أسس العقيدة الدحرضمية

كل عام وأنتم بخير النهاردة أول أيام شهر رمضان أعاده الله على الأمة العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات، وعلى ذكر البركات نتذكر الحركات لأن الشئ بالشئ يذكر، خلال تاريخنا الطويل الحافل عانى العرب والمصريين من حركات ندالة كثيرة سواء تعرضنا لها بشكل مباشر أو غير مباشر

اشهر وأكبر وأفظع حركة ندالة شفتها في حياتي هي تلك الحركة القرعة التي قام بها أحد الجبناء العملاء للقصر الملكي الرئاسي الإماري المتسلطن على رقاب العباد والبلاد فمنذ قرون عديدة نجح أحد الخرفان في إبتكار دعاء "اللهم ولى أمورنا خيارنا ولا تولى أمورنا شرارنا" متأسياً ومسترشداً بقول اليهود لنبيهم "إذهب أنت وربك فقاتلاً انا ها هنا قاعدون" ونسى النعثل ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ونسى العي الحصور وتجاهل أن الإسلام دين العمل وليس دين التكاسل والتواكل ولا دين الخمول والذهول ولا دين الموات والإستموات ولا دين الإستسلام التام لكل اللئام ، ونسي الدحرضم أنه كان من الأفضل والأكرم والأشرف له وللناس أن يضربو على يد الظالم الفاسد منعاً لنشر الفساد والظلم بين العباد في كل البلاد وهو للأسف ماحدث بالفعل طوال القرون الماضية الطويلة حيث خضعت شعوبنا العربية كلها عن بكرة أبيها لأنظمة حكم متتالية متوالية تنوعت بين مماليك وعثمانيين وأمويين وعباسيين وقد تشابهت هذه الانظمة كلها في شئ واحد فقط، هو أن الناس كانت تواجهها بنفس الدعاء "اللهم ولى أمورنا خيارنا ولا تولى أمورنا شرارنا" وبمرور الوقت أصبح هذا الدعاء هو الأساس الفكري الذي بنيت عليه العقيدة الدحرضمية

عانت الشعوب العربية والإسلامية أشد المعاناة منذ أن تم إبتكار هذا الدعاء الحقير الذي ينبأ بمدى تشابه عقول من يؤمن به مع عقول اليهود الذين عرفوا وإشتهروا بخوفهم وجبنهم أيام زمان قبل أن يسترجلو ويتوحدوا في العصر الحديث، وبرغم أن الله لم يستجيب لدعاء الناس على مر العصور إلا إنهم عجزوا عن إدراك سبب تجاهل الله لدعائهم حتى بعد أن بين الله لهم بإشارات واضحة جلية مدى فساد هذا الفكر ومخالفته لأهم أسس الإسلام ألا وهي {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد} بل ان الله عاقب الناس بأنه كلما مات أو سقط حاكم فاسد أعقبه الله بحاكم أفسد منه وأكثر ظلماً وبطشاً ومع هذا لم يفهم الناس إشارات الله الواضحة وتعاموا عن إدراك الحقيقة الساطعة وهي أن الله يسخر من غبائهم وجهلهم وجبنهم وتواكلهم ونفاقهم

اتمنى ان نتعلم من أخطائنا وأخطاء من سبقونا على مر القرون السابقة، لأنه لو لم نتعلم من أخطائهم ونتعظ مما وصلت إليه أحوالنا سنستمر في الإنحدار والتردي نحو هاوية سحيقة لا قعر لها ولا أستبعد ان نصحو ذات يوم فنجد ان الله أنبت قرنان في رأس كل من يصر على الإستنطاع وعدم التعلم عقاباً له على بلادته وغباءه وعدم تعلمه من أخطاء اسلافه خلال القرون الماضية

لن نتمكن من العودة للدنيا ومن إقامة دول متحضرة إلا إذا تصدينا جميعاً لمورثنا الثقافي الفاسد، ولن نتمكن من العودة للدنيا وإعمارها إلا إذا تكاتف المفكرين والمثقفين على توضيح ونشر المفاهيم الصحيحة وغربلة تراثنا مما علق به خلال القرون الماضية من أدران وفيروسات مميتة تسببت في تأخرنا وتخلفنا وجهلنا وعنصريتنا وضيق أفقنا ونحن الآن نعيش خارج الزمن حتى إشعار آخر
حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك 5 تعليقات:

  1. مع اني متفق معاك في فكرتك الاساسية الي بتنتقد فيها التواكل والسلبية والخوف لكن انا معترض على انك تشتم اللي الف الدعاء لانه جايز يكون الفه بحسن نية... بس برضه بحترمك جدا يا استاذ حسام وحابب جدا غيرتك على الناس وحابب اكتر حبك للعدل والمساواة

    ردحذف
  2. موضوع رائع يا حسام يا فارس الكلمة الشجاعة التي تبحث عن كل شئ خاطي وتفضحه حتى لو تصادم مع معتقدات آمن بيها الناس اكتر من الف سنة

    ردحذف
  3. عم مرعي بتاع الكلماالأحد, أغسطس 23, 2009 2:03:00 ص

    جريء يا حسام يا بني والله جريء جدا وعاجباني افكارك جدا جدا

    ردحذف
  4. انت انسان كافر وعديم الدين وصدقني نهايتك قربت
    قاريء من جهة امنية

    ردحذف
  5. الاسبوع ده هتشرف عندنا وابقا خلي اللي بيشجعوك ينفعوك
    قاريء من جهة امنبة

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...