصري لا يستحق كل هذا اظلم نصركم الله وعزز قوتكم على الاستمرار والبفاء.والسلام

    ردحذف
  6. الحقيقة ما نراه من تعليقات وتصريحات تدلل أن الرئيس نضح على المحيطين به من تلك التلامة وزد عليها كم الغباوة لأن التصريحات الخطيرة التي تخرج من أفواههم وكأنهم فتحوا عكا أو أتوا بجديد لا نرى منها سوى كونهم جميعا ( طراطير ) لا وزن أو قيمة لهم لأنهم ينطقون بلسانه هو ويصرحون بنفس أسلوبه هو مما يدلل على أن الدرس لم يفهموه لذا .. ليس على الأغبياء حرج؛ بالنسبة للتفاوض معهم أراه دربا من تضييع الوقت والدليل النتائج التي يتم نشرها لتلك التفاوضات بألا جديد أو فائدة ملموسة منها وبالتالي يخسر المفاوضون جميعا شعبيتهم ولا ينالون سوى الهجوم عليهم من المتظاهرون
    الحرية طال انتظارها ولغلاوتها تحتاج وقت وصبر فلنصبر ولا تتهاوى أسقف آمالنا وأحلامنا وسنرى الفجر إن شاء الله لأننا انتظرناه مليا ولن نتراجع حتى نلمسه ونتمتع به في القريب .
    nourelhedaia

    ردحذف
  7. وحفظ الله لنا مصر فى عرسها
    سرحت بخيالى كحلم يقظة وتصورت سيناريو ينتهى بتطبيق الشرعية الثورية بدلا من الشرعية الدستورية ، وذلك نتيجة للصداقة والحميمية التى تولدت بين شباب الثورة وجنود وقائدى الدبابات والمدرعات بميدان التحرير ، والتى أدت الى تعلم الشباب لقيادة الدبابات ، والتحرك بها ومن امامها وخلفها وعلى جانبيها حشود الشباب والجماهير فى اتجاة القصر القابع فى مصر الجديدة ، وتخيلت اطلاق صفارة النهاية معلنة فوز المنتخب المصرى فى استاد التحرير وفرحة الجماهير وجميع المشاهدين للمبارة فى انحاء العالم الا اسرائيل ، ثم انصرفت الجماهير من كل استادات مدن الجمهورية عازمة على النهوض واعادة بناء وتدريب الأجيال الجديدة وتعويض ما فات وبدون مقابل ، الكل على الاستعداد بالتضحيهة والفداء لمصر العظيمة بمسلميها واقباطها ، واخيرا وجدت نفسى افيق من حلم اليقظة على واقع يعترف بان ما يحدث هو ثورة بكل المقاييس والأعراف ولكن يكابرون بالاخلاق المصرية التى تعاطفت مع الرئيس فى وفاة حفيدة رحمه الله ، وكأن البلد فى حداد رسمى بقنواتة المرئيةالحكومية والخاصة والمسموعة وصحافتة المقروؤة ، وتقبل التعازى من الملوك قبل الرؤساء ومن العرب قبل الأجانب ، وتذكرت ما نعايشه الآن من تعامل الشرطة لشباب الثورة واستخدام الرصاص الحى الذى ادى الى استشهاد اكثر من 300 شهيد ، فهل وزير الداخلية السابق اعطى الامر باستخدام الرصاص المطاطى ( الذى فقأ أعين الشباب ) ،والرصاص الحى (الذى افقدهم حياتهم ) دون ان يأخذ التصريح من قيادته لأنة فى الاساس رجل عسكرى يطيع اوامر القيادة ،والا تعرض لمحاكمة عسكرية تصل عقوبتها للأعدام ، فهل هذه هى الاخلاق المصرية التى نتمسك بها الآن ، وهل هى الشرعية الدستورية التى يتشدقون بالتمسك بالدستور الذى تم حياكتة على مقاسهم ولا ينظفونة مهما انبعثت منه روائح كريهة ويتم ترقيعة كلما أهترك على اجسادهم ،هم اول من أزدروه وأهانوه ، رحم الله شهداء الحرية والكرامة ، وحفظ الله لنا مصر فى عرسها فى أوج زفافها .

    ردحذف
  8. ربنا يبارك فيكي يا نور الهداية وفعلا كل من يتفاض يضيع وقته ويخسر شعبيته فلا فائدة من التفاوض مع هؤلاء التلماء الاغبياء
    قريبا جدا سنتنفس نسائم الحرية
    سيف الله منصور

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...