القوادة السياسية والإستخباراتية في مصر كشف المستور 4

بعد ان تشاور عميل مخابرات مبارك مع رؤسائه بالقاهرة وأخبرهم بجدية مصطفى بخيت ورغبته الصادقة في التعاون مع المخابرات مقابل التوقف عن مضايقته هو وأسرته، عاد العميل ليلتقي مع مصطفى بخيت ودار بينهم الحوار التالي
عميل : شوف يا حاج مصطفى إحنا عارفين كويس إنك راجل محترم ومتدين وبتحب بلدك وعارفين انك نفسك تخدم الإسلام بأي شكل عشان كده أنا هصارحك بسر خطير بس لازم تقسم بالله إنك مش هتبوح بالسر ده لاي مخلوق مهما كانت الظروف حتى لو اتعذبت أو اتسجنت
مصطفى : سرك في بير يا باشا انتو عارفيني مبخفش غير من اللي خلقني وبس
عميل : يا مصطفى انت طبعا عارف المؤامرة اللي الدول الغربية بتعملها ضد الاسلام والمسلمين بعد ما زرعولنا إسرائيل في المنطقة
مصطفى : طبعا يا باشا دي اسرائيل لوحدها اصدق دليل على مصداقية المؤامرة دي
عميل : وانت طبعا عارف ان الدول الغربية بيحمو دولة اسرائيل وعشان كده عمرهم ما هيسمحو ان حاكم ملتزم بالاسلام يكون على رأس دولة بحجم مصر وممكن يعلن الجهاد اللي ممكن يمحي اسرائيل من الوجود خلال اسبوع بالكتير
مصطفى : طبعا عارف يا باشا
عميل : اللي انت ما تعرفوش يا مصطفى ان الرئيس السادات الله يرحمه كان مسلم ملتزم جداً بدينه بس كان بيخبي ده عن كل الدنيا وحتى مراته جيهان السادات كان عايش بعيد عنها وخايف من انها تفضح سره للدول الغربية وللماسونيين اللي مسيطرين على كل مكان تقريباً في مصر
مصطفى : لا يا باشا دي معلومة أول مرة اسمعها بس والله ممكن تكون صح
عميل : أهو الريس مبارك زيه زي الريس السادات برضه بيخبي إسلامه عشان امريكا ما تدمرش مصر
مصطفى : معقول الكلام ده، هع هع هع، اهي دي بقا لو حلفتلي على المية تجمد مش هصدقها بقا ده كلام يخش العقل يا باشا
عميل : طبعا يخش العقل بدليل إن الريس بيدعم تنظيم القاعدة اللي بيحارب أمريكا وعشان تتأكد هثبتلك كلامي حالاً أنا عارف إنك من زمان قوي وإنت كان نفسك تجاهد عشان كده هعرض عليك فرصة عمرك إنك تخدم الإسلام وتخدم مصر
مصطفى : إزاي يا باشا هخدم الإسلام
عميل : أنا عايزك يا مصطفى تجند معاك تلات أربع شباب مسلمين ملتزمين زي حالاتك ويكونو عايزين يجاهدو وينصروا الإسلام وبعد ما تتأكد من صدقهم وجديتهم إبقا إطلبني على الرقم ده من عشرة صباحاً لتلاتة العصر وقولي وحشتني في أول المكالمة وإتكلم معايا كلام عادي زي عامل ايه واخبار العيال ايه وفي آخر المكالمة برضه قولي واحشاني مصر شكلي هرجع قريب وأنا هجيلك بعد المكالمة دي بيوم ولا يومين وهعرفك هنعمل إيه
مصطفى : هي ايه الحكاية بالزبط يا باشا ياريت تفهمني دلوقتي لاني مش فاهم انت تقصد ايه
عميل : الحكاية انك هتبقا قائد مجموعة من المجاهدين وهندربك أنت وهما على تنفيذ عمليات جهادية في أمريكا وأوربا عشان ننصر الإسلام وننتقم للفلسطينيين اللي الدول الغربية وأمريكا بتتجاهل قضيتهم وسايبين اسرائيل طايحة ومفيش حد بيعتب عليها أو حتى يطالب منها تتوقف عن وحشيتها عايزين المواطن الامريكاني والاوربي يدوق طعم الموت والدمار اللي الفلسطينيين عايشين فيه ليل نهار، انت مش بتشوف اللي بيحصل لإخوانك في فلسطين، إحنا بنجهز لعملية كبيرة ضد أمريكا عملية محدش عملها قبل كده وهتتسجل في التاريخ لأننا بنخطط ليها من سنة تقريباً وعملنا خطة ما تخرش المية بس محتاجين مجاهدين شجعان زيك يا مصطفى وإلا كل التخطيط اللي عملناه هيروح هباء
مصطفى : هو لما انا أقتل المواطنين الابرياء هبقا بنصر الإسلام، مين المتخلف اللي ممكن يفكر بالطريقة دي وبعدين مش قادرين عالحمار نقوم نتشطر عالبردعة، ده كلام ناس عاقلين برضه يا باشا، لو عايزني أجاهد صحيح إديني الفرصة أجاهد الإسرائيليين وأحرر فلسطين أنا وكل مسلم غيور على دينه نفسنا في الفرصة دي مش تقول لي عمليات ضد المواطنين، ده قتل عمد يا باشا مش جهاد، الجهاد هو لما اقاتل او اقتل فرد محارب مش عيل رضيع وامه شايلاه على سدرها ، وبعدين لو الريس بتاعك زي ما بتقول مسلم ومخبي ايمانه كان على الاقل عمل نهضة تعليمية وشجع العلما والابحاث العلمية وكان طور التصنيع الحربي والعادي، بالعلم ممكن نسترد فلسطين مش بالغباوة وبتفجير الابرياء
عميل : يا مصطفى ما الريس بيعمل كل ده بس من ورا ضهر امريكا ومش بنعلن عن امكانياتنا لحد ما نفاجا امريكا باننا دولة عظمى وعندنا نووي زيها بس احنا حاليا لسه في مرحلة التجهيز
مصطفى : ههههه انت مصدق نفسك؟ الكلام ده عمره ميخش دماغ عيل في تانية ابتدائي شوف يا باشا انا فعلا كان نفسي اجاهد في سبيل ديني وارضي بس تصدق بالله انا كرهت ميتين أم الفكرة دي لمجرد ان واحد خمورجي زيك بيكلمني عن الجهاد ونصر الاسلام، انت نسيت ان اول مرة شفتك فيها من سنتين كنت بتشرب خمرة من قزازة مبططة 100 ملي وكنت بتحطها في جيب جاكت البدلة بتاعتك وتلاقيك شايل دلوقتي في جيبك قزازة مبططة برضه وريني كده ، هههه يا بو درش ياللي فاقسهم، انت علطول شايل معاك تموينك يا باشا ولا ايه ،سيبك من القرع اللي انت حكيته ده انا ابقا غبي لو صدقت انكو عايزين تنصروا الاسلام
عميل : انت عارف معنى كلامك ده ايه يا حبيبي، لو رفضت تتعاون معانا يبقا خلاص انت اللي حكمت على نفسك بالموت، انت كده ميت ميت ومراتك وعيالك كمان هيموتو مفيش قدامك غير حل واحد بس هو انك تسمع كلامي وانا جدعنة مني هسيبك لحد بكرة تفكر وتدورها في دماغك ولو ما رديتش على بكرة زي دلوقتي يبقا انت اللي جنيت على نفسك وعلى ولادك ، اقوم بقا عشان الحق اصلي العشا قبل الفجر ما يدن
مصطفى بخيت بعد ما بقا لوحده قعد يضرب أخماس في أسداس، ويسأل ربنا يارب اعمل ايه بس في الورطة المنيلة بستين نيلة دي، مصطفى فضل لحد الصبح صاحي وتايه ومتلخبط ومش عارف يتصرف ازاي ، والساعة عشرة الصبح لبس هدومه وراح على المحامي بتاعه حكاله الحكاية كلها من طأطأ لسلامو عليكو
المحامي طلب من مصطفى يكتب ديكليريشن وبالفعل كتب مصطفى بخيت الدكليريشن وهو جالس في مكتب المحامى فى اربع صفحات ووقع عليه عند المحامى ووقع المحامى عليه وعمل منه نسخه أحتفظ بها فى البنك ونسخه ثانية سلمها للبوليس عشان يطلب حمايتهم والبوليس الاسترالي قال له "قتلك او خطفك انت او اولادك من المستحيل لكن عيش حياتك ولاتتأثر بهم"
من المسلم به أن تنظيم القاعدة هو صناعة سعودية أمريكية مشتركة، والهدف الرئيسي الذي أنشئ من أجله هذا التنظيم هو إستنزاف الإتحاد السوفياتي وإنهاكه بحرب لا نهاية لها تحت راية الجهاد الإسلامي، لذلك دفعت الولايات المتحدة الأمريكية حكام الرياض لدعم المجاهدين بالمال والعتاد والرجال ومن ثم نشأ تنظيم القاعدة لتقديم الدعم اللوجستي للمجاهدين الأفغان
بعد هزيمة الروس في افغانستان ورحيلهم عنها بدأت القيادات العربية الحكيمة في التفكير في وسيلة للإستفادة من المجاهدين العرب الذين تطورت مهاراتهم العسكرية ومن ثم أصبحوا يمثلوا خطراً على الانظمة العربية، الحل كان بمنتهى البساطة هو بإعادة توجيه سلاح المجاهدين نحو أمريكا والدول الغربية، الرابح الوحيد من هذا الموقف هو الحكام العرب فهم يقدمون انفسهم للغرب بإعتبارهم خدم الحضارة الغربية المطيعين الذين يحمونها من المسلمين الهمج الرعاع أعداء الحياة، وبعد عدد من العمليات الدموية الموجهة نحو المصالح الامريكية والغربية إقتنعت أمريكا والغرب بفائدة الحكام العرب وبدأت تتعاون معهم لمحاصرة خطر الإرهاب الإسلامي الذي صنعته امريكا والحكام العرب في يوم من الأيام
بالإضافة لما سبق يلجأ مبارك لإستخدام الإخوان المسلمين كفزاعة للغرب وللأقباط على حد سواء، وقد نجح مبارك في تعطيل تطور فكر جماعة الاخوان المسلمين وذلك بإعتقال كل من يطالب بتطوير الجماعة وتطوير خطابها السياسي لموائمة العصر الحالي، ومن المعلوم أن مبارك وأجهزته الأمنية لا يمسون أياً من القيادات الراديكالية داخل جماعة الإخوان المسلمين بسوء وذلك بهدف تدعيم نفوذهم وسيطرتهم على عقول أتباعهم ومؤيديهم، وهو ما يصب في النهاية في مصلحة مبارك الذي يقدم نفسه للغرب بإعتباره حامي حمى الأقباط من تطرف الأخوان المطالبين بتطبيق الشريعة الإسلامية والرافضين لولاية المرأة والأقباط
وقبل أن نعود لنعرف ما حدث لمصطفى بخيت المصري المقيم بمدينة ملبورن بإستراليا أود أن نناقش أولا ما جاء على لسان المستشار هشام البسطويس في حواره الذي نشرته صحيفة المصري اليوم وهذا ما سوف نبحثه في الجزء الخامس من هذه المقاربة
حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك 3 تعليقات:

  1. يا نهار اسود معنى كده ان الارهابيين دول من صنع حسني مبارك والحكام العرب

    ردحذف
  2. عم مرعي بتاع الكلماالاثنين, أغسطس 31, 2009 12:14:00 ص

    الحكاية بدأت تخش في الغويط يا حسام يا بني وانا ابتديت اخاف عليك ربنا يستر عليك

    ردحذف
  3. دول في منتهى الخبس واللوءم وباين كل المصايب الي بتحصل هما اللي وراها كمل يا استاذ حسام متابعه معاك

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...