ديك أم حسني على ميتين أم جمال - الجزء الرابع والأخير

حاول الشيخ شطانوفي تهدئة الجماهير الغاضبة، وأفهمهم بأن السيد جمال ربما حاول أن يسن سنة حسنة في الإسلام، وذلك بأن يحبب هواة سماع الاغاني للصلاة بهذا النداء، لترقيق قلوبهم، وقد ساق لهم الشيخ شطانوفي سابقة لمثل هذه البدعة وقال لهم.

 

ديك أم حسني على ميتين أم جمال

 

.....................

 - ما هو سيدنا عمر بن الخطاب جمع الناس على صلاة التراويح جماعة، وبعد ما الناس كلها التزمت بالتراويح قال "نعمت البدعة هي"، وده معناه ان البدعة الي هدفها خدمة الدين تبقا بدعة حسنة، وياناس اتقوا الله واحترمو ابن عمدتكم، وماتنسوش ان ربنا امرنا نطيع اولو الأمر.
- ما تكملها بكلمة منكم ولا الكلمة دي وقفت في زورك، ما تكملها يا شطانوفي الكلب، الآية بتقول " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولو الأمر منكم"، ودول لا مننا ولا نعرفهم، واحنا متبريين منهم ومنك يا شيخ المنصر.

هاج الناس أكثر خاصة عندما صاح مواطن آخر قائلاً

- يا رجاله إنتو هتفضلو ساكتين للكلاب دول أكتر من كده، إقتلو اعداءنا وأعداء ربنا، وخلصوا بلدكم من السلسال النجس ده.
إنقضت الجماهير الغفيرة على شطانوفي وعلاء وولداه، وصعد بعض المتحمسين لأعلى المأذنة وجذبوا جمال معهم لصحن المسجد، وما أن سالت بعض الدماء حتى توحشت الجماهير، وسحلت وذبحت جمال ومن معه أمام باب المسجد، وعلقت جثثهم على عمود النور المجاور لمأذنة المسجد.

داخل قصر العمودية أقيمت إحتفالية كبيرة لتأبين جمال وأخيه علاء وولداه، وأيضا تأبن معهم الشيخ شطانوفي، وأصدر العمدة بياناً عمودياً أوضح فيه أن المجرمين الذين قتلو ولداه وحفيداه، هم مجرد شرزمة وقلة مندسة، تهدف لزعزعة الإستقرار في المخروبة.

وداخل سرادق العزاء جلست أم جمال واجمة ساهمة بجوار زوجها، وهي لا تكاد تصدق بأنها ستدفن بعد قليل ولداها وحفيداها، فجأة دخلت السرادق الست أم حسني، وجلست بجوار أم جمال ومالت عليها تهمس في أذنها بأنها تريد أن تدفن ديكها الأسود على جثث ميتين أم جمال، فوافقت أم جمال وإعتبرت أن حماتها تضحي بديكها الأسود لكي يدفن مع ولداها وحفيديها، رغبة منها في مواساة أم جمال، في هذه الأثناء كان غفر العمدة يعيثون في المخروبة واهلها قتلا وذبحاً وحرقاً، تنفيذاً لأوامر العمدة حسني.

تمت مراسم الدفن كما خططت له الست أم حسني، وبالفعل وضعت ديكها فوق جثث الموتى، وأغلقت المقبرة، التربي الذي شارك في دفن الموتى تعجب من سبب دفن ديك أسود حي فوق جثث الموتى، وفي نفس اليلة التي تمت فيها مراسم دفن ميتين أم جمال، تم دفن قرابة ربع سكان المخروبة الذين تم قتلهم على يد الغفر، إنتقاماً لموت إبن ربهم العمدة حسني.

بعد عدة ايام وبرغم مشاعر الحزن داخل معظم بيوت المخروبة، إلا إنه سرت شائعة بين الناس بأن دفن ديك أم حسني على ميتين أم جمال هو عمل من قبيل السحر الأسود، الذي تمارسه خفية أم حسني، والذي تريد به أن تعيد جمال للحياة لكي يجلس مكان أبيه على كرسي العمودية، ويذيق شعب المخروبة العذاب جزاءً لهم على قتله وقتل أخيه وولداه.

وكأنما كانت هذه الشائعة هي القشة التي قسمت ظهر البعير، قررت جماهير القرية أن تثور على حسني وتخلعه عن كرسي العمودية، وكانت أسباب الجماهير متعددة، أهمها خوف الجماهير من عودة جمال للحياة، للقصاص للمواطنين الأبرياء الذين قتلوا على يد غفر العمدة حسني ، بعض الجماهير بررت سبب ثورتها بأنها تخشى من سحر أم حسني، وبعضهم برر ثورته بأنه يريد أن يعمر قرية المخروبة التي خربها حسني وقعد على تلها، وبعضهم برر ثورته بأن المخروبة بها رجال لا تعد ولا تحصى، وأن ظفر أحقر مواطن في المخروبة برقبة حسني وأسرته، بعضهم برر ثورته بأن هذا هو أوان الثورة على العمدة الظالم، الذي سرق أراضي المخروبة والذي جمع حوله اللصوص وقطاع الطرق، ووضعهم تحت حمايته وكلفهم بنهب المخروبة، بشرط أن يقاسمهم في غنائم السلب والنهب، وبعضهم برر ثورته بأن هذا هو وقت التغيير.


تدافعت جموع مواطني المخروبة دون أي تنسيق أو ترتيب وحاصرت قصر العمودية، وهي تهتف هتاف مدوي زلزل جنبات قصر العمدة، وأفزع كل الغفر والعسس وحراس القصر، حتى إن أغلبهم قد بال على نفسه، وقد إنكسرت الشبابيك الزجاجية وكل الأواني الزجاجية والمصابيح وشاشات التلفزيون، وكل ما هو مصنوع من زجاج في القصر إنفجر وتكسر، بتأثير هتافات المواطنين المحتشدة حول القصر، وهذا ما ساعد أكثر وأكثر في نشر الرعب والفزع في نفوس كل من بالقصر، بداية من العمدة وإنتهاءً بأصغر عاملة نظافة.

وكلما زادت مشاعر الخوف في نفس العمدة وأمه، وزوجته وشيخ غفره، كلما تعالى زئير الجماهير التي بدأت تهدم القصر على رؤوس سكانه، وكلما تعالت هتافات الجماهير، كلما زاد حماسهم في هدم القصر، وكلما خفت صوت مجموعة تعالت أصوات مجموعات جديدة تنضم للحشود، التي تهدم قصر حسني وهم يهتفون بحماس متناهي.
- ديك أم حسني على ميتين أم جمال .... ديك أم حسني على ميتين أم جمال ... ديك أم حسني على ميتين أم جمال
تمت
حسام السعيد عامر
القاهرة وقفة عيد الفطر المبارك 19 سبتمبر 2009

 

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك تعليقان (2):

  1. يا حبايب ربنا تعالو صلوا عندنا
    دى بعض النداءات الفكاهيه التى يطلقها شباب اليومين دول ومن ضمنهم الجماعه اللى بتتكلم عنهم

    كمان عند الصلاه ممكن يقولوا ... هااااى شلــه ...يالا نصلى شله ... اعتدلوا شــله ... حنصلى ... فضوا الجمجمه كويس وركزوا ... يالا شله خلاص حنصلى

    بس على فكره انت خبيث وما كتبتش نهاية القصه لان القصه متهيأ لى لسه مستمره

    ردحذف
  2. اهلا يا حسام مساءك فل وتسعتاشر اهو عمنا فشكووول عملك نقد اهه وعنده حق فين نهاية القصة

    قبل مقول رأي في الجزء الرابع هشكرك أولا وأوضحلك حاجات

    اولاً انا فعلا معرفش قصه شذوذه بنفس تفاصليها الدقيقة التي ذكرتها يمكن فقداني للسمع اثر علي كمية المعارف اللي بتلقاها

    ثانيا انا كل منشر مدونتك اقصد الرابط بكتب نص من عندى فوق الرابط فكنت بنقلهولك علشان لو عندك اعتراض اغيره في النهايه انا بدعوا لمدونتك وحقك تعرف كاتب عنك ايه


    نيجي بقا للقصه

    اولا الغراب ضحك علي ام حسني لان الحلم بتاعه اتحقق فعلا في الجزء الرابع

    ثانيا لاحظت ان جمال مات بدري وده حاجة محيرة لانه قاعد في البيت بيذاكر سيناريو التصعيد فإستغربت وقولت ازاى يموت عند حسام وعند ابوه لا

    ثالثا انت عرضت نفسك للمقاضاة من جمعيات الرفق بالحيوان مش علشان الديك ولا الغراب ولا غيره

    لكن علشان الغلبان المسمي بالبعير يعني هو كان ماشي في حاله في الصحراء جبته انت وقسمت ظهره بالقشه وده اللي حصل في المقطع ده وهيخليني ابلغ كل اهالي الصحراء يقاطعوك مالك وماله (هذه الشائعة هي القشة التي قسمت ظهر البعير، قررت جماهير القرية أن تثور على حسني وتخلعه عن كرسي العمودية دون أسباب واضحة أو ربما خوفاً من عودة جمال للحياة أو ربما بسبب الإنتقام للمواطنين الأبرياء الذين قتلوا على يد غفر العمدة حسني ،)

    تحياتي اليك وخلينا نستمتع بكتابات دايما
    وادعيلي اعمل العملية وتنجح وارجع اسمع سلام ايها الصديق

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...