القوادة السياسية والإستخباراتية في مصر .الإرادة القوية15

إسلوب الحصار
يحاصر المستهدف في كل مكان يذهب إليه فتليفوناته خاضعة بإستمرار للمراقبة ولا يمكن الإتصال به إلا بعد تكرار محاولة طلبه عدة مرات وبريده الإلكتروني أيضا كذلك تحت الحصار ولا يستقبل أي رسالة إلا إذا سمحت بمرورها الأجهزة الإستخباراتية وبالطبع هم يسيطروا على مزودي خدمات الإنترنت وطبعا تتعاون مع الإستخبارات كل المواقع الشهيرة بداية من المواقع العالمية مثل GOOGLE,YAHOO,MSN وإنتهاء بالمواقع العربية كمكتوب ومصراوي، وأيضا يتعاون مع الأجهزة الإستخباراتية معظم مقدمي خدمات الإستضافة وبذلك حتى لو كان للمستهدف موقع وإيميله مسجل على موقعه فهو ايضاً خاضع للحصار، وهنا تبرز أهمية تعاون مقدم خدمة الإستضافة حيث يتيح للأجهزة الإستخباراتية أن تتمكن من التحكم في لوحة تحكم موقع المستهدف ويمكن تركيب أي شفرة برمجية توضع داخل مجلد المستخدم على سيرفر الإستضافة لكي تفلتر الرسائل الواردة لبريد المستهدف وبالتالي يتم منع وصول أي رسالة إلا بعد أن يقرأها أولاً رجال الإستخبارات

وللتغلب على الحصار يجب إتباع الآتي، التكنيك الأساسي لمقاومة الحصار هو إستنزاف الإستخبارات قدر الإمكان وذلك بفتح جبهات عديدة تستنزف فيها قدراتهم وإمكانياتهم، وتكنيك الإستنزاف مكلف ماديا في بعض الأحيان للمستهدف لأنه على سبيل المثال إذا قرر المستهدف إستنزافهم في مراقبة تليفوناته فهو سيضطر لشراء خط موبايل بتليفون جديد بين فترة وأخرى مع الإحتفاظ بالخطوط والهواتف القديمة، ويلجأ المستهدف لشراء خط هاتف جديد إذا ما أراد أن تكون علاقته ببعض الافراد بعيدة عن سيطرة ورقابة الإستخبارات، مثال على هذا هو أن المستهدف تقدم لوظيفة ما ولكي يهرب من متابعة ورقابة الإستخبارات يترك هاتفه النقال في المنزل ويخرج للشارع ويضلل مطارديه ويشتري هاتف جديد بخط جديد ويذهب لإجراء مقابلة مع صاحب العمل ويستخدم رقم هاتفه الجديد وبعد ان يحصل على العمل بفترة طويلة وبعد أن تكثف الإستخبارات من متابعة المستهدف ورصد تحركاته قد يتمكنون في بعض الأحيان من معرفة مكان عمل المستهدف هذا إذا كان المستهدف كسول بحيث يكرر طريقته في الهروب من الرقابة اليومية ويكرر طريقه الذي يتبعه كل يوم أثناء ذهابه للعمل وطبعاً لا يستخدم المستهدف هذا التكنيك مالم يكن يتم التضييق عليه ومنعه من العمل، وبرغم ان هذا التكنيك قد يبدو لأول وهلة كما لو كان عديم القيمة إلا إنه يعطي للمستهدف الأمل في إمكان كسر سياج المراقبة والحصار المضروبين حوله وهو أيضاً يعتبر هزيمة تامة للأجهزة الإستخباراتية التي تكثف جهودها وإمكانياتها الطائلة في مراقبة وتتبع فرد واحد فقط، هناك عيب واحد في هذه الطريقة وهي ان المستهدف يجب عليه غلق هاتفه المحمول الجديد عندما يكون في المنزل وينزع البطارية والشريحة من الهاتف لأن الاجهزة الإستخباراتية تقوم بمسح يومي عن طريق شركات المحمول في المكان الذي يسكن به المستهدف وبالتالي في حالة وجود هاتف غير مملوك للمستهدف فيتم متابعة الهاتف فإذا تبين أن المستهدف هو من يمتلك الهاتف الجديد يتم رصده ومتابعته وبذلك لا تنجح خطة المستهدف في إستنزاف الأجهزة الإستخباراتية، وبديهي أن أرقام هواتف كل سكان المنزل الذي يقيم به المستهدف معروفة لاجهزة الإستخبارات ومن ثم فأي رقم جديد سيتم متابعته، ولهذا لا يجب ان يتم تشغيل الهاتف الجديد أبدا داخل مقر إقامة المستهدف الخاضع للمراقبة

وللتغلب على الحصار الإلكتروني يجب التنبه لحقيقة هامة جداً ألا وهي انك عنما تفتح إيميلك المراقب من أي مكان يتم التوصل لمعرفة المكان الذي دخلت منه للإنترنت خلال 15 دقيقة في المتوسط، إذا كنت تملك موقعاً على الانترنت فانصحك أن تستأجر مساحة إستضافة في شركات غير خاضعة لسيطرة امريكا وإسرائيل اللتان تتعاونان بشكل تام مع اجهزة الإستخبارات المصرية والعربية، ويمكنك مثلا إستئجار مكان لموقعك على السيرفرات الصينية أو الإيرانية أو الروسية ولكن ليس كل السيرفرات الروسية مستقلة، إذهب لأي انترنت كافية وبالطبع بعد ان تتخلص من المراقبة وان يكون هاتفك النقال ليس معك أو مغلق ومنزوع منه البطارية والشريحة ثم انشئ حساب بريد على اي موقع عالمي مثل جوجل او ياهو وتواصل مع الدنيا لكن لا تتواصل مع الاشخاص المسجلين في بريدك الخاضع للمراقبة بل يمكنك التواصل مع اشخاص جدد وانت الأن حر تماماً وانتصرت على الأجهزة الإستخباراتية

وهنا تبرز حقيقة لا مناص من ذكرها ألا وهي أن المستهدف ذو الإرادة القوية والشخصية العنيدة يستحيل على كل اجهزة الإستخبارات في الدنيا أن تهزمه بإستخدام الحروب النفسية حتى ولو إتحدت الدنيا كلها ضد المستهدف ومع ذلك فهو غير قابل للهزيمة لسبب بسيط وهو أن الهزيمة بالأساس هي هزيمة معنوية لا مادية وسوف أضرب لكم عدة امثلة لتوضيح هذا المفهوم، تركيا بعد هزيمتها مع دول المحور إلا إنها اليوم دولة قوية عسكرياً وإقتصادياً وقوة إقليمية لا يستهان بها، إيران تعرضت لحرب شرسة من النظام العراقي السابق الذي تعاونت معه الدول الخليجية ودعمته بالأسلحة الحديثة وبالأموال الطائلة لإفشال تجربة الثورة الشعبية الإيرانية التي أسقطت نظام الشاه الإيراني الموالي لأمريكا وإسرائيل ومع ذلك فإيران اليوم قوة عسكرية وإقتصادية ونجحت في الإستقلال بقرارها السياسي والعسكري وليست تابعة لهيمنة أمريكا وإسرائيل كما كانت في السابق خاصة بعد تطويرها لقدراتها النووية، المانيا برغم هزيمتها هي واليابان في الحرب العالمية الثانية إلا إنهما نجحتا في تجاوز هذه الهزيمة ومن المعلوم للجميع مدى تطور هاتان الدولتان، مصر والدول العربية برغم انهما لم تهزما في اي حروب حالية لكن النخبة الحاكمة والنخبة المثقفة مشبعتان تماماً بثقافة الهزيمة والدليل على هذا هو خنوع كل الحكام العرب أمام واشنطن وتل أبيب حيث يستمدان منهما القوة والضوء الأخضر لقمع الشعوب العربية المغلوبة على أمرها والمهزومة معنويا بتاثير هاتان النخبتان الفاسدتان، برغم تمكن إسرائيل من إقتحام جنوب لبنان وغزة بالدبابات وحاملات الجنود المدرعة وبرغم دك الجنوب اللبناني وغزة بالقنابل التي تلقيها الطائرات الإسرائيلية إلا ان حزب الله وسكان الجنوب اللبناني وحماس وسكان غزة لم ينهزما معنوياً وإستمروا في الصمود للعدوان وكذلك لم يعترفوا قط بالهزيمة، وإلى اليوم لازالت إسرائيل تدرس وتبحث داخل مراكز الأبحاث العسكرية عن طريقة لإلحاق الهزيمة المعنوية بحماس وحزب الله

الشاهد من هذه الأمثلة أن المستهدف الذي يستمر في الصمود والتماسك برغم هزيمته المادية إلا إنه بصموده ورفضه للهزيمة يكون غير مهزوماً وهذا ما يغيظ الاجهزة الإستخباراتية ويجعلها تتصرف بخبل وجنون وتفقد التوازن أمام رباطة جاش المستهدف ذو الإرادة القوية وهو ما يعتبر بكل المقاييس هزيمة قاسية للأجهزة الإستخباراتية
وفي الجزء القادم نشرح طرق التغلب على إسلوب المتابعة والإيذاء
حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك 3 تعليقات:

  1. عم مرعي بتاع الكلماالخميس, سبتمبر 10, 2009 11:27:00 م

    والله مش عارف اقول ايه يا حسام يا بني بس بجد واضح انك عندك خلفية جامدة قوي وخبرتك ممتازة في حكاية الحروب النفسية الي بتشرحها في موضوعك ده . ربنا يزيدك كمان كمان من العلم والخبرة يا بو دماغ متكلفة

    ردحذف
  2. أنت شغال فين بالضبط يا حسام
    :)

    ردحذف
  3. والله يا استاذ حسام مش عارفا ارد اقول ايه المعلومات الي قلتها هنا جابتلي حول

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...