القرع لما إستوى قال للخيار يا لوبيا

كنت ولازلت اعتقد أن اغلب قوى وأحزاب المعارضة المصرية، ليسوا سوى عرائس ماريونيت، تحركهم اصابع رجال النظام العاكش على مقاليد الوطن، وضباط أمن الدولة القافش على زمارة عنق الوطن، بإستثناء حزب العمل المجمد خاصة فترة إزدهاره وتألقه خلال تحالفه مع الإخوان المسلمين أيام المرحوم عادل حسين.

القرع لما إستوى قال للخيار يا لوبيا

 

........................

 وبإستثناء حزب الغد، الذي نجح عبر ترشيحه لايمن نور في تقديم نفسه كبديل محترم للحزب الوطني، ورئيسه مبارك المهيمنان على الحياة السياسية في مصر، منذ ثمانية وعشرون عاماً، شمبروا أثنائها أم مصر واللي يتشدد لها، وبإستثناء الإخوان المسلمين، الذي من الإنصاف أن نعتبرهم اكبر قوة سياسية يعتد بها في مصر، برغم عدم وجود حزب شرعي يمثلها، وبرغم العديد من المآخذ على أتوقراطية وإستبداد الإخوان داخلياً، إذ يمارسون الديكتاتورية بنفس طريقة مبارك، فلا يستطيع عضو في جماعة الإخوان أن ينتقد، أو يعارض قرارات المرشد العام، او نوابه او قرارات مجلس الإرشاد، الذي يمارس الوصاية والهيمنة على الجماعة بشكل مماثل لما يفعله مبارك بمصر وشعبها.

الشاهد من الكلام هو إنه بإستثناء حزب العمل المجمد، وحزب الغد والإخوان المسلمين، لم أرى معارضة حقيقية في مصر، حتى حزب الوسط الذي كنت اتوسم في مستقبله خيراً، لكن لجنة شئون الأحزاب رفضت التصريح له بالعمل، وهو ما يؤكد على جدية ومصداقية برنامج حزب الوسط، الذي خافت منه الحكومة، فحاولت وأده وقتله على مر السنوات الماضية.

لذلك عندما يخطئ أو يداهن الغد والإخوان فمعنى هذا أن على مصر السلام، وأن التوريث سيمر دون معارضة حقيقية، حيث لا توجد بمصر زعامات شعبية، بعد أن نجح مبارك وأزلامه في تدجين أغلب أحزاب المعارضة، وفي إخصاء صفوة المجتمع ومثقفية بالترغيب والترهيب.

كانت هذه المقدمة ضرورية، قبل الخوض في التعليق على حادثتين أثارتا في نفسي العديد من التساؤلات الممزوجة بالدهشة.

الحادثة الأولى هي التصريحات التي نتعها أول أمس الدكتور محمد حبيب، في لقاؤه مع مجدي رشيد الصحفي بجريدة المصريون، والتي نشرت تصريحات محمد حبيب بالامس 16 سبتمبر 2009 على موقعها، ولنقرأ سوياً ما نشرته المصريون على لسان محمد حبيب نائب مرشد الإخوان المسلمين.

" نفى الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام لـ "الإخوان المسلمين" اعتزام الجماعة عقد اجتماعات مع حركة "ائتلاف المصريين من أجل التغيير" للاتفاق على اسم مرشح للانتخابات الرئاسية القادمة، كما أكد الدكتور عبد الحليم قنديل المنسق العام لحركة "كفاية" على هامش حفل الإفطار الذي نظمته الحركة مساء الأحد الماضي بنقابة الصحفيين، وتساءل حبيب عمن يتحدث قنديل ومن الذي اتفق معه على ذلك من الجماعة، وأكد في تعليق لـ "المصريون" أنه لا صحة جملة وتفصيلا حول اعتزام الجماعة المشاركة في اجتماعات للاتفاق على اختيار مرشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 2011، موضحا أن أيا من أعضاء "الإخوان" لم يحضر حفل الإفطار الذي نظمته "كفاية"، وأنه اعتذر عن عدم الحضور، نظرا لظروف سفره خارج القاهرة".

الملاحظة الأوليه على تصريحات حبيب، أنه يبدو كما لو كان يدفع عن الإخوان تهمة غير مشرفة، بينما أنه من الطبيعي أن تسعى أحزاب وجماعات المعارضة، لترشيح منافسين للنظام الحاكم الذي يعارضونه، وإلا فما الفائدة من إطلاق لفظ معارضة على الإخوان.

"وقال حبيب إن قضية اختيار رئيس بديل أو مرشح للانتخابات الرئاسية القادمة، أمر غير ذي جدوى الآن، في ظل المناخ السياسي السيئ الذي تعيشه مصر، وحالة الطوارئ المستمرة منذ أكثر من ربع قرن، وقمع الحريات ومحاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية، والعمل بقوانين استثنائية، وصفها بـ "السيف المسلط"على رقاب الشعب".

هنا إستخدم حبيب الأكلاشية الروتيني العالمي المعروف، او أكلاشية دس السم في العسل، الرجل يقرر بأن ترشيح رئيس بديل لمبارك أمر غير مجدي، وعشان محمد حبيب معارض، أو هو الرجل الثاني في قيادة الجماعة المفترض فيها انها تعارض النظام الحاكم، فكلامه هيكون غير منطقي لذلك لجأ لأغرب حجة لتبرير موقفه وموقف الإخوان، وتحجج بأن المناخ السياسي سيئ، وتحجج بحالة الطوارئ، وبرغم وضوح تهافت حججه وأقواله، إلا إني مضطر لأن أوضح له أن هذا الوضع السئ لن يتغير من تلقاء نفسه، ولن يتغير ما لم نقاوم النظام الحالي، وما لم نتصدى لمبارك وولده، وما لم نرشح شخص واحد ضد تحالف مبارك، وما لم نلتف ونتكتل كلنا لتأييد هذا المنافس لمبارك لكي ينجح في الإنتخابات، ويصلح الأوضاع السيئة التي من الواضح جدا ومن البديهي أنها لن تنصلح من تلقاء نفسها، ولن تنصلح على يد مبارك وولده، لأنهم هم من صنعوا هذا الواقع المزري، وهم المستفيدون من إستمرارية هذا الواقع.

"وكان قنديل تحدث في تصريحات صحفية بنقابة الصحفيين، عن الترتيب لعقد لقاء بين جماعة الإخوان، وما يسمى بـ حركة (ائتلاف المصريين من أجل التغيير)، للاتفاق على اسم الرئيس البديل لتمثيلهم أمام الرئيس حسني مبارك، في انتخابات الرئاسية المقررة عام 2011".

لاحظ هنا ان الدكتور عبد الحليم قنديل تحدث عن الترتيب، بمعنى الإعداد والتخطيط لعقد لقاء بين الاخوان وبين حركة إئتلاف المصريين من أجل التغيير، يعني الإئتلاف بيحاول يجتمع ويعمل تحالف مع الإخوان، بس كما هو واضح من تصريحات فضيلة الدكتور محمد حبيب، ان الإخوان مش ناويين يعارضوا بجد.

"لكن حبيب اعتبر أن اختيار رئيس بديل لا يمثل أي أهمية في ظل ما وصفه بـ "الانقلاب" على الدستور، وإلغاء الإشراف القضائي على العملية الانتخابية، ومن ثم تزوير انتخابات لصالح الحزب "الوطني"، وحث كافة القوى السياسية والوطنية على التكاتف والتعاون فيما بينها لإزالة ذلك المناخ السيئ وتغيير الأوضاع السياسية الراهنة، ومن ثم التحدث في ذلك الوقت عن اختيار رئيس بديل".

اختيار رئيس بديل ليس له اهمية من وجهة نظر حبيب بينما الأهم عنده هو اننا نتكاتف ونتعاون لإزالة المناخ السئ وتغيير الأوضاع الراهنة، يا حبيب ماهو تغيير الأوضاع الراهنة مش هيحصل طول ما مبارك في الحكم، ماهو يا حبيب عشان نصلح الحال المايل لازم الأول نتفق على شخصية، ونتجمع كلنا على تاييدها وننتخبها لمنصب الرئاسة، وساعتها نبقا نغير الحال المايل، لكن طول ماهندي ضهرنا للوطني عمر الحال المايل ما هينعدل في وطني.

بالزمة ده كلام يا حبيب، يعني لو المتكلم عاقل يبقا يا إما المستمع عبيط يا إما بيعاني من الهطل المزمن، يا إما البعيد المتكلم هو اللي عنده خلل في غدد المعارضة، وده يستدعي علاج أكتر من واحد وعشرين سنة في مصحة الحزب الوطني.

"وأكد النائب الأول لمرشد "الإخوان" أنه في حال تلقت الجماعة الدعوة للمشاركة في عملية اختيار رئيس بديل لرئيس الجمهورية، فإنها لن تحسم القرار حيال هذه الدعوة إلا بعد إجراء دراسات ومناقشات مستفيضة في دوائر الجماعة وهياكلها التنظيمية، على أن يتم مراعاة ظروف الواقع السياسي الراهن".

آه ده الدكتور محمد حبيب ناوي بقا انه يقضيها في مشاورات ودراسات، على ماتكون الانتخابات خلصت، شكرا يا حبيبي انك فوقتني من من الأوهام اللي كنت عايش فيها، وشكراً انك مسحت الغشاوة من على عيني، وشكراً يا حبيبي انك عرفت مصر كلها ان الإخوان لا فائدة ترتجى منهم، بإستثناء بعض الأفراد الشرفاء المحترمين وعلى رأسهم الدكتور المحترم عبد المنعم أبو الفتوح، وزميله في الدكترة والإحترام عصام العريان، ومن شايعهم من الشرفاء الغيورين على مصلحة وطننا مصر، واللي الحكومة بتعتقلهم وبتحاربهم بكل ما أوتيت من قوة.

نفسي أسال الدكتور محمد حبيب، سؤال رفيع هو إنت حبيب مين بالظبط يا دكتور؟ إوعا تكون حبيب لمبارك وكاتم ومخبي في قلبك.

مش عارف ليه طالبا معايا الدقيقة دي بالذات يمكن تكون الليلة دي ليلة القدر فيالا إدعي معايا، وقول معايا وأنا بأرفع راسي وأتشحتف وادعي ربنا وأقول، الله يخرب قصور وبيوت مبارك وعيلته وحكومته ووزرائه وعسسه وجيشه وكمان بالمرة يخرب بيت العملا والمتعاونين مع نظام مبارك.

اما الخبر التاني اللي أثار مشاعر الدهشة بداخلي، فهو خبر نشرته صحيفة المصري اليوم في عدد 14 سبتمبر 2009، وهو أنه أثناء إفطار أيمن نور مع أعضاء حزب الغد بالسويس، صرح خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية بالتصريح التالي، «بدأت الاتصالات مع جميع القوى السياسية بمختلف توجهاتها لتشكيل جبهة وطنية لمواجهة التوريث، ولدى تفاؤل كبير أن تنضم جميع قوى المعارضة للحملة».

طيب يا دكتور ايمن ماهو فيه جبهة حالية إسمها « حركة ائتلاف المصريين من أجل التغيير»، وأعتقد بدل ما تضيع وقتك في إنشاء جبهة جديدة مش الأحسن إنك تنضم للإئتلاف ده، وهما بالتاكيد يكنون لك كل تقدير بإعتبارك وجه سياسي مقبول محلياً وعالمياً، وبإعتبار إنك ليك شعبية كبيرة بإعتبارك مرشح سابق في إنتخابات الرئاسة التي جرت عام 2005، والتي حصلت فيها على الترتيب الثاني بعد مبارك، الذي تكاتفت كل أجهزة الدولة خلفه وتم تزوير نتائج هذه الإنتخابات لصالحه، الشاهد يا دكتور أيمن إنك توفر جهود إنشاء جبهة جديدة، وتنضم للجبهة الحالية، وياريت كل الشرفاء من كل الأحزاب ينضموا للجبهة دي، ونتوحد كلنا ضد مبارك وعصابته، وكمان يا دكتور ايمن لازم تتاكد إن شعبيتك كمرشح فردي كبيرة جداً، وانت لو اترشحت في انتخابات حرة على منصب الرئاسة أعتقد إنك هتكتسح أي فرد أو تيار أو حزب، وعشان كده أدعوك انك تنضم للإئتلاف وكون مطمئن ان مكانتك محفوظة.

ماهو مش معقول اللي بيحصل في بلدنا ده يا جماعة، البلد بتغرق وكل يوم أسوأ من اللي قبليه ولما نلاقي إن المعارضة منقسمة ومهترئة وبتفتقد للعقلانية يبقا باقي الشعب يعمل إيه يعني نروح بيوتنا ونقول لموززنا غطونا وصوتوا بعد ما المعارضة المصرية إنقسمت على نفسها و وبتنتقد بعضها بدل ما تنتقد وتعارض النظام الحاكم واللي يفرس ويغيظ انك تلاقي بعضهم يسعى للمنظرة برغم عدم إحتياجه لهذه المنظرة والبعض الآخر بيوالس عصابة مبارك سراً وينطبق عليه الموال الذي صدح به عادل إمام في مسرحية مدرسة المشاغبين عندما غنى "القرع لما إستوى قال للخيار يا لوبيا".
حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك تعليقان (2):

  1. مش الاخوان ولا الغد بس هما الي ممكن يقاومو التوريث

    ردحذف
  2. مش معقول نعتمد على الاخوان وهما محاصرين ومعرضين للاعتقال لازم الشعب يعتمد على نفسه ويقاوم التوريث والغد بعد خروج نور من السجن تقريبا حزب ممزق ومفيش فيه قيادات غير نور
    الحل ان الشعب هو اللي يقاوم التوريث

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...