إيدينا في إيدين بعض ونواجه التعذيب وزبانيته

لا توجد أسرة في مصر إلا وتعرض أحد أفرادها للتعذيب على يد الشرطة، لا توجد عائلة في مصر إلا وتعرض على الأقل أحد أفرادها للظلم على يد ظباط ومخبرين الشرطة، لا يوجد بيت في مصر لم يذق طعم مرارة المهانة والمذلة على يد الشرطة المصرية، لا ينجلي فجر أي يوم في مصر إلا ويرفع الكثير من المواطنين أيديهم للسماء ويتضرعون للخالق أن ينتقم لهم من الظالمين المفسدين.

 

التعذيب في مصر

 

.........................

  تجاوز التعذيب في مصر مرحلة تعذيب السياسيين المعارضين للنظام، ومنذ سنوات عديدة، بدأ ظباط الشرطة المصريين، يمارسون العدل في توزيع الظلم على كل المصريين، بتعذيب كل المواطنين، وداخل سلخانات أقسام الشرطة في مصر، أصبحت تتحقق المساواة بين تاجر المخدرات وبين لص الفراخ، وبين حرامي الغسيل وبين الطالب الجامعي الذي وقف داخل حرم الجامعة، مع زملائه وتظاهر مندداً بالإعتداءات الإسرائيلية، على الفلسطينيين الأبرياء في غزة.

ولا فارق بين كل هؤلاء وبين مواطن عائد لمنزله من العمل، ويمر بكمين شرطة، وعندما يعترض على إسلوب التعامل المتخلف، والغير آدمي الذي يمارسه أفراد الكمين، يثور الظابط ويغضب عليه، ويعتقله دون وجه حق، ثم يعذبه داخل قسم الشرطة، لكي يعلمه أن يبتلع كرامته ورجولته وآدميته، وأن يعتبر نفسه أقل من أصغر عسكري شرطة، ويتساوى مع كل مواطن في مصر، يعرف أن هذه البلد بلدهم مش بلد شعب مصر.

كيف وصلنا لهذه الحالة المؤسفة، إن مصر هي بلدنا نحن المواطنين بكل تاكيد، كيف رخصنا لهذا الحد المخجل، السبب هو نحن، نعم نحن شعب مصر المسئولين عن تفشي ظاهرة التعذيب، وإهانة المواطنين داخل أقسام الشرطة المصرية، سلبيتنا هي السبب، سكوتنا على الظلم هو السبب، دعاة الصبر على الظلم هم السبب، فلاسفة الرضا بالامر الواقع هم السبب، حكمنا وامثالنا الشعبية السلبية هي السبب.

المثل الذي يردده بعضنا وهو يقول "ضرب الحاكم والحكومة ما يعرش"، هو السبب لأنه هذا المثل يعتبر بكل المقاييس، رداء من العار والمذلة على كل من يردده، وكل من يقتنع به، لو إستمرينا في خنوعنا وصبرنا، فسوف يزداد ظباط الشرطة توحشاً وهمجية، لو إستمرينا في سلبيتنا، فسيأتي اليوم الذي يجلدونا فيه بالكرباج في الشارع، لو إستمرينا على هذا المنوال فليس ببعيد أن يبيعونا كالعبيد.

إن العبيد تثور على الظلم فلماذا لا نثور على الظلم، هل نحن أقل من العبيد؟، نحن ولدتنا أمهاتنا أحراراً، وإذا أردنا أن نعامل كالأحرار فيجب أن نثبت لأنفسنا اولاً أننا أحرار، ونتوقف عن ممارسة الضعف والإستكانة والخنوع والصبر على الأذي.

يجب أن نتوحد كلنا في وجه هؤلاء الشياطين الوحوش القساة، غلاظ القلوب أعداء الوطن والمواطنين، أحوالنا اليوم أسوأ مما كنا عليه أيام الملك، بل أزعم أنها أسوأ مما كانت عليه أيام المماليك.

كيف نستعيد كرامتنا المهدرة، كيف نستعيد رجولتنا المنكسرة، كيف نستعيد آدميتنا المسحوقة تحت أقدام الشرطة المصرية، أولا وأخيراً يجب أن نعلم أن التعذيب سيف مسلط على رقاب كل المواطنين، النهاردة إبن الجيران بيعذبوه، بكره إبن خالك هيسلخوه، بعده إبنك أو أخوك سيغتصبوه، وبما إن الكل بيعاني يبقا لازم الكل يتحد.

مثلاً الست بتاعت الخضار اللي بتقعد على ناصية شارعكم، إبنها إتمسك في قسم الشرطة وهيلفقوله قضية بعد ما عذبوه وطلعو عينه، إنت أول واحد لازم تقول للناس "إتجمعوا وإقفو مع الست دي النهاردة، وده معناه إن بكره هنتجمع ونقف مع أي حد فيكم يتعرض للأذي"، أنا عارف إن ده محتاج شجاعة، وطبيعي الجبناء هيحاولو يخذلوك عشان ما يتفضحوش بجبنهم، لكن سيبك منهم ركز على إنك تعرف الناس وتفهمهم، ان مالكش مصلحة النهاردة، بس بكره انت أو غيرك هتبقو ضحايا، ولو ما وقفتوش جنب بعض، يبقا تدورو على طربة تدفنو نفسكو فيها بالحيا أشرف لكم من حياة كلها ذل وخوف وجبن.

صدقني هتلاقي ناس كتير شجعان، وإطرد من حواليك الجبناء ولا تتركهم يخذلو ويطفشو الناس من حولك، وكلف الشجعان بتجميع وتشجيع غيرهم، وإسخروا من الجبناء، بعد كده بربطة المعلم كلكم، يعني كل أقارب المسجون وأهل منطقته، وجيرانه ومعارفه عيال على شباب على رجاله على ستات، وبربطة المعلم إطلعو على قسم الشرطة، وأكيد هيكون معاكم محاميين وناس مثقفة ولبقة.

خشوا كلكم جوه القسم وحاوطوه، وأكد على كل الناس اللي جاية معاك إنهم ما يرتكبوش أي حماقات، إمسكو في إيدين بعض، وماتخلوش حد غريب يدخل بينكم، وجوه القسم إطلبو إطلاق سراح إبن الست بتاعت الخضار، ولا إبن الحاج علي البقال، ولا إبن عم جرجس بتاع السمك.

مش مهم هو مسلم ولا مسيحي، مش مهم هو طالب ولا عاطل، المهم هو إنسان ومش من حق أي مخلوق إنه يعذبه، صدقوني لو أصريتو برجولة على خروج إبن حتتكم، فإن الشرطة هتخرجو والجزمة فوق رقبتها، دول جبنا جداً ويخافو من مواجهة الشعب، خصوصاً لو بقيتو كلكو إيد واحدة.

وعشان تعرفو إن مش هتكونو لوحدكم، فإحنا عندنا في مصر جمعيات حقوق إنسان كتيرة قوي، وهي بتقف مع المواطنين وبتبعت محاميين تحضر معاهم في الأقسام، والمحاكم والنيابات مجاناً، بدون ما هتدفعو مليم واحد.

 أسماء الجمعيات القانونية والحقوقية

جمعية المساعدة القانونية وعنوانها هو 2 شارع معروف - تقاطع طلعت حرب - وسط القاهرة - مصر - الدور الرابع وتليفونها هو 0225770901 و 0225778688 وموقعها على الانترنت هو http://www.ahrla.org و http://www.ahrla.net وعناوين الإيميل هي ahrla@ahrla.org و ahrla@ahrla.net و ahrla_99@yahoo.com .

مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف وعنوانه هو 3 أ ش سليمان الحلبي من شارع رمسيس - القاهرة وتليفونه هو 0225787089 وعنوان الإيميل هو nadeem@link.net .

مركز هشام مبارك للقانون وعنوانه 1ش سوق التوفيقية - الدور الخامس - وسط البلد - القاهرة، ص ب 11111 الأزبكية وتليفونه هو 0225758908 وموقعه على الانترنت هو http://hmlc-egy.org و عنوان الإيميل هو hmlc@link.net .

الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان وعنوانها هو 19 شارع 26 يوليو- وسط البلد, الدور الرابع رقم 55 القاهرة – مصر وتليفونها هو 0227736177 وموقعها على الانترنت هو http://www.anhri.net وعنوان الإيميل هو info@anhri.net .

على فكرة المراكز دي مجانية من غير فلوس، كلموهم وهما هيبعتو محاميين يحضروا معاكو، والجرايد هتنشر بيانات الجمعيات دي، ومصر كلها هتقف معاكم، ومتنساش إيد لوحدها متسقفش، وإيدي في إيدك في إيد جارك في إيد كل مصري لنستعيد كرامتنا المهدرة.
حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك تعليقان (2):

  1. عم مرعي بتاع الكلماالجمعة, سبتمبر 25, 2009 8:52:00 م

    ياريت فعلا كلنا نقف ايد واحده ضد كل السلبيات والفساد الي في مصر......... ابدعت كعادتك يا حسام وربنا يجعل كل ما تكتبه في يزان اعمالك

    ردحذف
  2. مقاله روعة يا استاذ حسام وكل سنة وانت طيب بمنسبة عيد الفطر معلش كنت مشغولة بقالي فترة ومش عرفت ادخل النت المهم كل سنة وكل قراء المدونة طيبين

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...