ويل لوطن شعبه أبكم وحاكمه أحمق ونيابته متواطئة وشرطته قتلة

العدالة عندما تتأخر فهي ظلم بين، فما بالك بأن تتأخر العدالة ولا تأتي بالعدالة، بل تصدر أحكام ظالمة وجائرة ومتواطئة، الحكاية بإختصار حدثت في مدينة المحلة الكبرى إبان أحداث إضراب 6 و 7 إبريل 2008 في مدينة المحلة الكبرى.

 

وحشية الشرطة المصرية - فض اضراب عمال المحلة ابريل 2008م

 

..........................

 ولمن نسي ما حدث، فقد شهدت تلك المدينة أكبر إضراب شعبي شهدته مصر في القرن العشرين، حيث خرج أغلب سكان المدينة في مظاهرات عارمة، فما كان من نظام مبارك سوى أن أرسل جحافل مرتزقته، العاملين بالشرطة المصرية، لسحق هذه المظاهرة بالعربات المدرعة والرشاشات، والقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي.

الطالب أحمد على مبروك أصيب برصاصتان في رأسه، اثناء وقوفه بشرفة منزله، وقد إستشهد على الفور، تولت نيابة شرق طنطا الكلية التحقيق في الحادث، وكشف تقرير الطب الشرعى، أن الرصاصتان خرجتا من أسلحة أفراد الشرطة، الذين طاردوا المتظاهرين فى شوارع وحواري مدينة المحلة الكبرى.

نيابة شرق طنطا كان من المفروض أن تطلب من وزارة الداخلية إرسال الأسلحة، التي كانت مع أفراد الحملة للمعمل الجنائي، للتعرف على السلاح الذي إنطلقت منه الرصاصتان، وبالتالي التعرف على من كان يحمل السلاح، لكن نيابة شرق طنطا لم تكن لديها أي نوايا صادقة في التعرف على الجاني، الذي كان سيتم إدانته بالقتل العمد، لإن رصاصتان في رأس الطالب الشهيد، هما أكبر دليل على تعمد القتل، نيابة شرق طنطا برئاسة محمد عبد القادر إرتكبت جريمة قانونية مكتملة الاركان، وتجاهلت كل القواعد المتعارف عليها، ولم تكلف المعمل الجنائي بفحص أسلحة الحملة.

وكلفت النيابة رجال المباحث بسرعة تحديد الجانى، إلا أن التحريات جاءت بعد عام ونصف العام، لتؤكد عدم إمكانية التوصل إلى الجانى، بداية إنتو عارفين المباحث المصرية بتشتغل إزاي، وبتحقق في الجرايم إزاي، ببساطة المباحث المصرية لما بيوصلها تكليف بالتحقيق في جريمة، ومالم تكن هذه الجريمة ذات اهمية إعلامية او سياسية، فإن المباحث تستخدم طريقة الحمار المسلوخ، عارفينها ولا احكيها.

يحكي أن إحدى الجهات التابعة للأمم المتحدة، أقامت مسابقة دولية بين اجهزة المباحث الجنائية في كل دول العالم، الهدف من المسابقة هو معرفة، من الدولة الأسرع في التوصل لمعرفة الجناة، بأحدث الأساليب العلمية، لجنة الامم المتحدة المنظمة للمسابقة، أطلقت أرنب في أحد الغابات، وطلبت من كل مباحث دول العالم القبض على الأرنب، وهنا تنقسم الروايات وتتعدد، فبعضها يجزم بأن ال FBI نجحت في القبض على الأرنب بعد خمس دقائق، بإستخدام الأقمار الصناعية، وبعضها الآخر أكد أن المباحث اليابانية نجحت بالقبض على الأرنب، خلال ثلاث دقائق فقط، بإستخدام جهاز معقد يرسل أصوات مماثلة لصوت انثى الأرنب، حيث تم الإيقاع به والقبض عليه.

ورغم تعدد الروايات، إلا إنها كلها تجمع على إن فريق المباحث العامة المصرية، ظل لمدة شهرين مختفي داخل الغابة، وبعد ان تملك القلق أفراد اللجنة المنظمة للمسابقة، قرروا أن يسندوا للفريق الفائز سواء أمريكي أو ياباني بالبحث عن المباحث المصرية، بعد دقائق وجدت اللجنة المنظمة أن المباحث المصرية القت القبض على حمار وحشي مخطط، وتم تعليقه مشبوحاً رأساً على عقب على احد أشجار الغابة، بينما يتناوب على تعذيبه وسلخه حياً ضباط المباحث المصرية، وهم يقولون له "قول انا ارنب، قول انا أرنب، إعترف يابن الحمار وإنقذ نفسك من العذاب".

الحمد لله إن الأمم المتحدة أنقذت الحمار من بين براثن المباحث المصرية، صحيح الحمار حدثت له بعض التغييرات النفسية من جراء التعذيب، لكن مش ده موضوعنا، موضوعنا هو إن بعد 17 شهر تقريباً من البحث والتحري الوهمييين، جاءت المباحث المصرية لتخبر نيابة شرق طنطا، إنها لم تستطع التوصل للجاني، الذي إرتكب جريمة قتل عمد بدماء باردة، وكما يتضح لنا من سلوكيات المباحث العامة في الجرائم المشابهة، فإنها لما بيغلب حمارها وتفشل في التعرف على الجاني، كانت بتجيب اي مريض نفسي أو مجنون وتلبسه التهمه، صحيح ان القضاء دايما كان بيفقس خيابة مباحثنا العامة، وبيفرج عن المعتوه أو المجذوب بعد جلسة ولا إتنين، لكن برضه مباحثنا العامة الذكية استمرت، ولازالت مستمرة في تنفيذ نفس الإسلوب ببجاحة ونطاعة منقطعة النظير، ماهو مافيش حد بيحاسبها ويحاكمها على ممارسة التلفيق والتعذيب، برضه ما علينا مش دي قضيتنا.

قضيتنا هي سؤال رفيع، وإنتو عارفيني مدمن على طرح الأسئلة الرفيعة، ليه المباحث العامة ما جابتش أي مجذوب عديم القيمة، وتافه وما اكثرهم في الشرطة المصرية ولبسته القضية، الحكاية وما فيها إن المباحث بتنفذ أوامر سيادية، بعدم تقديم أي شرطي للمحاكمة، حتى لا يصبح عبرة لسواه مستقبلاً، ماهو لو الحكومة قدمت الجاني وتم محاكمته على جريمته، ساعتها كل المتخلفين عقلياً والمرضى بالسادية، وعشاق رؤية الدم، ومدمني القتل والحرق والتعذيب، ساعتها كانوا هيفوقوا من أمراضهم، ويعرفوا ان مصيرهم هو السجن وربما الإعدام، وساعتها بقى مبارك ونظامه، كانوا مش هيلاقي ولا فرد من الشرطة المصرية، هينفذ اوامره بقمع وقتل وسحل الشعب المصري.

الشئ اللافت للنظر ان نيابة شرق طنطا قررت قيد القضية ضد مجهول من الشرطة، "بزمتكم مش ده منتهى الإستعباط"، واتهمت النيابة الـ«مجهول» بالإهمال، والرعونة فى إطلاق الأعيرة النارية ضد المتظاهرين، مما تسبب فى مقتل أحد المواطنين بطريق الخطأ.

واخدين بالكم من تعبير بطريق الخطأ، مع ان رصاصتين استقروا في دماغ الطالب الشهيد، يعني لو رصاصة في الراس والتانية في الحيطة، ولا في الرقبة كنا قلنا ممكن السلاح انطلق غصب عن الشرطي مرة والتانية، غالباً المجرم هو ضابط قناص.

ممكن نبلع ان الرصاص بينطلق خطأ لكن مرة واحدة بس، لكن ينطلق مرتين ويصيب شاب واقف في نافذة منزله، والرصاصتين يستقروا في الراس، معلش بقا دي يلزمها الشعب كله يسحب، من مناخيرة شخرة اسكندراني، كنوع من التحية والتقدير لنيابة شرق طنطا، وعلى رأسها وكيل النيابة اللي أصدر القرار الظالم المتواطئ، بزمتكو شفتوا إستعباط وإستخفاف بعقول الناس أكتر من كده.

بما إن القضية قيدت ضد مجهول، وبما إن دم الشهيد أحمد على مبروك هيروح هدر، انا أقترح على أهل الشهيد إنهم يتصلوا بجمعيات حقوق الإنسان المشهورة، ويحاولوا معاهم إن أي جمعية تبحث عن إمكانية تحريك دعوى جنائية خارج مصر، في المحكمة الدولية، وتكليفها بإعادة التحقيق في هذه الجريمة البشعة، التي تسترت عليها النيابة المصرية بمساعدة من الشرطة المصرية، ومعملها الجنائي، القضية دي الظلم فيها واضح، وممكن يفتح الباب لكتير من المصريين انهم يجرجروا الحكومة المصرية أمام المحاكم الدولية، وده هيساعد كتير قوي في فضح هذا النظام، وإنهاكه وربما إنقسامه على نفسه.

هذه عناوين وتليفونات بعض جمعيات حقوق الإنسان في مصر أتعشم أن يستفيد منها اهل القتيل وأن يستفيد منها أيضاً كل من يتعرض للظلم من الشرطة والقضاء والنيابة في مصر

جمعية المساعدة القانونية وعنوانها هو 2 شارع معروف - تقاطع طلعت حرب - وسط القاهرة - مصر - الدور الرابع وتليفونها هو 0225770901 و 0225778688 وموقعها على الانترنت هو
http://www.ahrla.org و http://www.ahrla.net وعناوين الإيميل هي ahrla@ahrla.org و ahrla@ahrla.net و ahrla_99@yahoo.com

مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف وعنوانه هو 3 أ ش سليمان الحلبي من شارع رمسيس - القاهرة وتليفونه هو 0225787089 وعنوان الإيميل هو
nadeem@link.net

مركز هشام مبارك للقانون وعنوانه 1ش سوق التوفيقية - الدور الخامس - وسط البلد - القاهرة، ص ب 11111 الأزبكية وتليفونه هو 0225758908 وموقعه على الانترنت هو
http://hmlc-egy.org و عنوان الإيميل هو hmlc@link.net

الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان وعنوانها هو 19 شارع 26 يوليو- وسط البلد, الدور الرابع رقم 55 القاهرة – مصر وتليفونها هو 0227736177 وموقعها على الانترنت هو
http://www.anhri.net وعنوان الإيميل هو info@anhri.net

أتمنى أن أكون أديت دوري في الوقوف بجانب أهل الشهيد، وأدعو من لا يغفل ولا ينام على أن ينصرهم، ويساعدهم على القصاص من قاتل إبنهم، واتعشم أن يقوم كل مصري بدوره في التصدي للظالم وفضحه، وأن يساند المظلوم وينصره، حتى نتخلص من هذا النظام الذي يقتات بدمائنا وأموالنا وأرواحنا، والذي يستمد عافيته ووجوده من سلبيتنا، وويل لوطن شعبه أبكم وعاجز وسلبي، ورئيسه فاسد وأحمق ومستبد، وويل لوطن نيابته فاسدة متواطئة، وشرطته مرضى نفسيين وساديين مغرمين بالقتل والدماء والتعذيب.
حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك 3 تعليقات:

  1. ويل لوطن شعبه أبكم وعاجز وسلبي ورئيسه فاسد وأحمق ومستبد، وويل لوطن نيابته فاسدة متواطئة وشرطته مرضى نفسيين وساديين مغرمين بالقتل والدماء والتعذيب
    حسام عامر

    ردحذف
  2. عم مرعي بتاع الكلماالثلاثاء, سبتمبر 29, 2009 5:27:00 ص

    الله يخرب بيوتهم والبيوت اللي جنب بيوتهم، نظام مبارك هو أفسد نظام حكم عرفته البشرية

    ردحذف
  3. محتارة كتيرة معاك يا استاذ حسام . يوم تكتب مقال في منتهى الروعة وكلماته كأنها حكم زي مقال النهاردة وتاني يوم ألاقيك كاتب مقال فيه الفاظ ساعات بتكون بذيئة بس بجد اسلوبك في الكتابة لذيذ بس ياريت تبطل الالفاظ البذيئة لانه مش برضى اعلق على المقال الي من النوعية دي ..

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...