هشه وإنكش عشه

زادت وتيرة زفرات غضب المصريين بتزايد الشكوى من فساد وتردي أحوال الوطن في الآونة الأخيرة ومع إرتفاع أصوات وأعداد الشاكين الباكين المولولين تزداد أيضاً بالتوازي معهم أصوات دعاة اليأس وفقدان الأمل في التغيير والتواكل على الله لتغيير أحوال مصر للأحسن، أحد الشباب علق على مقال للكاتب الصحفي إبراهيم عيسى "حساب الرئيس" على موقع صحيفة الدستور قائلاً في ردين متتاليين " no hope" ثم قال " ليس بيدنا اى شى سوى اللجوء الى اللة برفع الغمة" وليس هذا هو رأيه وحده فقد إنتشرت هذه الرؤية السلبية بين العامة والنخبة الوطنية في مصر إنتشار النار في الهشيم، ولما كان هذا الرأي وهذه الرؤية من الخطورة بمكان فقد قررت أن أبين عوارها وفساد منبتها والكوارث التي قد تترتب عليها

برغم أن الرأي السابق في ظاهره يبدوا للوهلة الأولى تسليماً بقضاء الله وقدره وتوكلاً على الله لرفع هذا القضاء إلا إنه في واقع الأمر ليس سوى تواكلاً وتكاسلاً يتناقض مع كثير من الأسس والمبادي التي أرساها الإسلام

يعلم كل الناس أن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر الناس بأن يعملوا لأن الله سيرى أعمالهم ولم يأمر بأن يركن الناس للدعة والخمول والتواكل على الخالق بل انه قد نهى عن هذا التواكل وأمر بالتوكل والإعتماد على الله عند بدء العمل لا عند الرغبة في ممارسة النوم والموات السلبي

اصحاب نظرية " no hope" هل يستطيعون تطبيقها في حياتهم الشخصية كما يطالبون بتطبيقها في الحياة العامة وأمور الوطن، لنفترض ان لك جار مفتري وظالم وجاهل وغاشم وعندما علم من زوجته بأن غسيلك ينقط على بلكونته قرر أن يمنعك من ان تنشر غسيلك بحجه تضرره فلو رضخت وإستجبت لقراره الظالم رغبة منك في أن تقصر الشر وتنشر الغسيل على الكراسي فبعد إسبوع سيصعد لشقتك وينهر زوجتك على إرتفاع صوت التلفزيون او الراديو أو العيال وسيتحجج بأنه تعبان ومش عايز هيصه وبعد أسبوع تاني ستكون أنت وزوجتك وأطفالك تلتزمون بالسير على أطراف أصابعكم خشية مغبة إثارة حفيظة جارك المفتري، بعد ذلك بإسبوع كمان سوف تفاجأ أن جارك يخبط على باب شقتك ويستأذنك في مشاهدة مباراة كرة القدم في تلفازك لان العيال بيتفرجوا على فيلم "والنبي لا أهشو" وبالطبع ستوافق لانك من أنصار نظريات "الصبر مفتاح الفرج" و "إصبر على جار السوء ليرحل لا تجيله مصيبة تشيله" و "ليس لها من دون الله كاشفة"، لكنك نسيت ان هذه النظريات قد تصلح للمصائب التي ليس بمقدورك التصرف حيالها ومواجهتها كأن يعتقلك دلاديل النظام ويعذبوك او تنهار عليك العمارة وتجد نفسك محبوساً مخنوقاً تحت الانقاض وبرغم ذلك وبرغم ان امثال هذه المصائب التي لا تملك مقدرة على دفعها ولا على مقاومتها لكن من الحصافة أن تحاول تغيير واقعك بأن تحفر لنفسك طريقاً للخروج من تحت الركام وإلا ستصحو ذات يوم وتفاجأ بأن جارك يستأذنك في المدام لأن زوجته بعافية شوية ومش قادرة تلبي رغباته، لا تلوم إلا نفسك ومن يهن يسهل عليه الهوان فقد كان من الواجب عليك منذ البداية أن تتصدى للظالم المفتري وترفض الإنصياع لطغيانه وقد كان بإمكانك أن تحدد لنفسك أيام تنشر فيها زوجتك الغسيل وتحدد لجارك أيام اخرى مختلفة عن الأيام المخصصة لك ولو رفض جارك هذا الحل العقلاني فليس أمامك غير التصرف برجولة وتطبيق نظرية "والله لاهشو وأنكشلو عشه"

غفل اصحاب راي إنعدام الأمل عن "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" التغيير لن يتم بيد الله بل بأيديكم يا شعب مصر، ولنتصدى للظالم المفتري بكل الطرق والكباري ولننغص عليه حياته ولنجعل أيامه أسود من قرن الخروب فيا كل مصري لا تخشي الظالم و هشه وإنكش عشه
حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك 3 تعليقات:

  1. فيه امل وشكرا يا حسام بيه على زرع الامل في نفوسنا
    احمد من البرلس من كفر الشيخ

    ردحذف
  2. اجمل واجدع سلام لاجمد واشجع كاتب في بر مصر بحالها

    ردحذف
  3. مقالاتك دائما تحمل افكار جديدة وتبعث فينا الامل عاجبني جدا اصرارك على الاستمرار في نشر مقال كل يوم وده دليل على انك كاتب موهوب وخيالك لا ينضب وعايز امسك الخشب عشان متفكرش اني بحسدك ولا حاجة
    اصحاب نظرية مفيش امل كوكتيل عجيب من اصحاب النفوس الضعيفة على شوية منافقين على حبة اغبياء لكن اغلب الشعب المصري ممكن يبطل يؤمن بالنظرية دي لو كل الكتاب والصحفيين اتبعوا نفس منهجك وانا بعتبرك انك بتحط اساس منهج جديد وبالفعل انت صاحب مدرسة جديدة في الكتابة وافكارك تبرهن على انك بالفعل مؤهل لان تتربع على عرش هذه المدرسة الجديدة التي احب اطلق عليها مدرسة زراع الامل في التغيير للاحسن
    دكتور حسن عبد الفضيل

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...