يا أحزاب المعارضة . إما التكاتف او كل واحد يخلي باله من لغاليغوه

حزم رمضان أمتعته ورحل سريعاً، كما لو كانت ايامه تمر بسرعة الضوء، والحمد لله الناس عيدت وانبسطت، وشبعت من الكسل والأنتخة خلال 32 يوم من أيام رمضان وعيد الفطر، نخش بقا عالمفيد، و نرجع إلى همنا الأزلي الدائم المسمى مصر، وفي هذه المقالة سأحاول أن أطرح بعض الأفكار التي أتمنى ان يستفيد منها كل قوى المعارضة المصرية.

 

فوائد التعاون

 

................................

لا ينكر أحد ان الوضع الحالي في مصر، هو إن كل فريق معارض بما لديه فرحون، يعني كل جماعة أو حزب معارض فرحانين بنفسهم، وراضين ومستكنيصين، وأشيتهم معدن، ولتذهب مصر وشعبها للجحيم، أو للهلاك او للتوريث والله ما هتفرق، طب والحل يا جماعة؟، هتفضلوا كده زي الجزر المنعزلة، وكل فرقة وحزب متعصب لحزبه ولجماعته، ورافض انه يتعاون مع الآخر، وطب والحل يا كتاب ويا مثقفين هتفضلوا ساكتين ومكبرين الـ G و مروقين الـ D.

بعملية حصر ورصد بسيطة، هنكتشف ان الجماعات والأحزاب والحركات المعارضة، هم على التوالي بدون ترتيب، «حركة ائتلاف المصريين من أجل التغيير»، وحركة كفاية وشباب 6 ابريل، والإخوان المسلمين، واحزاب الغد، والوسط والكرامة والجبهة والعربي الناصري والتجمع والوفد والإصلاح والتنمية.

إيه المانع إن كل الأحزاب والجماعات دول ينضموا تحت راية «حركة ائتلاف المصريين من أجل التغيير»، ويتوحدوا كلهم ويتركوا خلافاتهم الحزبية والأيدلوجية جانباً، وبعد لما ربنا يكرمهم ويزيحوا نظام مبارك يبقا يرجعوا تاني للتنافس وللخلاف، ولا حتى للتناحر، المهم دلوقتي لازم كل الخلافات تتأجل، مع الوضع في الإعتبار ضرورة الإبتعاد عن ضم أصحاب الفكر المتطرف، سواء متطرف دينياً كغلاة المسلمين والنصارى، أو متطرف علمانياً كغلاة الملاحدة، الذين تتعارض وتتصادم إطروحاتهم مع معتقدات المواطن المصري، الذي يميل للتدين حتى لو كان ظاهرياً، ولا يخفى على العقلاء مدى الضرر الذي ينتج من هكذا افكار متعصبة.

بعد ما ربنا يهديكوا وتتفقوا انكم تتوحدوا على قلب رجل واحد، ياريت تستقطبوا كل رموز الوطن، من المفكرين والكتاب والأدباء والعلماء والفنانين والرياضيين، لكي ينضموا لهذا الإئتلاف، وياريت تبطلوا التنافس فيما بينكم على من يكون له نصيب الأسد في الإئتلاف، الفريق او الجماعة او الحزب اللي هيطالب بنصيب الأسد، هو أغبى وأحقر من إنه يعمل لمصلحة مصر، وأنصح كل أحزاب وقوى المعارضة بتجاهل ونبذ كل من يطالب بالزعامة، والتي يجب أن تعطى لشخص محترم يصلح كواجهة جيدة للإئتلاف.

بالنسبة لبرنامج عمل الإئتلاف، أعتقد إنه من الأفضل أن يتم وضع خطة عمل على عدة محاور متوازية، بهدف إرباك النظام وزعزعته، وبهدف فتح جبهات عديدة على النظام، أول هذه الجبهات هو الإتفاق على شخصية حزبية أو مستقلة، كمرشح واحد فقط لكل قوى المعارضة في الإنتخابات الرئاسية القادمة.

الجبهة الثانية هي الإتفاق على نزول الإنتخابات النيابية القادمة بقائمة موحدة للإئتلاف، بحيث يتم الدعاية لمرشحي الإئتلاف، وحشد كل الشعب خلفهم لإنجاحهم في الإنتخابات القادمة، وإزاحة الحزب الوثني من مجلس الشعب.

الجبهة الثالثة هي البحث عن طرق وأدوات لتسخين الجماهير، وتأليبهم على النظام الحاكم، وذلك إما بدعم حملة واسطتك مصريتك التي تقوم بتفيذها حركة شباب 6 إبريل، أو عن طريق إنشاء حملة أخرى ليست للمنافسة وإنما للتعاون مع الحملة القائمة، وأهم المكاسب من هذه الحملات هو توعية المواطنين بحقوقهم، وتأليبهم على النظام وتحطيم حاجز الخوف لدى المواطن، الذي سيتعلم أن يطالب بحقه، ويتصدى لتعنت وفساد السلطات، بمعاونة «حركة ائتلاف المصريين من أجل التغيير» وكل القوى المنضوية تحت لواءه.

الجبهة الرابعة شن حملة إعلامية جماهيرية لتوعية الشعب، في وسائل المواصلات العامة، (مترو انفاق – ترام – اتوبيسات – قطارات)، وذلك بتكليف مجموعات من النشطاء المتحمسين لنشر ثقافة المعارضة بالخطابة المباشرة للجماهير، وتعريف الناس بأهمية التصدى للفساد، بغرض تصحيح الأوضاع، ورغبة في إنقاذ مصر من يد عصابات المفسدين، ومحتكري السلطة، وأيضاً لتعريف المواطن بحركة «ائتلاف المصريين من أجل التغيير» وأهدافها، مع الوضع في الإعتبار بأن القبضة البوليسية لنظام مبارك، ستحاول قمع وسحق هذه الحملة، ولكن بالإعداد الجيد سواء على المستوى الإعلامي (صحف - قنوات فضائية)، أو على المستوى الحقوقي (لجان محامين لمتابعة المعتقلين – منظمات حقوقية)، أو على المستوى الخدمي (دعم معنوي للمعتقلين – الإعاشة)، وبهذا الإعداد والحشد الجماهيري خلف مشروعية أهداف «حركة ائتلاف المصريين من أجل التغيير»، يمكن التغلب على القبضة البوليسية.

الجبهة الخامسة ستكون بإستقطاب الكتاب والمثقفين المؤمنين بأهمية التغيير، و تكليفهم بكتابة مقالات تبين مساؤي السلبية، وتطالب المواطنين بالتخلي عنها، والتصدي لنظام مبارك ولمشروعه الذي يهدف للتوريث، سواء لجمال أو لأحد رموز النظام الحالي التابعين لمبارك، مثل عمر سليمان أو سواه من افراد حاشية مبارك، وكذلك يكلف بعض الكتاب بنزع هالة التقديس عن شخوص النظام، وذلك بفضح ممارساتهم، وتشويه صورتهم أمام المواطنين، مما يعني نزع القداسة عنهم، وبالتالي يسهل فيما بعد إسقاطهم عن كراسيهم بكل سهولة.

الجبهة السادسة هي البحث عن وسيلة لإنتزاع القوة من النظام الحاكم في الشارع المصري، وذلك بتحييد القبضة البوليسية، أو تعجيزها عن البطش بالمواطنين، وهذه الجبهة بالذات هي أخطر الجبهات على الإطلاق، لإنه في حال التوصل لتحقيق الهدف المرجو، فهذا يعني بالضرورة سقوط النظام، ونظراً لخطورة وأهمية هذه الجبهة، أجلت الحديث في تفاصيلها لحين التأكد من جدية نوايا قوى وأحزاب المعارضة المصرية.

هذه الأفكار البسيطة التي جادت بها قريحتي المتواضعة الإمكانيات، أهديها كإقتراحات لكل قوى المعارضة المصرية، وكلي أمل أن تنال منهم بعض الإهتمام، سواء بالبحث عن مدى إمكانية تنفيذها، أو بتطويرها، أو حتى بإستبدالها بأفكار أخرى.

أما إذا قررت المعارضة المصرية عدم التوحد والتكاتف، وفضلت الإستمرار في التشرزم والإنقسام، فإذا نجح جمال في الجلوس على كرسي العرش بالشين، فنصيحتي للمعارضة المصرية ولكل المصريين إن (كل واحد يخلي باله من لغاليغوه)، وأنا مش مسئول عن اللي يحصل لمصر ولغاليغ مصر.

اللهم قد بلغت اللهم فإشهد
حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك تعليقان (2):

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...