الإعتراف بالحق جريمة في اوطان يحكمها أولاد اللئيمة

في هذا الزمان أصبح الإعتراف بالحقيقة جريمة في بلادنا ، لذلك يتوجب ذكر الحقائق قبل التورط بالإعتراف بالحقيقة، أول هذه الحقائق هو الخبر الذي بثته وكالات الأنباء صباح يوم الأربعاء 23 سبتمبر 2009 والذي نشرته جريدة المصري اليوم وهذا ملخص سريع للخبر الذي نشر تحت عنوان "نجاد يتباهى بقوة بلاده العسكرية.. ويهدد بـ«قطع يد» من يفكر فى مهاجمتها".

 

صواريخ إيران

 

...........................

(((أكد الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد أنه لا يمكن لأى قوة أن تجرؤ على التفكير فى مهاجمة إيران داعيا القوى الأجنبية إلى سحب قواتها من المنطقة وذلك فى خطاب ألقاه خلال استعراض عسكرى ضخم لإحياء ذكرى الحرب الإيرانية العراقية وأهم تصريحات نجاد في خطابه الذي ألقاه امام حشد كبير وبحضور وسائل الإعلام الغربية «قواتنا المسلحة ستقطع يد كل من يريد فى أى مكان من العالم إطلاق رصاصة واحدة على إيران قبل حتى أن يضغط على الزناد». وتابع: «نتمتع بخبرة وقوة أكثر من أى وقت مضى»، وجاءت تصريحات نجاد بعد إعلان إسرائيل أمس الأول 21 سبتمبر 2009 أن الخيار العسكرى مازال مطروحا للتعامل مع برنامج طهران النووى، وسار مئات من الجنود الإيرانيين أمام المنصة التى يجلس عليها نجاد واستعرضوا العتاد العسكرى ومن بينه الصواريخ طويلة المدى «قادر» و«سجيل» و«شهاب ٣» التى تصنع محليا فى إيران، كما ظهرت فى العرض العسكرى صواريخ أقصر مدى وطائرات بلا طيار ومقاتلات نفاثة إيرانية الصنع منها «ازارخش» و«الصاعقة» إلى جانب مدفعية وصواريخ)))

وهنا قد تدب في أحدنا الحماسة، ويتمنى لو صرح الرئيس المصري، أو أي رئيس عربي بمثل هذه التصريحات، ولكن هيهات، لأن نجاد يتحدث وتحت يده إمكانيات عسكرية، تستطيع حماية بلده، فبخلاف البرنامج النووي، تمكنت إيران من تصنيع مقاتلات عسكرية نفاثة، وصواريخ بعيدة المدى تصل لأوربا، وليس لإسرائيل فقط.

وبمقارنة سريعة بين ما فعله الحكام العرب بأوطاننا، وبين ما قام به النظام الإيراني من تحديث وتطوير لقدرات إيران العسكرية، وكذلك السعي الحثيث المتواصل لإمتلاك قدرات ردع نووية، تحمي إيران من أطماع أعدائها التقليدين، كإسرائيل التي تطمع في بناء دولة عنصرية تمتد من النيل للفرات، بحسب الخريطة المعلقة في الكنيست الإسرائيلي، حقيقة إنها مقارنة ظالمة بكل المقاييس، لأن القدرات المادية والبشرية للدول العربية مجتمعة، هي أضعاف مضاعفة لقدرات دولة إيران، التي تقارب قدرات دولة كمصر، من حيث الدخل القومي وعدد السكان.

فلماذا نجحت إيران وفشلت مصر، ومن خلفها الدول العربية، في إمتلاك وسائل القوة للدفاع عن أوطاننا، ولماذا نجحت إيران في تصنيع مقاتلات نفاثة، بينما لم ينجح العرب سوى في تجميع رسيفرات إستقبال القنوات الفضائية في الهيئة العربية للتصنيع، لماذا نجحت إيران في تطوير صواريخ بعيدة المدى، وقادرة على حمل رؤوس نووية، ونجحت الدول العربية في إطلاق المزيد والمزيد من القنوات الفضائية طويلة المدى، كميلودي وروتانا ومزيكا، وغيرها من القنوات القادرة على حمل أجساد ذرية، كهيفاء وروبي ونانسي ودوميـ.. نيــك ومن على شاكلتهن.

النظام الإيراني أثبت إخلاصه وولائه التام لوطنه، ولم يسرق ثروات إيران ويضعها في جيوب أسرة واحدة، ولم يقرب منه رجال الأعمال المتعاونين مع إسرائيل، ولم يحتكر الحكم في أسرة أو شخص بعينه، ولم يدعي أنه يعيش أزهى عصور الديمقراطية، لأنه بالفعل نجح في تغيير خمس رؤساء خلال ثلاثون عاماً، بينما العرب لديهم القذافي يحكم منذ أربعون عاما، ومبارك يحكم منذ 29 عاماً،.


وبعيداً عن المقارنة الظالمة بين دول ثرواتها منهوبة ومخبأة في بنوك أمريكا وأوربا، وبين دولة وحيدة تستغل قدراتها المادية المحدودة أحسن إستغلال، وبرغم الحصار التقني والتجاري المفروض عليها تنجح، فيما فشل فيه العرب مجتمعين، بعيداً عن هذه المقارنة الظالمة، أود ان أذكر بعض الحقائق التي ذكرها آنتوني أتش جوردسمان في تقريره بصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، والذي ترجمته ونشرته قناة الجزيرة على موقعها منذ أربعة أيام، أي في 26 سبتمبر 2009 تحت عنوان "تقييم قدرات إسرائيل لضرب إيران".

(((تواجه أي رغبة إسرائيلية لضرب إيران صعوبات لوجستية وعسكرية، يرى محللون أن كشف طهران عن منشأة ثانية لتخصيب اليورانيوم، من شأنه أن يجعل إسرائيل تتجاوز مجرد التفكير في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.

يقول جوردسمان في تقريره الذي اختار له عنوان "خطة إسرائيل لضرب إيران"، إن الزعماء العسكريين والسياسيين بإسرائيل، لم يخفوا منذ زمن بعيد نيتهم اتخاذ عمل عسكري حاسم ضد إيران، إن هي واصلت تطوير برنامجها النووي، وتشير تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومصادر أخرى إلى أن إيران لديها الآن العناصر الأساسية لصناعة أسلحة نووية، ويؤكد جوردسمان أن إيران جمعت بيانات برنامجها النووي من كوريا الشمالية، ومصادر أخرى كالعالم الباكستاني عبد القدير خان، كما يوضح جوردسمان أن طهران وزعت منشآتها النووية، بين عدد كبير من المدن والمناطق المتباعدة، مما يجعل نجاح أي هجوم إسرائيلي في وقف عمل تلك المنشآت أو تدميرها بعيد المنال.

ويقول جوردسمان إن أي شخص يلتقي بانتظام بكبار الضباط العسكريين الإسرائيليين، يدرك أن إسرائيل تدرس الخيار العسكري بجد، ولكن بتروي، انطلاقا من محاولة رصد كل ما يلف هذا الموضوع من مشاكل ومخاطر جمة، وأولها بعد المسافة، وهي أهم عائق يواجه الإسرائيليين وهم يدرسون مهاجمة إيران، فأهداف إيران المحتملة تبعد ما بين 1500 كيلومتر و2200 عن إسرائيل، وهذا هو أقصى ما يمكن للمقاتلات الإسرائيلية أن تصله، حتى في حالة إعادة تزويدها بالوقود في الجو، أضف إلى ذلك أن إيران اتخذت تدابيرها خلال السنوات الماضية، فقوت تحصيناتها وبنت منشآت سرية، وأعدت خططها للتغلب على تداعيات أي هجوم قد يشن على منشآتها النووية، مما يعني أن العمل العسكري الإسرائيلي، لن يفلح في أحسن الأحوال إلا في تأجيل حصول إيران على ثمرة جهودها النووية، ويرجح أن تزيد طهران بعد أي هجوم عليها من سرعة تطوير برنامجها.

وتواجه إسرائيل معضلتين أساسيتين بخلاف مشكلة المسافة، المعضلة الأولى أنها ربما لا تتمكن من تدمير منشأة نطنز المدفونة تحت الأرض، والمحصنة بشكل قوي، أما المعضلة الثانية فهي أن الهجوم الإسرائيلي إن أريد له النجاح، يجب أن يشمل أهدافا كثيرة أخرى، وأن لا يقتصر على المنشآت النووية الثلاث المعروفة، ومن بين تلك الأهداف مصدر التهديد الإيراني الثاني لإسرائيل، الذي يتمثل في صواريخ طهران الطويلة المدى، لكن كثيرا من الخبراء يشككون في قدرة سلاح الجو الإسرائيلي، على إحداث ضرر يذكر بمفاعل نطنز المدفون بعيدا تحت الأرض، مما يجعل الإضرار به مستعصيا على الإسرائيليين.

ولا شك أن أي هجوم إسرائيلي على إيران سيكون عملية معقدة للغاية، يشارك فيها عدد كبير نسبيا من الطائرات الهجومية والطائرات المساعدة، والذي يبدو مؤكداً أن إسرائيل ستجد نفسها مضطرة، إلى الاقتصار على مهاجمة عدد قليل من الأهداف في إيران، شريطة أن لا يكون ذلك ضمن عملية طويلة المدى، وإنما عملية خاطفة ومفاجئة)))

إنتهى التقرير وعرفنا الكثير من الحقائق الهامة، وعلى رأسها ان إيران تبني مفاعلاتها النووية تحت الارض، وتحصنها جيداً، وعرفنا أيضاً حقيقة أخرى وهي ان إسرائيل تخشى الإقدام على عمل عسكري ضد إيران، بسبب طول ذراع الصواريخ الإيرانية طويلة المدى، والتي من الجائز أن إيران قد نجحت في تزويدها برؤوس نووية، وعرفنا أيضاً مدى الخيبة التي هي بالويبة التي تغرقنا فيها أنظمتنا العربية، وعلى رأسها مبارك الذي تمكن خلال سنوات حكمه من تطفيش علماء مصر، وتخريب كل المراكز البحثية المصرية في شتى المجالات، والذي تمكن أيضا من إضعاف الجيش المصري، والتركيز على شراء إستوكات الأسلحة الأمريكية الفاسدة، أو الغير مناسبة لمنطقة الشرق الأوسط، أو السريعة العطب مثل الدبابة الإم 60، وغيرها من الأسلحة التي تكون الإدارة الامريكية راغبة في التخلص منها بأي ثمن.

وبعد أن عرضنا الحقائق المجردة، نصل لمرحلة الإعتراف بالحقيقة، التي ذكرتها في بداية هذا المقال، والحقيقة ان من الواجب علينا أن نعلن إحترامنا وإعجابنا بالنظام الإيراني، الذي عمل لصالح بلده وطورها وحدثها وحماها، وأيضاً يجب أن نبدي نفس القدر من الإحترام والإعجاب لدولة إسرائيل الصهيونية، التي نجحت أيضاً في كسر عين كل الأنظمة العربية بقوتها العسكرية، ولا يفوتنا أيضاً أن نبدي نفس القدر من الإحترام والإعجاب لحكام أمريكا وأوربا، وروسيا واليابان والصين وكوريا الجنوبية والشمالية، وماليزيا وإندونيسيا وتايلاند وكوبا وفنزويلا، وبالمرة كمان كوستاريكا ونيكاراجوا، ومعظم دول العالم الذين يقوم حكامها بالعمل لصالح أوطانهم.

وكذلك من الواجب علينا الإعتراف بالحقيقة المرة، وهي ان مبارك ومن على شاكلته من الحكام العرب، أثبتوا كفاءة تامة في إحتكار كراسي الحكم، وإحتقار شعوبنا، وأيضاً أثبتوا كفاءة تامة في تخريب أوطاننا، ونهب ثرواتها ومحاربة العلماء وتطفيشهم، كما أثبت مبارك بصفة خاصة، كفاءة تامة في معرفته للعدو الحقيقي لمصر، والتركيز على تقوية دفاعات مصر ضد هذا العدو، فقد ضاعف مبارك من أعداد الشرطة المصرية، لتصبح اكثر من ثلاثة أضعاف الجيش المصري، حيث أن الجيش مهمته بسيطة، بينما الشرطة مهمتها حماية مصر من الشعب المصري، الذي يعتبره مبارك عدو مصر الأول.

وبعد أن عرفنا الحقائق، وإعترفنا بالحقيقة، حان وقت الإعتراف بالحق، وللحق وللحقيقة فإن الإعتراف بالحق جريمة فقط في الأوطان التي يحكمها أولاد اللئيمة.
حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك 4 تعليقات:

  1. والله يا استاذ حسام عندك حق في كل كلمة قلتها ومبارك فعلا ساعد في تدهور مصر علميا وصناعيا وعسكريا ود اكيد لصالح اسرائيل

    ردحذف
  2. والله يا استاذ حسام عندك حق في كل كلمة قلتها ومبارك فعلا ساعد في تدهور مصر علميا وصناعيا وعسكريا ود اكيد لصالح اسرائيل

    ردحذف
  3. انت عدو لمصر وشعب مصر وبتحب ايران واسرائيل يا كافر يا عدو المصريين
    فاهم وناصح

    ردحذف
  4. الغبي الي كتب يسب الاستاذ حسام يا كائن يا وضيع واضح انك لا فاهم ولا ناصح ومفهمتش المقال عشان مخك غبي اقرا المقال هتلاقي ان الهدف هو توضيح ان مبارك الغير مبارك افسد مصر وجعلها متخلفة في كل المجالات والدليل على نجاح مبارك في مهمته الملعونة هو انك شخصيا انسان متخلف فكريا لدرجة عدم مقدرتك على فهم المقال ده روح جتكو القرف مليتو البلد

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...