على عينك يا فاجر 1

على عينك يا تاجر، هذا هو المثل الذي تبادر إلى ذهني عندما قرأت نص حوار مجلة القوات المسلحة، مع حسني مبارك، والذي نشرته بالأمس الأحد 4 أكتوبر 2009 جريدة الأهرام المصرية، هناك فرق كبير بن الكذب وبين الإستهبال، وبين الإستنطاع والإستلواح، وهذا ما سنعرفه بعد دراسة هذا الحوار الهام، الذي أوضح لنا الكثير من صفات مبارك.

لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلاّ إذا انحنيت

 

 

.............................

ورداً على سؤال حول الأزمة المالية والاقتصادية التي اجتاحت العالم، ومدى تأثير تلك الأزمة علي مصر، ومدي نجاح سياسات الدولة من أجل التخفيف من آثارها علي المجتمع المصري، رد الرئيس لا فض فوه وفو اللي جابوه، ونتع عدة تصريحات عنترية، تميزت بقدر هائل من البجاحة والتناحة، إذ قال "من حق الشعب المصري أن يعرف الحقائق كاملة دون تهوين أو تهويل، ولكن قبل التطرق للأزمة المالية والاقتصادية وتداعياتها علي مصر والمصريين‏، أريد أن أؤكد عدة نقاط أساسية، أولها‏:‏ أن الفقراء ومحدودي الدخل يحتاجون لمن يقف إلي جانبهم،‏ وأقولها بكل صدق وصراحة أنا مع الفقراء ومحدودي الدخل، في سعيهم لحقهم في الحياة الكريمة، وسأظل منحازا لكل ما ييسر لهم أعباء الحياة".

حقائق إيه اللي بتتكلم عليها يا ريس، من إمتى ومصر بتتنشر فيها الحقيقة، تقدر تقولنا مثلاً ما هي ميزانية رئاسة الجمهورية، بلاش دي، تقدر تقول لنا تفاصيل صفقات السلاح السرية اللي إنت شخصياً بتشتري بيها أسلحة الجيش، طب بلاش دي كمان، تقدر تقولنا ميزانية الاجهزة الإستخباراتية في مصر، طب بلاش دي كمان، طب تقدر تقول لنا مفردات ومصادر ثروتك وثروة إبناك جمال وعلاء وثروة زوجتك سوزان، بلاش دي كمان، تقدر تقولنا عن ثروات عائلتك وثروات رجالك المقربين منك، بلاش دي كمان، تقدر تقولنا إنت تبع أي دين ولا أي ملة، تقدر تقول لنا أي إله هذا الذي تلتزم بتعاليمه، وياريت بالمرة تعرفنا تعاليم إلهك ده بتقول إيه، عشان نقارن بين ما تفعله وبين هذه التعاليم، ليس من باب محاكمتك ومحاسبتك لا قدر الله، فهذا هو دور الله عز وجل، ولكن فقط من أجل تقييمك ككائن بشري، يحكم دولة، ومن حق المواطنين تقييمك وتقييم أفعالك، ومحاسبتك عليها وعزلك لو اقتضي الأمر، لو كانت تعاليم إلهك أو معتقداتك تحضك على الظلم والإيذاء، والقتل وإعتقال كل من يختلف معك.

وبعدين تعالى هنا ياحسني، فقراء إيه اللي بتقول إنك واقف معاهم، ده مش كذب يا حسني لإن الكذاب بيتوخي إنه يجعل كذبه يبدو كالحقيقة، لكي يصدقه الآخرون، لكن كلامك ده عن وقوفك بجانب الفقراء محض هراء، مش بس بيناقض الواقع، وإنما بيستخف بعقول الناس في مصر.

هات أصغر عيل فقير في مصر وإسأله نفسك في إيه يا شاطر؟، مش هيقول لك كماننا، لكن هيقولك عايز كوتشي وبنطلون جينز وقميص، وعايز آكل حتى الشبع، دي إحتياجات أنا عارف إنك يا حسني بتعتبرها ترفيهية، وسبق إنك إستنكرتها وإستكرتها على أحلام المواطن البسيط، لما كنت بتتكلم مع عماد أديب أيام حملتك الإنتخابية السابقة، ربما يكون إعتبارك ان الكوتشي وبنطلون جينز ترف، جايز عشان إنت كنت بتلبس جلابية وبتمشي حافي في كفر المصيلحة، بس الكلام ده مينفعش النهاردة، الدنيا إتغيرت يا حسني عن زمان، والناس من حقها إن تتوفر لهم إحتياجاتهم البسيطة من أكل وشرب، وملابس وتعليم ورعاية صحية، على أيامك ما إنت عاصرت فحت البحر، أو يمكن تلاقيك توعا على مرضعة قلاوون، على أيامك ماكانش تفرق مع الناس الجوع والعرى، لأن الحياة كانت بسيطة، النهاردة الحياة أكثر تعقيداً عن زمان طفولتك يا حسني، لو مش قادر تفهم ده يبقا العيب فيك بالتأكيد مش في الناس، انا عايز أنصحك إنك ماتحاولش تدوق الشعب المصري البؤس اللي إنت عشت فيه أيام طفولتك، وعايز أنصحك لوجه الله إنك تدور على طبيب أمراض نفسية، يعالجك من تشوهاتك النفسية الواضحة لكل ذي عينين.

كما أردف الرئيس مبارك في رده على السؤال السابق، عن مدي نجاح سياسات الدولة، من أجل التخفيف من آثار الأزمة المالية والاقتصادية، التي اجتاحت العالم علي المجتمع المصري؟، فقال " وتعليماتي الدائمة للحكومة، في كل الاجتماعات واللقاءات والزيارات الميدانية، لتفقد وافتتاح أي مشروعات جديدة، هي ضرورة أن يكون المواطن البسيط هو محل اهتمامنا، فهو صاحب الفضل الأول فيما حققناه من إنجازات، ولابد أن يكون المستفيد منها، وأن يجني ثمار تحمله الأعباء والتضحيات، خلال سنوات إعادة البناء والإصلاح، وأن يطمئن علي مستقبل أبنائه وأحفاده‏".

لو بس ما كانش ريقي ناشف، كان ليا تصرف تاني معاك يا حسني، واخدين بالكو من البق بتاع أي مشروعات جديدة، لازم يكون المواطن البسيط مستفيد منها، إيه اللي أنا شايفه ده، إيه اللي بيحصل ده، إيه التجلي ده، إيه الحلاوة دي، عظمة على عظمة يا ست.

توشكى مثلا إستفاد منها المواطنين أيما إستفادة، وألاف الافدنة التي وزعتها يا حسني، على عدد مستثمرين عرب ومصريين، لا يتجاوز المائة مستثمر، خير دليل على أن هذا المشروع قد أنجز وأنشأ لصالح المواطن البسيط، أيضا شرق التفريعة خير دليل على إهتمامك بالمواطن البسيط، ويكفي ان كل المستفيدين من شرق التفريعة، لا يتجاوز عددهم الخمسين مستثمر، ما بين مصري وعربي أو صهيوني متخفي خلف واجهة مصرية، أيضاً مشروعاتك الرائعة في شرم ومارينا وبورتو السخنة والغردقة، كل هذه المشاريع تصب في مصلحة المواطن البسيط، الذي اصبح يمتلك شاليه على أرقى مستوى، وهو ما يبرهن على أنك كفيت ووفيت، كما لا ينبغي لنا أن نغفل عن ذكر أهم مشاريعك الخدمية على الإطلاق، وهو مشروع فانلة حمالات مقطعة وشبب بصباع ومنطلون بيجامة مرقع، لكل مواطن، روح يا شيخ ربنا يهزك ولا يعزك، ويهدك ولا يودك، ويحرمك ولا يكرمك، ومنك للي كلت دراع جوزها يا بعيد.

كما لا يغيب عنا مشروعات حرمك المصون، والجوهرة المكنون السيدة سوزان ثابت، الشهيرة بسوزان مبارك، والتي بعد أن شعرت بأن المواطن المصري شبع من الخبز، وبعد أن تيقنت من أنك يا حسني ملأت الارض عدلاً بعد أن ملأت ظلماً وجوراً، قررت حرمك أن ترفه عن شعب مصر وتثقفه، بمشروعها الحضاري الرائع القراءة للجميع، مش كنتي ياختي عملتي مشروع رغيف الخبز للجميع، ولا حتى الملابس للجميع، ولا عملتي شركة ميكرباصات وسميتيها المواصلات للجميع، نشكرك يا مبارك، ونشكر حرمك الست سوسوعلى كل ما قدمتماه للمواطن البسيط، إحنا مش عارفين نودي جمايلكو دي فين، دا كتير علينا اللي بيحصل ده، ألف حمد وشكر ليك يارب، رزقتنا برئيس زي المرهم، مرهمنا كلنا وحكم مصر تمانية وعشرين سنة، عمال بيصب في مصلحة المواطنين البسطاء، لحد ما المصلحة بهوأت، وكل ده من غير ما حد يشتكي ولا يتألم، بس الناس يا قلب أمها بتكلم نفسها في الشوارع.

ومش هننسا طبعا عمايل إبنك جمال في الإقتصاد المصري، بس برضه مش هنسيبه يحكم البلد، ومتنساش يا ريس المثل اللي بيقول لا تآمن للخو... ولا تاخد من نصيحه، دا لو كان ربك بيحبه كان سابهاله صحيحه.

وقال إيه سي حسني، بيقول المواطن البسيط، لازم يجني ثمار تحمله للأعباء والتضحيات، خلال سنوات إعادة البناء، مؤكد انت تقصد ال 28 سنة اللي خربت فيهم مصر الوطن والمواطنين، فعلا المواطن النهاردة بيجني ثمار صمته وخنوعه، المواطن النهاردة بيجني الحنظل والشوك، اللي أفرزتهم سنوات حكمك لمصر، المواطن النهاردة بيشتكي من كل حاجة في مصر، بداية من الأسعار وإنخفاض الدخول، والقيمة المتردية والنطيحة للجنية المصري، وبيشتكي من الوزارة المؤوذة وما أكل السبع من سياساتها، المواطن النهاردة بيعاني من حزمة أمراض هدت حيل الوطن والمواطنين، بسبب تلال الزبالة التي أفرزتها سنوات حكمك العجاف يا حسني، سواء كانت زبالة الشوارع أو زبالة البشر اللي بتعينهم لحكم وقمع هذا المواطن البسيط، الذي تضعه على قائمة أولوياتك، وبالله عليك لتخليك جدع، وتشيل المواطن من قايمة أولوياتك، كفاية كده الناس خلاص طقت من جنابها، إرحمهم شوية وسيب القايمة دي، أو قطعها أو حتى إحرقها بجاز وسخ.

أعترف بإعجابي ببجاحة وتناحة حسني، الذي يصرح بأنه في صف المواطن، برغم أن سياساته ومشاريعه كلها تصب في جيوب حفنة محدودة من المنتفعين والإنتهازيين، أين المعارضة المصرية وأين الشعب المصري، لماذا لا نسمع لهم إستنكاراً لهذا الإستخفاف الواضح بالعقول، إن ما يفعله مبارك ليس كذباً وحسب، ولكن ما يفعله هو إستنطاع وإستلواح، وإستكراد وإستغفال لشعب بأكمله، فهل نأمل أن نسمع من هذا الشعب صوتاً يرفض تخرصات هذا الآفاق المخادع المخاتل، الذي لا يتورع عن الكذب المفضوح، هل نأمل أن نسمع أصوات المعارضة المصرية، وهي تصرخ في وجه مبارك ونظامه، وتدعوه للتوقف عن ممارسة الإستنطاع والإستلواح والإستكراد والإستعباط، والإستغفال والإستهبال الذي أصبح عياناً بياناً وعلى عينك يا تاجر، أو على عينك يا فاجر.
وللحديث بقية لو كان في العمر بقية
حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك 3 تعليقات:

  1. الاستاذ حسام عامر

    لا فض فوك

    ردحذف
  2. الكذاب هيخش النار ومبارك اكبر كداب

    ردحذف
  3. والله عندك حق يا استاذ حسام و فعلا مبارك مريض نفسي وبيحط غله فينا وكل الي قلته عن كراهيته للفقر والفقرا صحيح وانا فعلا اتئكدت ان مبارك نفسه يفقر الشعب كله.........كفاية عليه انه بيتعمد يخرب البلد ويسرقها على عينك يا تاجر زي ما انت بتقول.. بشكرك على حبك للشعب المصري وعلى حبك للبلد

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...