اللعب على الونجين بقلم حسام السعيد عامر

وكم في مصر من المضحكات ولكن ضحك كالبكا، إسأل أي مصري عن رأيه في الإنتخابات النيابية أو الرئاسية، هيقولك فيها أكتر مما قاله مالك في الخمر، إسأل أي مصري عن رأيه في أصحاب الخطاب المتشدد من الجماعات الإسلامية، كالمحافظين داخل جماعة الإخوان المسلمين على سبيل المثال، هيقولك دي ناس بتاعت ربنا وما بيخافوش غير من ربنا مع انهم اكتر ناس تخشى قول الحق في وجه مبارك.

اللعب على الونجين - حسام السعيد عامر


 

 

 

 

 

 ..................

 أحزاب الوفد والتجمع والناصري ودول أشهر أحزاب المعارضة المصرية، رفضوا الإنضمام للحملة المصرية ضد التوريث «مايحكمش»، معنى كده إن أشهر تلات أحزاب مصرية موافقين على التوريث، معنى كده إنهم مش معارضين لنظام مبارك، معنى كده إنهم سابو ونج المعارضة وراحو يلعبوا مع ونج الحكومة، معنى كده إنهم بيمثلو علينا إنهم معارضين، معنى كده إنتفاء السبب لإدعائهم بإنهم معارضة، معنى كده إنهم لازم يفككوا أحزابهم ويفضوها سيرة، وينضموا للحزب الوطني وأكيد هيتنغنغوا لما يقولو بس.
نفس التلات أحزاب الوفد والتجمع والناصري من فترة قصيرة عارضوا المناداة بأي نوع من الرقابة الدولية للانتخابات، مع إنهم أول ناس عارفة إن تزوير الإنتخابات في مصر موثق بالصوت والصورة وشهادات القضاة، أحزاب الوفد والتجمع والناصري إتحججوا بأوهى حجة، ممكن تصدر عن ناس مفروض انهم سياسيين، ومطلعين على تجارب معظم دول العالم، التلات أحزاب إتحججوا بإن الإشراف الدولي على الإنتخابات فيه إنتهاك للسيادة الوطنية لمصر، ويكفي بس إني ألسعهم سؤال رفيع، وأقول لهم هي مصر فعلا قرارها بيصدر عن سيادة وطنية؟.

حصار غزة سيادة وطنية ولا عمالة صريحة؟، بيع الغاز لإسرائيل بسعر التراب سيادة وطنية، ولا خيانة وطنية؟، الواقع بيقول إن دول كتيرة لما بتكون عندها نية صادقة لإجراء إنتخابات نزيهة بتوافق على الرقابة الدولية، فما بالك وإحنا بنعاني من تزوير الإنتخابات من يوم ما قامت ثورة يوليو، أحزاب الوفد والتجمع والناصري قال يعني مش عارفين الحقيقة دي اللي يعرفها أجهل مواطن في مصر، لما تسأله "هتدي صوتك لمين" يقولك "ياعم الحكومة هتنجح اللي هي عايزاه".
كده بقا سكت الكلام، وإتأكدنا من مصداقية الأخبار اللي بتنشرها معظم الصحف المستقلة، عن وجود صفقة بين الحزب الوطني وأحزاب المعارضة، لتمرير توريث نجل مبارك، مقابل توريث أحزاب المعارضة لمقاعد الإخوان المسلمين، هيدوا أراجوزات المعارضة مقاعد الاخوان.

بالإضافة لبعض الإمتيازات المادية من قبيل، إرميلهم فتفوتة من تورتة الوطن يتلهوا فيها، –منحهم اراضي في التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة على سبيل المثال-، المثل بيقول إن سرقت إسرق جمل وإن عشقت إعشق قمر، لكن تلات أحزاب ترضى مجتمعة بسبعين تمانين مقعد برلماني، مش ده يبقا أقل من قيمتكم، ولا يبقا إعتراف أكيد منكم بجماهيرية الإخوان المسلمين.
على جانب آخر، دعنا نتكلم عن تصعيد الدكتور عصام العريان لعضوية مكتب الإرشاد، ما حدث هو إشراقة ضوء بتوضح مدى سيطرة تيار المحافظين على مكتب الإرشاد، الواقع إن المحافظين هما سبب جمود جماعة الإخوان وتكلسها السياسي، بسبب تشددهم ومعارضتهم لإطروحات التيار الإصلاحي داخل الجماعة.

تعرف إيه هو الفرق بين المحافظين والإصلاحيين، المحافظون بينتهجوا منهج متشدد دينيا وأيديولوجياً، وبيطالبوا بالتركيز على إصلاح المجتمع، وبالتالي بعد إصلاحه سيقوم المجتمع بإفراز قيادات صالحة، ضيق أفق التيار المتشدد خلاه يتعامى ويتغابى عن فهم أن البناء مستحيل يكتمل، طالما هناك من يهدمه، أنت تطلب من الناس أن يكونوا صادقين وأن لا يرتشوا وأن يغضوا أبصارهم، وأن يتعاملوا مع بعضهم بالحسنى، وبعد أن يخرج الناس من المساجد يجدوا أن الكذب منهاج حياة كل الوطن فيكذبون، ويجدوا أن الرشوة هي مستند أساسي لنيل الحقوق فيرشون ويرتشون، ويجدون ان المزز من كل شكل ولون فيبصبصون، ويجدون أن الشعب كله عدواني حد الجنون فيعتدون، اضف لما سبق أن التيار المحافظ ينتهج إسلوب المهادنة والحوار مع الحكومة.
التيار الإصلاحي بقيادة عبد المنعم أبو الفتوح، هو تيار يطالب بتغيير الخطاب السياسي للجماعة، وتطويرها لتقبل افكار حداثية أكثر تحررا، والقبول بمدنية الدولة، وهو تيار يسير بتمهل شديد على خطى التيار الأردوغاني في تركيا، والذي نجح في وضع أساسيات جديدة لتيار إسلامي عصري، يحترم الآخر ويقبل بتبادل السلطة سلميا، ولا يدعي إحتكار الحق والحقيقة، كما يفعل أتباع التيار المحافظ الراديكالي في الإخوان وخارجها.

أردوغان بليبراليته ساند غزة وحماس بشكل لم نعهده من قبل، بينما الراديكاليين مهمومين ومهتمين بتوافه الامور وقشور التدين، بالإضافة لعقلانية التيار الإصلاحي، نجد نقطة أخرى تضيف لرصيده الكثير من النقاط، وأعنى بها تبني الإصلاحيين للنضال السياسي ضد نظام مبارك، وإستعدادهم التام للتعاون مع كل الأحزاب والتيارات دون قيد او شرط، عكس التيار المحافظ الذي يتجنب المواجهة المباشرة مع نظام مبارك، ويفضل الركون للصمت وتحمل الضربات، عوضاً عن تحدي النظام والنضال ضده بالمظاهرات والإضرابات والإعتصامات، التي يتبناها التيار الإصلاحي كمنهج مقاومة شعبية مؤثر.
الشاهد من كل ما سبق، أن الإنطباع الأولي لكل من يتصدى لدراسة أتباع أي تيار متشدد ومتعصب دينيا، يجد ان معظم المتعصبين الإسلاميين يلجأون لإظهار التشدد لتغطية جبنهم، ولستر ضعف إيمانهم بالله، بينما التيار الإصلاحي أكثر إيمانا بالله لذلك تجدهم يؤمنون بأن أفضل الجهاد هو قول الحق في وجه سلطان جائر، وجهاد المظاهرات والإعتصامات والعصيان المدني، أفضل مليون مرة من تلقي الضربات في صمت، والإدعاء بأنها إبتلاءات ومحن، بينما هي في واقع الامر عقاب من الله للجبناء، ليتعلموا انهم بجبنهم ينالوا نفس الأذى الذي يلحق بمن لا يخشى سوى الله.
بعد حوالي ثلاث شهور ستعقد إنتخابات جماعة الإخوان، وفي رأي الشخصي المتواضع، أنه لو كانت أغلبية الإخوان تميل لتبني أفكار التيار المحافظ الدعوية، فمن باب أولى ترك الجماعة لجيل الشباب، وإنشاء جمعية دعوية يمارسوا فيها الدعوة بعيدا عن السياسة، ووجع القلب، ولكم في الجماعات السلفية المصرية، كأنصار السنة والتوحيد قدوة حسنة.

أما لو كانت أغلبية الإخوان مصممة على الإستمرار في تعاطي السياسة، ومقاومة نظام مبارك الصهيوني، وفضح مشروعه التوريثي، فالواجب على كل إخواني أن ينتخب أفراد التيار الإصلاحي، ويسقط من حساباته تماماً التيار المحافظ، الذي أظن أنه يحاول إختطاف الجماعة لحسابه، بدعم من أمن الدولة المصري، الذي يتعاون معه سراً وعلناً كل من (م.ع و م.ح)، أكبر راسين في تيار المحافظين، فهم في الصباح مع ونج الإخوان، وفي المساء مع ونج أمن الدولة.

ماهو مش معقول أكبر جماعة معارضة ساسية، في مصر تتدروش على آخر الزمن، دي تبقا كارثة ما بعدها كارثة، ويمكن ساعتها احزاب المعارضة تقلد الإخوان، ومش بعيد نلاقي حزب الوفد يفتح محل طرابيش، وحزب التجمع يبيع مانفستوهات الحزب الشيوعي، والحزب الناصري يأمم طلعت حرب عشان مقر الحزب فيه.

وأنا من موقعي هذا أمام شاشة الكمبيوتر استنكر عبثية عقول المعارضين، سواء في التلات احزاب المتواطئة مع مبارك على تمرير التوريث، أو في الإخوان المسلمين، وكالعادة أنا أشجب وأدين كل من تسول له نفسه اللعب على الونجين، والله من وراء القصد
حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك 16 تعليقًا:

  1. (سأل أي مصري رأيه في أصحاب الخطاب المتشدد من الجماعات الإسلامية كالإخوان على سبيل المثال، هيقولك دي ناس بتاعت ربنا وما بيخافوش غير من ربنا مع انهم اكتر ناس تخشى قول الحق في وجه مبارك)

    الحقيقة جانبك الصواب تلك المرة فلو كان الإخوان كما نعتهم ما امتلأت بهم السجون لمجرد قولهم للحق وعدم صمتهم فى وجه السلطان الجائر راجع أى موقع إخوانى واقرأ أخبارهم لتعرف من هم .

    أما عن الخلاف الأخير فكان مش اكثر من إشاعة لا أكثر ولا أقل ولأنهم على قلب رجل واحد ومبدأ الشورى مُطبق فيما بينهم لم يحدث ما ملأت به الجرائد والبرامج أن هناك نوع من الخلاف أو حجر الآراء بل بالعكس كان هناك سماع للرأى وللرأى الآخر وتم عمل أكثر من لقاء مع المرشد يكذب ما أُشيع عنه وعن الجماعة وأنه لا خلاف أبدا والحرية متاحة فيما بينهم لسماع كل الآراء وللأغلبية الحرية فى تطبيق ما تراه.نور الهداية

    ردحذف
  2. لو قرأت المقال كله لعرفت اني كنت اقصد المحافظين داخل جماعة الاخوان المسلمين ولهذا عدلت الجملة لتصبح هكذا
    ((إسأل أي مصري رأيه في أصحاب الخطاب المتشدد من الجماعات الإسلامية كالمحافظين داخل جماعة الإخوان المسلمين على سبيل المثال))
    ومؤكد ان كتاباتي تعبر عن احترامي لتاريخ الاخوان النضالي برغم اختلافي مع الطرح الذي يتبناه اصحاب الفكر المحافظ داخل الاخوان
    حسام عامر

    ردحذف
  3. انا معاك يا استاذ حسام ان الوفد والتجمع والناصري مش معارضة وانهم بيلعبو من تحت لتحت لحساب الحزب الوطني
    قارءى من كرموز

    ردحذف
  4. التلات احزاب دول ملهمش اي نشاط ولا جماهيرية في الشارع

    ردحذف
  5. يا سيد حسام أختلف معك وأرى أن المحافظين داخل الإخوان ليسوا بهذا السوء وأتفق معك لأني انا ايضا أفضل ان يتركوا الجماعة لتستمر في العمل السياسي ويتجهوا للعمل الدعوي كا قلت في مقالتك
    دكتور عبد العزيز

    ردحذف
  6. انت صفتك ايه عشان تتكلم عن الاخوان المسلمين ....... خليك في حالك ربنا يصلح حالك

    ردحذف
  7. تحليل ممتاز يا استاذ حسام
    أم سمر

    ردحذف
  8. عم مرعي بتاع الكلماالخميس, أكتوبر 22, 2009 10:55:00 م

    يا حسام يابني مالكشي دعوة بالاخوان مش كفاية اللي هما فيه
    انا متفق معاك على عدم جدية الوفد والتجمع والناصري وبالفعل هما واضح جدا انهم متعاونين مع الحزب الوطني على طول الخط وده طبعا عشان هما هيموتوا من جماهيرية الاخوان

    ردحذف
  9. أنت عارف يا حسام أني قاطعت أخبار السياسة عشان الضغط بس اسم ميحكمش ده بجد مفطسني من الضوحك كل ما ألاقيه بالذات ع الفيس بوك
    حوار الاخوان بصراحة مش فاهمه بس عموما اشمعنى دول بالذات اللي حيكون حالهم عدل
    عندي ليك هدية في المدونة من اللي قلبك يحبها
    :))
    تحياتي

    ردحذف
  10. انت عايز اشهر واكبر احزاب المعارضة المصرية ياخدوا اوامرهم من مؤسسة فريدريش نيومان زي ما حبيبك ايمن نور بيعمل
    مصر مش كلها عملا للامريكان والاسرائيلين مصر فيها معارضة شريفة مابتخدش اوامرها من حد وانا بحترم جدا الوفد والتجمع والناصري
    قارئ من جهة امنية

    ردحذف
  11. اتلم ومالكش دعوة بالاخوان

    ردحذف
  12. مش هناقش الوضع داخل جماعة الاخوان نظرا لحساسية موقفي كمسيحي ويمكن رأي يضايق أي حد لكن احب اقول ان حزب العددالة فعلا نجح في تقديم نفسه لاوربا على انه حزب ليبرالي برغم مرجعيته الدينية الاسلامية وكمان ما تنساش الحزب الدمقراطي المسيحي في الماني وهو يعتبر لحد ما شبيه بحزب اردغان
    نيجي بقا لاحزاب الوفد والتجمع والناصري وانا شايف انهم مجرد احزاب مقرات وجرائد بس يعني لا عمرهم عملوا مؤتمر جماهيري ولا عمرهم اطلقو دعوة لمواجهة عائلة مبارك
    الجدع بتاع الامن بيشجع التلات احزاب عشان مبتخدش اوامر من حد غير صفوت الشريف .......... افهم من كده انك عضو في الحزب الوطني الديمقراطي الناصري الوفدي التجمعي الاشتراكي
    هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
    مهندس مينا عازر

    ردحذف
  13. اول مرة ازور مدونتك انت بعت لي من يومين رسالة على الفيس بوك وفيها عنوان المدونة واشهد باني لم اقرا لكاتب أشجع منك واشكرك على انك عرفتني بالمدونة واعتبرني ضيف دايم عليها كل يوم
    احمد

    ردحذف
  14. فتفوتة من التورتة تخليهم يبيعو القضية
    دي ناس رخيصة قوي
    كمال

    ردحذف
  15. لو قرأت المقال كله لعرفت اني كنت اقصد المحافظين داخل جماعة الاخوان المسلمين

    ** قرأت المقال لنهايته وفاهمة ما تقصده لكن المحافظين لهم دور كبير جدا وتاريخ صعب نتجاهلة صحيح الجماعة محتاجة للشباب لكن مع احترام من دفعوا الكثير فى سبيل الدعوة وكل ما قصدته أن هناك احترام متبادل من الجانبين مع الأخذ برأى الأغلبية حتى لا تكون الآراء حكرا على المحافظين وفقط بل بالعكس يتم سماع الآراء وما تجتمع عليه الأغلبية هو ما يتم تنفيذه .

    ردحذف
  16. لا يوجد محافظين ولا اصلاحيين في جماعة الاخوان والآراء منفتحة على بعضها داخل الجماعة ولا يوجد محظورات في ابداء الرأي هذا حال من يعرف الجماعة من الداخل.
    وهناك نقطة تغيب عن ذهن أي انسان خارج الجماعة وهو أن هذه الجماعة تعمل لوجه الله وليس لأي منها مطامع دنيوية فالانتساب للجماعة تكليف وليس تشريف وله أعباء كثيرة يبذلها العضو ابتغاء مرضاة الله.
    وألوم على الكاتب اللمز في قيادات نحسبهم والله حسيبهم على خير ولا نزكيهم على الله ومحاولات تشويه هذه القيادات توجه أمني يعرفه كل أخ بالجماعه ولن ينالوا من وحدة الصف وقوة ايمان الجماعة بربها وبدعوتها ويثقتها في قيادتها.

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...