منهجية القوادة السياسية والإستخباراتية في مصر 2

أعلم ان هناك سؤال يدور في أذهان كل من قرأ حكاية مصطفى بخيت وهو لماذا إختاروه هو بالذات ولماذا تحفظوا على جواز سفره في المطار عند دخوله الى مصر، حسنا سأسرد الحكاية من البداية فهذا أدعى لمعرفة كل التفاصيل التي غالباً سيكمن فيها الشيطان كما سبق وحذرت في بداية هذه المقاربة
عام 1982 كان مصطفى بخيت سائق التاكسي المسلم يعلن تأييده علانية لفكر جماعات الصدام المسلح كالجهاد والجماعة الإسلامية وكان مصطفى من المواظبين على التردد على المساجد في إستراليا وله علاقات بالعديد من الشيوخ والدعاة المؤيدين لأفكار الجهاد وممن لا ينكرون فرحتهم بمقتل الرئيس الراحل أنور السادات على يد خالد الاسلامبولي، وفي يوم من أيام شهر ديسمبر 1982 ذهب مصطفى بخيت إلى القنصلية المصرية في ملبورن لإنهاء بعض الأوراق الخاصة بإبنته قبل أن يعود إلى مصر في أجازة وطلب منه الموظفين أن يعود في وقت لاحق لإنهاء تلك المستندات وعند عودته لإستلام المستندات اخبره الموظفين بأن القنصل أحمد محمد المصري يريد أن يتعرف عليه فدخل لمكتب القنصل الذي طلب من مصطفى ان يحمل معه حقائب خاصة بالرئيس مبارك إلى مصر ويسلمها لشخص سيقابله في المطار ، مصطفى لعب الفار في عبه والشكوك إجتاحته وطلب من القنصل مهلة يفكر فيها، خرج من السفارة وأول حاجة عملها هو انه إتصل بخاله العقيد حامد غانم بالقوات الجويه الذي نصح مصطفى بعدم حمل حقائب لا يعرف مابداخلها، وها هو نص الحكاية كما رواها مصطفى على منتديات الانترنت العربية
كلفت بحمل شنط سريه بتعليمات من الرئيس مبارك وبلغنى بها قنصل مصر فى ملبورن ، بعد ذلك أخذت رأي خالى العقيد بالقوات الجويه المصريه نصحنى بمعرفة ما فى الشنط قبل حملها فرفض القنصل التصريح بأى معلومات بناء على تعليمات الرئيس مبارك واخذت رأى السفير المصرى فى إستراليا السفير قال مثل خالى ..وصمم القنصل على رفض اعطائي الشنط وقال لى "تعليمات الرئيس مبارك انك تذهب مطار ملبورن انت وزوجتك واولادك وفى المطار سيقابلك ( ....) وسوف يعطيك الشنط تضعهم على الميزان معك ويضافوا على تذكرتك او تزكرة زوجتك او تزكرت بنتك...وسوف تحصل على مكافئه .قلت له افضل ان تخرج الشنط معى من منزلى حتى اعرف مافيها فرفض ونصحنى بأن أنفذ تعليمات الريس مبارك وبأننى سأكون فى حماية الرئيس مبارك شخصيآ ... وإذا رفضت تنفيذ هذا الطلب ربما يوذيني ويحرمنى من دخول مصر، قلت له آسف لن أحمل شنط لا أعرف ما فيها .وكيف اصدقك انها بتعليمات من الرئيس مبارك شخصيآ وخرجت اتصلت بخالى العقيد حامد غانم وابلغته ماحدث بينى وبين القنصل المصرى فى ملبورن وطلبت منه ان يحاول ان يحجز لى موعد فى رياسة الجمهوريه لأمر هام يخص الرئيس مبارك دون ان يحكى لهم اى شئ ونزلنا مصر انا وزوجتى وبنتى واستقبلنا بالمطار العائله وخالى معهم، وفور وصولنا المطار أخذنى خالى على جنب بعيد عن كل الأقارب وقال لى مبروك حددت لك موعد مع الفريق اول سهيل لاشين مدير العلاقات العامه برياسة الجمهوريه بقصر عابدين فى ذلك الوقت، وفى الموعد المحدد ذهبت إلى رياسة الجمهوريه وكانو فى انتظارى بلهفه لرفض خالى ان يتكلم معهم فى شئ وسجلت نفسي على البوابه بالبطاقه العائليه المصريه وطلعت فوق لسكرتارية الفريق اول سهيل لاشين حاولو معى الحديث لمعرفة الموضوع وفشلوا معى لأننى صممت ان الموضوع يخص الرئيس مبارك ثم دخلت مكتب الفريق اول سهيل لاشين وسلم ورحب بى وكان ظريف معى ومحترم جدآ واثناء حديثى معه جرس التليفون ضرب وسمعته بيكلم الرئيس مبارك وبيقوله مصطفى بخيت وصل عندى وعنده تظلم لسيادتك ثم اعطانى ورقه وقلم وقال لى اكتبها ملخصه خالص ولو سطرين عشان الرئيس معندوش وقت لشكوى كبيره وكتبتها وسلمتها له فى الحال ...ثم بلغنى لو ضايقك القنصل فى شئ روح المخابرات العامه والامن القومى وسأحجز لك موعد معهم عشان تطمئن ماحدش يضايقك ورجعنا استراليا انا وزوجتى وبنتى وبدأت الحرب على وعلى خالى وعلى السفير المصرى الي نصحونى بعدم حمل شنط لا أعلم محتوياتها، وتم إخراج خالي من الخدمة معاش مبكر برتبة عميد ومطاردته هو واسرته عقاباً له على نصيحته لي بعدم حمل شنط لا أعرف محتوياتها حتى سقط خالى من طوله فى شقته ثلاثه مرات بعد أن أصيب بإكتئاب وإرتفع ضغطه من فظاعة ما فعلوه معه بتحريض جيرانه في العمارة التي يسكن فيها بجاردن سيتي على مضايقته ثم مات رحمه الله
الآن وضح لنا سبب موافقة مصطفى على التجسس على المصريين وعلى التعاون مع المخابرات رغبة منه في التخلص من مضايقاتهم المستمرة منذ عام 1982 إلى عام 1998 وهو العام الذي تدرب فيه داخل مبنى المخابرات العامة المصرية، لكن يبدوا أن مصطفى من النوع العنيد الصلب فما أن إكتشف حماقة وسخافة تفكير رجال المخابرات الذين طلبو منه التجسس على من ينتقد مبارك حتى إنقلب عليهم وعاداهم وقرر ان يشكو للصحف وأجهزة الأمن الاسترالية وهذا نص رسالة أرسلها مصطفى للصحف الإسترالية
Dear Editor,
Please we writing to ask for your assistance in a problem my family and I are having concerning the Egyptian Consulate in Melbourne, Australia.
In December 1982 my wife and I were planning a holiday with our daughters to Egypt to visit our family. The Egyptian Consul-General, Mr. Amhed Mohamed El Mesiry,
Who offered us money to carry two suitcases to Egypt for him, approached us. He tried to force us to do this. The Consul in Melbourne,
Mr. Farouk El Houfy,
Advised us not to carry the suitcases if we didn’t know what was inside. My uncle Mr.Hamed Ghanim he leaves in Garden City Cairo in Egypt, who was an Officer Colonel in the Egyptian Army, gave us the same advice.
The Egyptian Consul-General then accused my wife, myself, and my uncle of spying for Australia against Egypt. The Egyptian security forces put pressure and intimidation on my uncle and his family until he died. Here in Australia we discovered that we were being followed until I contacted the Australian Minister for Police in Melbourne. My life was threatened and I was hospitalized for 2 weeks, after which time we returned to Egypt.
This issue has been publicized in the newspaper in Australia in January 2001. But despite having written to the:
Egyptian Foreign Minister
And to
President Hosni Mobark
We have received no reply.
We are appealing to you for help in this most serious problem. We have only written briefly here of the problem. We have ********s and witnesses to support our story,
And we hope you will take the time, with this matter.
Yours sincerely,
Mustafa Bekhit
تفتكروا القصة خلصت على كده؟ طبعا لأ لأن اللي حصل بعد كده هو مآساة بكل المقاييس، بعد تسريح العقيد حامد غانم خال مصطفى من الخدمة مبكراً وإضطهاده والتضييق عليه ومراقبته هو وأسرته حتى سقط صريعاً وأيضا الإستمرار في إضطهاد مصطفى بخيت والتضييق عليه ومراقبته هو وأسرته، لا تتعجب فهذا هو ما يحدث في الدول التي لا تطبق فيها الديمقراطية وعندما يكون الحاكم هو نصف اله فتوقع ان يفعل هو وميلشياته وأزلامه ما يريدون، لكن هل توصلت عزيزي القارئ لحل لغز الحقائب؟ اعتقد إنها كانت محاولة لتلفيق قضية كبرى لمصطفى وأظن ان تلك الحقائب كان بها أسلحة مخبأة وعند القبض عليه في المطار كان سيعذب ويعترف على بعض من لم يشملهم قرارات الإعتقال إبان القضايا التي كانت تلفق لكل المنتمين للتيار الإسلامي عقب إغتيال الرئيس الراحل أنور السادات وفي رأي الشخصي أن اغلب من حوكموا في هذه المحاكمات كانوا من غير المنتمين فكريا لجماعات الجهاد التي لم تكن في يوم من الأيام لها شعبية كبيرة داخل المساجد المصرية التي تتوزع ما بين الفكر السلفي الوهابي المستكين وما بين تيار الإخوان المسلمين المعنى بالممارسة السياسية لا الإرهابية، علما بأن التيار الوهابي وروافده كجماعة انصار السنة والسلفيين والتوحيد هم دعاة طاعة لكل حاكم وأي حاكم ويحرمون تماماً الخروج على الحاكم سواء بالسلاح كما فعل أتباع تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية، أو سواء بممارسة المعارضة السياسية للنظام كما يفعل الاخوان المسلمين
ماذا حدث لمصطفى بخيت بعد أن أبلغ الصحف والسلطات الاسترالية، هذا ما سنعرفه في الجزء الثالث من هذه المقاربة
حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك 3 تعليقات:

  1. عم مرعي بتاع الكلماالسبت, أغسطس 29, 2009 12:02:00 ص

    ولو ان الموضوع تقيل بس متابع معاك لانه مهم قوي

    ردحذف
  2. كمل يا أستاذ حسام المقال ده باين عليه جامد اوي

    ردحذف
  3. حنتظر الجزء الثالث يا حسام بس بجد مدونتك مميزة جدا
    يعني أنا لما بيفوتني بوست ولا اتنين( من كترهم) برضه بحب أبص عليهم حتي لو مش حعلق
    :)
    تحياتي

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...