فريق الضفادع المباركية

الدكتور هاني عنان في لقاءه الخميس الماضي فى برنامج مانشيت على فضائية ON TV صرح بأنه يوافق على ان يتولى جمال مبارك رئاسة الجمهورية فى حالة تغيير أو تعديل المادة 77 من الدستور والتى تتيح للرئيس فرصة إعادة إنتخابه لفترات متتالية حتى وفاته أو إعتزاله العمل السياسى

الملاحظة الاوليه على هذا التأييد هو ان الدكتور عنان لم يتحدث عن الترشيح ولا عن الإنتخابات بل دخل في المضمون وجاب من الآخر وأيد جمال مبارك لرئاسة مصر وسنعرف السبب بعد قليل، الشئ المثير للدهشة هو أن هاني عنان لم يطالب الحكومة بتطبيق الديمقراطية ولم يطالبها بالسماح بإنتخابات حرة ولم يطالبها بإحترام حقوق الإنسان ولم يطالبها برفع يدها وقبضتها عن المعارضة ولم يطالبها بالتوقف عن محاربة ومضايقة أيمن نور وحزب الغد ولم يطالب الدكتور عنان الحكومة بأن تحترم نفسها وتسمح لحزب الوسط بممارسة نشاطه السياسي

وأوضح الدكتور هاني عنان خلال حديثه أنه يخشى من وصول الأخوان للحكم ، لأنه لو تحقق ذلك فسيكون مأساة على مصر بحسب رأي هاني عنان والتى سوف تتحول إلى إيران أخرى وربما تحدث في البلد فى حرب أهلية فى الأفكار والصراع على السلطة والإنتخابات حتى فى إدارة المؤسسات المعنية ، وقد قال عنان بأنه حينها ستشهد مصر أسوأ برلمان فى حياتها وسوف تتكون سلطة رابعة هى سلطة الدين التي ستنضم إلى السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية ، ثم ناقض هاني عنان نفسه وقال بأنه يستبعد وصول الإخوان للحكم حتى لو أتيحت الديمقراطية كاملة للشعب لأن المواطن حاليا لديه القدرة على فهم طبيعة الإخوان التى تسعى إلى تدمير البلد

أفهم جيداً أن يكره عنان الإخوان المسلمين ويتهمهم بأنهم يسعون لتدمير البلد هذا لان عنان من أشد الكارهين للإسلام ولهذا بحسب منطقه المعوج يعتقد أن الإسلام ومن يؤمنون به هم أعداء للإنسانية ولندعنا من هذه الترهات والأوهام التي تعشش في عقل ووجدان الدكتور عنان ولنترك هذا جانباً ، ودعنا نسأل سؤال ميتافيزيقي إمبريقي عيار 24 وهو لماذا يتحالف هاني عنان مع جمال مبارك ضد الاخوان وهم بالفعل معتقلون ومحاصرون وممنوعون من ممارسة السياسة، إنه لموقف عجيب هذا الذي وقفه الدكتور هاني عنان الذي هو مؤسس لحركة كفاية التي نادت في بداياتها بأنه كفاية كده على مبارك واسرته وهذه الحركة قاومت ورفضت التوريث ورفضت التشويهات الدستورية التي قام بها مبارك وترزيته لتفصيل بعض مواد الدستور على جمال مبارك وحرمان كل القيادات والزعامات والشخصيات المصرية الأخرى من حق الترشح لمنصب الرئاسة وذلك بوضع شروط تعجيزية، طيب لما مؤسس حركة كفاية يأيد جمال مبارك اومال باقي الشعب يعمل إيه، يعني الشعب يطلع من هدومه ولا يشقها ويلطم لحد ما الناس تقول الولية اتجننت، بزمتكم في حد معارض محترم يعمل العمل السودة الي عملها هاني عنان وبعد كده تلاقيه لسه عنده البجاحة والجراءة انه يعتبر نفسه معارض، والله لو ماكنش بس ريقي ناشف من تأثير الصيام كنت رديت عليه رد مناسب، ماعلينا أي حد فاطر أو أي أخ مسيحي يرد على هاني عنان اللي بيأيد جمال مبارك، ربنا يأييد هاني وجمال في نار جهنم ويشويهم باربيكيو قادر يا كريم

أفهم جيداً أن هاني عنان تبين له ان شعبية الاخوان طاغية وأنه برغم إلتفاف صفوة المجتمع خلف كفاية في بداياتها إلا إن الإخوان وحدهم هم من اعطى الحركة مصداقية وزخم داخل الشارع المصري

أفهم جيدا أن عنان غيور وكاره لشعبية الاخوان التي تكاد تتساوى مع شعبية الغد والليبراليين والناصريين واليساريين مجتمعين ولكن مالم يفهمه هاني عنان هو التالي

الإخوان بذات أنفسهم لا يطمعون في حكم مصر لأنهم بحسب رأيهم لا يملكون سيطرة تامة على الأجهزة الأمنية والعسكرية التي يتحكم فيها ويسيرها بحسب رأيهم الماسونيين والعالمانيين وغلاة الملحدين المعادين الكارهين للإسلام وحيتان الإنتهازيين

الاخوان المسلمين غاية ما يطمحون إليه هو التمثيل المشرف وبذلك فلا خوف منهم ومن سيطرتهم على المجالس المنتخبة والتي لن يسمح لهم بالسيطرة عليها وهم ايضا لا يطمحون ولا يهتمون بكرسي الرئاسة ولم نسمع ان احدهم روج لنفسه مطالباً بترشيح نفسه لهذا المنصب بالرغم من أن لديهم بالفعل شخصيتان عقلانيتان ومتحضرتان وبكل المقاييس هما أكبر من هذا المنصب بمراحل وهما عصام العريان وعبد المنعم ابو الفتوح

الإخوان منقسمون من داخلهم حيث يتصارع تياران للسيطرة على الجماعة، وهما التيار الإصلاحي التحديثي والتيار الراديكالي الإنغلاقي وحتى الآن الغلبة كانت للتيار الإنغلاقي الراديكالي بسبب محاربة الحكومة وقمعها للتيار الإصلاحي بينما لم يمس التيار الراديكالي وبالتالي فالراديكاليين اليوم الأكثر عنفوان وحيوية برغم الضربات الامنية المتلاحقة وسيول الاعتقالات والقضايا التي لفقت لرموز التيار الإصلاحي وللجماعة

لو كان الدكتور هاني عنان بالفعل وطنياً غيورا على مصلحة مصر ما كان فكر بهذه الطريقة بل كان الأجدى به أن يطالب الإخوان بتغيير خطابهم السياسي وتطويره لكي يتلائم مع معطيات العصر ولكان طالب الإخوان بإحترام مدنية الدولة وإحترام الآخر وتوضيح رأيهم في مساواة كل المواطنين أمام القانون

لكن هاني عنان لم يفعل هذا لأنه ليس معنياً بمصر وبمصلحتها ولأنه فضل أن ينضم لجوقة الإنتهازيين وفضل أن يزايد على جمال مبارك بحجة هي أوهن وأوهى من بيت العنكبوت وهي حجة خوفه من وصول الإخوان للحكم

لو كان هاني عنان منصفا لقال بأنه يؤيد ترشيح جمال مبارك بشرط أن يتم فتح باب الترشيح لكل الكفاءات المصرية ولكل المعارضين المصريين الذين يمكنهم هزيمة جمال مبارك بالضربة القاضية لو كانت في مصر انتخابات حرة ونزيهة وأيمن نور خير دليل على وجود زعامات في المعارضة المصرية لديهم قبول جماهيري داخل مصر وفي نفس الوقت لا توجد أي إعتراضات عليهم من الدول الغربية التي تخشى من وصول الاخوان للحكم مثلها مثل هاني عنان

الحقيقة التي لم يشر إليها هاني عنان من قريب أو بعيد أن الشارع المصري تتقاسمه قوتان سياستيان وهما الأخوان المسلمين الذين يتعاطف معهم قطاعات كبيرة من الشعب وفي نفس الوقت ينافسها على محبة الجماهير شخص واحد فقط يتمتع بكاريزما جماهيرية موازية ومساوية لجماهيرية الإخوان ويكفي ان يسير هذا الشخص في اي شارع من شوارع المحروسة دون أن يحيط نفسه بحماية أو حرس أو قنوات فضائية ومع ذلك ستجد أن المواطنين أحاطت به وطوقوه من كل جانب ورفعوه على الأعناق وهتفو بحياته وهتفو بالموت لعائلة مبارك الأب والإبن والأم، طبعاً كلكو عارفين الشخص ده مين وعارفين مين اللي ممكن الشعب المصري ينتخبه رئيس جمهورية وهو مغمض وعارفين مين اللي هز عرش الصرصار الملعون وسبب له الرعب لدرجة انه لفق له قضية وهمية وحبسه اربع سنين لمجرد انه جاء في المركز الثاني خلف مبارك في الإنتخابات الرئاسية الماضية، لو كان هاني عنان بيفهم سياسة كان وقف مع الشعب المصري ضد مبارك لكن هاني عنان واضح جداً انه إبتدى يتعلم إقتصاد عشان كده لما وجد مصلحته هو مع جمال راح منضم للجوقة وهاتك يا عزف وتجعير ونقيق مع فريق الضفادع المباركية
حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك تعليق واحد:

  1. حركة كفاية استنكرت تصريحات هاني عنان وقالت انه بيمثل نفسه وده معناه انه باع القضية على رأي اخواننا الفلسطسينيين

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...