إن تابت القحبة عرضت

ما أروع حملة تبرير سقوط الوزير، التي شنتها أجهزة إعلام نظام مبارك، وساعدتها فيها بعض قنوات وصحف الإعلام الموازي، كصحيفة المصري اليوم لسان حال ساويرس، أروع ما في هذه الحملة، هي أنها إعترفت صراحة، بأن أعدائنا هم الصهاينة الإسرائيليون والأمريكان، ومن لف لفهم من دول الغرب، بعد هذا الإكتشاف الذي أظن أنه قد تأخر كثيراً، ولكن أن يأتي متأخراً خير من أن لا يأتي على الإطلاق، فهل نطمع أن يفئ مبارك إلى رشده، بعد أن تبين له أن إسرائيل ليست حليفة لمصر.

 

إن تابت القحبة عرصت

 

...........................................

مبارك أولم لنتنياهو مائدة إفطار رمضاني، على أساس إطعم الفم تستحي العين، وخلال تناولهما الطعام، طلب مبارك من نتنياهو أن يساند مرشح مصر لإنتخابات اليونسكو، الوزير فاروق حسني، وقد وافق نتينياهو، وطمئن الرئيس مبارك بان إسرائيل ستدعم مصر ومرشحها، ماهو مش معقول يكسف مبارك، ده لسه مأكله أكله وصارف عليها الشئ الفلاني، من دم وعرق وتعب شعب مصر.

لكن .. وآه من ولكن، لكن ما حدث قبل وأثناء جولات إنتخابات اليونسكو، برهن على أن إسرائيل وأمريكا، لعبتاً دوراً كبيراً في إنجاح المرشحة البلغارية السيدة إيرينا بوكوفا، وبالطبع لم يكن تآمر إسرائيل وأمريكا على فاروق حسني، بدافع الكراهية للعرب والمسلمين كما يزعم إعلامنا الكاذب، لأن لا فاروق حسني ولا ولي نعمته مبارك، عرف عنهما في يوم من الأيام أنهما دافعا عن الإسلام، ولا عن المسلمين، وتاريخ الإثنان حافل بكل ما هو مشين ومتواطئ، مع الإسرائيليين بصفة خاصة والأمريكان والغرب بصفة عامة.

مبارك ووزيره فاروق تاريخهما ملوث، بممارسات تندرج تحت باب الخيانة والعداوة للعرب والعروبة، والكراهية والحقد على الإسلام والمسلمين، بداية من السماح بطبع ونشر كتابات تتعدى على الذات الإلهية وتنتقص منها، وكتابات تسئ للإسلام ولنبيه، ولنا في مجلة إبداع ورواية حيدر حيدر، وجائزة القمني البلبوص الهجاص خير دليل، على أن فاروق ومن خلفه مبارك يكنان للإسلام ولرب الإسلام كل عداوة وحقد وبغض، فهل بعد هذا يجروءان ومن خلفهم إعلامهم، على الزعم بأن إسقاط فاروق هو مؤامرة على الإسلام والمسلمين، والعرب والجنوب، تالله ما أقبح وأغبى وأحقر من يردد هذه التخرصات والتشدقات، وما أحقر وأسخف وأغبى عقول من يصدق هذه المزاعم الكاذبة.

كل مواطن عربي ومسلم، يعلم جيداً في قرارة نفسه أن الإسرائيليين هم ألد أعدائنا، وهذا أمر واقع تؤكده ممارسات الصهاينة في فلسطين وجنوب لبنان، وتؤيده شواهد كثيرة مثل دعم إسرائيل وتأييدها لحكام الندامة، عملاءها الجاثمون فوق أنفاس شعوبنا العربية، وبقدر ما يقدم هؤلاء العملاء من تنازلات، بقدر ما تنبذهم وتحتقرهم إسرائيل، والامثلة كثيرة، وعلى سبيل المثال لنا في جيش لبنان الجنوبي الموالي لإسرائيل عبرة، ولنا في شاه إيران عبرة، وأخيراً لنا في فاروق حسني أحدث عبرة لسه طازة وبنار الفرن.

بعد أن تزايدت وتيرة الهجمات الإعلامية على فاروق حسني في الصحافة العالمية، قبيل إجراء إنتخابات اليونسكو، وفى ذروة الحملات الصهيونية على فاروق حسني، تقدمت فرنسا من خلال أحد مستشارى الرئيس الفرنسي ساركوزي، ومعه السفير الفرنسى فى القاهرة، بإقتراح للوزير فاروق حسني بأن ينشر إعلانا في الصحف العالمية، يعتذر فيه عما هو منسوب إليه من تصريحات عن حرق الكتب اليهودية.

وقد فهم فاروق حسني، إن مجرد نشر هذا الاعتذار فى صحيفة اللوموند الفرنسية، سينهى المسألة وستتوقف الحملة الصهيونية عليه، وبالتالي سوف تفتح أمامه الطريق للجلوس على كرسي اليونسكو دون ممانعة أو اعتراض اليهود والصهاينة، وقد تحمس السفير المصرى فى باريس ناصر كامل لهذا الاقتراح، وبالفعل تم كتابة الاعتذار وقد راجعه مستشار ساركوزي شخصياً وتم النشر.

ومع ذلك ومع كل ما أبداه فاروق ومن خلفه مبارك من إنبطاع وخنوع، لكن اللوبي الصهيوني إستمر في هجومه على فاروق، لإبتزازه ودفعه لإظهار مزيد من الخنوع والإنبطاح، وفي النهاية سقط فاروق بعد ان لبس هو وولي نعمته أكبر خازوق.

سقط فاروق ومن خلفه ولي نعمته، بعد أن لعقا أحذية الصهاينة والأمريكان، ولكن لم يكن لهما في النهاية سوى السقوط المشين، وبعد أن حدث ما حدث رأينا حملة اجهزة إعلام نظام مبارك، التي تبرر سقوط الوزير بأن الصهاينة والامريكان تآمرا علينا، عارفين اغنية على بابا لما ناKوووه، أهو اللي حصل إن حسني لما خانوه عيط وقال أيوووه، ولما بعب$ووه صرخ وقال ....... مشيها أيووووه، يا سادة كان ياما كان.

حسناً فعلت بكما إسرائيل وامريكا فهل تتعظان بما حدث، هل نطمع أن يتوقف حسني عن عمالته للصهاينة، وهل نطمع أن يتوقف حسني عن التبعية لأمريكا، وهل نطمع أن يتوب حسني وامثاله عن معاداة المواطنين، هل نطمع ان يفئ حسني لرشده ويعرف ان أعداء أمتنا مستحيل ان يكونوا أحباءنا واصدقاءنا، هل نطمع أن يدرك حسني الحقيقة المرة، وهي أن ما بيننا وبين إسرائيل هو صراع وجود لا صراع حدود، هل نطمع أن يتوب حسني عن كل آثامة وموبقاته أم أن حسني لو تاب سيفعل مثلما فعلت القحبة، التي عندما تابت عرضت، مش بالضاد على فكره

حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك 3 تعليقات:

  1. عمر حسني ما هيتوب عن عمالته.. هو موجود على كرسيه لان الامريكان والاسرائيليين عايزينه

    ردحذف
  2. يعني وزير مكروه في بلده وعاوزينه ينجح ف اليونسكو
    ألف مبرةك للست بوكوفا الشقيقة
    والحمد لله الذي حمى اليونسكو من كارثة ثقافية محققة
    ويعوض علينا في ال24 مليون زفت اللي إتصرفوا ع البيه عشان ينجح

    ردحذف
  3. الفنان حسني كما يقولون الذي تجرأ علي الحجاب . واصبح الشعب في وقته اكثر ثقافه من ذي قبل!! و الاثار المصريه اكثر حفظ و رعايه!!!!!هه هه
    ما فائده قصور الثقافه المنتشره في عرض البلاد و المكتبات التي لا يدخلها احد. عايزين نرجع ثقافه الكتب الهادفه و ننشر المتاحف في جميع البلاد من ثروات مصر المخزنه بالوزاره. انا شخصا لا اتيق هذا الشخص التي تنتشر عنه بعض الاقاويل عن حياته الخاصه!!!!!

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...