حقيقة مبارك في الصحافة الأمريكية بدون تزويق

إزدحمت الصحف الامريكية هذا الإسبوع بالعديد من المقالات المعارضة والمنتقده للرئيس الأمريكي باراك اوباما على إحتفاؤه وترحيبه بزيارة الرئيس المصري حسني مبارك وهذه بعض الامثلة على تزايد أصوات المعارضين لسياسة الإدارة الأمريكية الحالية في دعم الحكام المستبدين بالحكم في منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسهم بالطبع حسني مبارك

نشر الدكتور سعد الدين إبراهيم أول أمس الأحد الموافق 16 أغسطس 2009 مقالاً في جريدة وول ستريت جورنال الأمريكية إنتقد فيه الرئيس الامريكي باراك أوباما لنكوثه عن تنفيذ وعوده التي تعهد بها للناخب الأمريكي أثناء حملته الإنتخابية الرئاسية، كان باراك أوباما قد تعهد بانه لن يقدم أي دعم للطغاة المستبدين المقربين من الولايات المتحدة، كتب سعد الدين إبراهيم في مقاله "ان الترحيب المبالغ فيه والغير معهود الذي يقوم به الرئيس الأميركي إزاء ضيفه إنما يبعث برسائل مشوشة إلى أولئك الذين عملوا جاهدين لانتخاب أوباما بوصفه «بطلا للتغيير»"

وقد طلب الدكتور سعد الدين إبراهيم من الرئيس أوباما أن يطلع على تقرير التنمية البشرية الأخير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للتنمية لكي يرى بنفسه إلى أي مدى تدنت مرتبة مصر على المستويين الإقليمي والدولي، وأيضاً دعا أوباما لقراءة التقارير السنوية لمنظمة العفو الدولية ومنظمة هيومان رايتس فيرست ومنظمة هيومان رايتس ووتش وفريدم هاوس التي تشير كلها إلى انعدام الديمقراطية في مصر وإلى إزدياد انتهاكات حقوق الإنسان و التعذيب المنهجي للمواطنين في عهد مبارك إضافة إلى الإختفاء القسري للناس وان مصر تشهد تزايداً في مظاهر التعصب الطائفي بتشجيع من الأجهزة الأمنية على استخدام العنف ضد المسيحيين الأقباط ومنذ زيارة أوباما الأخيرة للقاهرة قبل حوالي شهرين حتى اليوم حدث أكثر من 40 هجوما ضد الأقباط

وختم الدكتور سعد الدين إبراهيم مقاله بان دعا الرئيس الأمريكي أوباما إلى ترجمة الأقوال إلى أفعال وإلى تنفيذ وعوده لأن الناس في الشرق الأوسط الذين لاموا بوش إزاء تراجعه السريع عن أجندته بشأن الحرية إنما ينحون اليوم بنفس اللوم على أوباما في ظل عدم تنفيذه وعوده بدعم الديمقراطية وسيادة القانون التي قطعها على نفسه قبل حوالي شهرين إثر زيارته للقاهرة

وفي نفس السياق سارت صحيفة الواشنطون بوست في إفتتاحيتها بعدد الأمس الثلاثاء 18 اغسطس 2009 حيث إنتقدت بشده الأسلوب الذي تنتهجه حكومة الولايات المتحدة في تعاملها مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك الذي إلتقى بالأمس مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض بواشنطن، وقد جاء في الإفتتاحية ما يلي "ان الكثيرين يعتبرون زيارة الرئيس المصري المستبد مبارك للبيت الأبيض بمثابة عودة إدارة أوباما لانتهاج سياسة تخلى عنها سلفه جورج دبليو بوش الذي كان محقا في ذلك"، وجاء في الإفتتاحية ايضاً "أن الإدارات الأميركية ظلت تتبنى لعقود من الزمن «السيد مبارك وغيره من حكام عرب مستبدين» نظير تعاونهم في قضايا الأمن الإقليمي، متجاهلة انتهاكاتهم الفادحة لحقوق الإنسان"

وأكدت الصحيفة في إفتتاحيتها أن النظام المصري ظل على مدى سنوات عديدة مضت يتعهد لواشنطن وللإدارات الأمريكية المختلفة بالتوسط لإنهاء الخلاف بين حماس والسلطة الفلسطينية، ووضع حد لعمليات تهريب الأسلحة إلى المتشددين في قطاع غزة، وتأمين الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز هناك منذ 2006 إلا ان النظام المصري بقيادة مبارك أخفق في المسائل الثلاث جميعها، وبرغم كل المبادرات الودية من جانب إدارة أوباما إلا ان دعم مبارك لسياساتها ظل متسماً بالمرواغة في أفضل الأحوال، حيث أن الرئيس المصري يملك خبرة 28 عاما هي عمر رئاسته حتى الآن في القدرة على الإلتفاف حول المبادرات الأميركية لتعطيل مسيرة السلام في المنطقة رغبة من الرئيس مبارك في الإستفادة من الواقع الحالي المتأزم والبقاء على كرسي الحكم بدعم أمريكي بإعتباره وجه من وجوه الإعتدال العربي

الحقيقة إن إفتتاحية الواشنطن بوست كشفت الوجه الحقيقي لمبارك ودوره القوي في إعاقة تقدم عملية السلام نظراً لانه يستفيد من إستمرار الحال على ما هو عليه بالبقاء لأطول فترة ممكنة على كرسي الحكم وبحسب ما جاء في الإفتتاحية فإنه لم يحدث أي تقدم في عملية السلام منذ رحيل الرئيس أنور السادات والفضل في ذلك بالطبع يعود لمجهودات مبارك في نسف كل المبادرات سواء أمريكية كمبادرات إدارة أوباما الحالية او عربية كالمبادرة السعودية التي تبناها الملك عبد الله منذ ان كان ولياً للعهد

إختتمت الإفتتاحية بتقديم تحذير للرئيس باراك أوباما من أنه إذا ركز في محادثاته مع مبارك على إسهاماته الدبلوماسية المريبة, فإنه يتجاهل بذلك دروس التاريخ وعبره، اعتقد أننا ملزمون جميعاً بتقديم كل التقدير والإحترام لكاتب إفتتاحية جريدة الواشنطون بوست الامريكية

وفي نفس السياق بنفس الصحيفة كانت الأمريكية ميشيل دونى الباحثة السياسية في مؤسسة كارنيجى لأبحاث السلام الدولى ورئيسة تحرير «نشرة الإصلاح العربى» قد وجهت العديد من الإنتقادات للقمة المنعقدة فى واشنطن بين الرئيسين حسنى مبارك وباراك أوباما وقد كتبت في مقالها الذي نشر أمس الأول الإثنين 17 أغسطس 2009 "عندما يستقبل الرئيس أوباما الرئيس المصرى حسنى مبارك فى المكتب البيضاوى أتساءل عما إذا كان الاثنان سيشعران بغياب شىء ما عن اللقاء. هذا الشىء هو مصالح 83 مليون مصرى الذين تلاشت آمالهم وطموحاتهم فى الاهتمام الأمريكى منذ تلاشى أجندة الرئيس جورج بوش لنشر الحرية منذ سنوات"

وقد توقعت الباحثة دونى أن تكون الانتخابات البرلمانية فى مصر عام 2010 أقل حرية ونزاهة من انتخابات 2005 التى كانت بعيدة عن النزاهة، وأضافت أن جمال مبارك يتدرب على خلافة والده منذ نحو عشر سنوات، وقد طالبت الباحثة الأمريكية الرئيس أوباما بتصحيح الفكرة التى تسيطر على القاهرة الآن وهى أن واشنطن لم تعد معنية بالعملية الديمقراطية فى مصر، وقد وصلت هذه الرسالة إلى المصريين بسبب تجاهل أوباما الحديث عن الوضع السياسى فى مصر وتقليص ميزانية برنامج تعزيز الديمقراطية فى مصر

وفي نفس السياق نشرت صحيفة فايننشال تايمز مقالاً للصحفية هبة صالح جاء في بدايته رسم كاريكاتوري أوردته صحيفة محلية مستقلة تحاول فيه مجموعة من الرجال المتأنقين الإجابة عن سؤال "إلى أين تتجه مصر"؟، فمنهم من قال إنها تتجه "يمينا" وآخر قال "شمالا" وثالث قال إنها "باقية في مكانها" ورابع قال "فوق" وخامس قال "تحت"، لكن في زاوية الرسم حيث يقف مواطن رث الثياب أشعث، قال إنه الوحيد الذي يعرف الإجابة وهي أن مصر لن تذهب إلى أي مكان لأنها ترقد "في العناية المركزة"

ربنا يقوم مصر بالسلامة وتستعيد عافيتها وتتخلص من سبب موتها ومرضها بس هي برضه لازم تشد حيلها وماتستموتش فيها اكتر من كده
حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك 3 تعليقات:

  1. مدونة رهيبة يا استاذ حسام وواضح ان حضرتك متعمق جدا في السياسة وبتتابع الصحف الامريكية بس عندي اعتراض على بعض الالفاظ الخادشة الي بتكتبها في مقالاتك بس المقاله دي مش فيها حاجة ياريت تكتر من الكتابة بالعامية عشان اسهل

    ردحذف
  2. الريس مبارك حبيبنا ولو مش عاجبك اطلع من البلد لان الشعب المصري كله كله اختار مبارك اللي جاب لمصر النصر بالضربة الجوية الاولى اللي كان هو السبب فيها وانت ازاي تتجرأ وتهاجم الريس حسني مبارك بالوقاحة دي احترم نفسك واتلم احسن لك
    قارئ من جهة امنية

    ردحذف
  3. علي فكرة مش بس مبارك اللي كان عظيم في اكتوبر الشعب المصري كله كان عظيم في اكتوبر من اول ام الشهيد لحد حرامى الغسيل مسرقش وقت الحرب
    اما من حيث ازاى يتجرأ ما يتجرأ يا اخى ده الرسول والصحابة بينتقدوا هو احسن منهم ؟

    في النهاية انا لست ممن يحب الشتائم علي المدونات ولكن اسمحلي

    كسمك علي كسم الجهة الامنية بتاعت المعرصين امثالك ان كنت منهم او بتشتغل لحسابهم او بتنفع منهم او كنت شاب معرص بيستخف دمه

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...