فضيحة المتطاهر

تخيل معايا المشهد التالي واحدو منتقبة مسالمة بريئة واقفة داخل قاعة محكمة بإحدى المدن الألمانية وفجأة يخرج شاب من طيات ملابسه سكيناً ويبدأ في طعن المرأة المنتقبة وهو يصيح في وجهها قائلاً لها "إنك لا تستحقين الحياة يا إرهابية"، لقد حكم عليها هذا الشاب العنصري بالموت لمجرد إنها مسلمة وترتدي زياً يختلف عن أزياء مجتمعه، توفت المرأة بعد أن سدد لها القاتل البربري العنصري 18 طعنة وسدد لزوجها بعض الطعنات عندما حاول الدفاع عن زوجته، ثبت فيما بعد أن هذا الشاب كان من المنتمين للنازيين الجدد وهم جماعات من الشباب العاطل عن العمل تنتشر أفكارها بكثافة في مدن ما كان يسمى سابقاً ألمانيا الشرقية، تيار النازيين الجدد عنصري حتى النخاع وافكارهم متعصبة تجاه كل من لا ينحدر من نسل آري، فإذا ما كنت أسود البشرة او اصفرها فانت مستهدف وإذا كنت مسلما أو بوذيا او هندوسياً فانت مستهدف وفيما مضى كان اليهود مستهدفين من كراهية النازيين لكن بجهودهم الحثيثة إعلامياً نجحوا في الخروج من قائمة الكراهية التي يعيش بها أتباع ومعتنقي أفكار النازية الحديثة، جرائم النازيين الجدد كثيرة لكن أبشعها على الإطلاق هو قتل وإغتيال الشهيدة مروة الشربيني وأستغل هذه الفرصة لأقدم عزائي لزوج وأهل الشهيدة مروة الشربيني
تعالى معي لنعود لوطننا العربي ولنرجع إلى مصر وأدعوك معي لأن تتخيل هذا المشهد، يوم الجمعة الماضية الموافق 24 يوليو 2009 كان حوالي 2000 إنسان يجلسون داخل أحد المساجد بقرية الحواصلية التابعة لمركز أبوقرقاص بالمنيا والخطيب بأعلى المنبر يخطب الجمعة وبعد إنتهاء المصلين من أداء الصلاة خرجوا عن بكرة أبيهم بربطة المعلم متجهين نحو أحد منازل الأقباط في القرية وفي نيتهم هدم البيت وحرقه لأن الأقباط إعتادوا الصلاة في هذا المنزل، حدثت إعتداءات بربرية من قبل جحافل المعتدين وسقط من الجانب المسيحي 8 جرحى ما بين إصابات سطحية وما بين حالات خطرة، أريدك أن تجيب على هذه الأسئلة، هل دين الإسلام يحض على قتل وحرق أتباع أي ديانة أخرى؟، هل نبينا محمد لو خطب في نفس المكان الذي خطب فيه خطيب مسجد قرية الحواصلية فهل كان نبينا محمد عليه الصلاة والسلام سيحرض المصلين على حرق وهدم المنزل الذي كانوا يمهدون لجعله كنيسة يؤدون فيها شعائر دينهم؟!، طيب بلاش الأسئلة اللي فاتت دي وخليني أفكرك بأن الرسول توعد من يؤذي ذميا بالعذاب وإعتبره في عداد الكافر لأنه قال "من آذى ذمياً فقد آذاني" وبديهي إن من يؤذي الرسول هو كافر بالإسلام كما أجمع كل الفقهاء والعلماء في كافة المذاهب والطوائف والفرق الإسلامية يعني المختصر المفيد ان كل من يعتدي على قبطي ليس منا بل من أتباع إبليس، بلاش كل ده ياريت تقرءوا كتاب الله من أوله إلى آخره وإبحثوا عن آية واحدة بتحض على هدم أماكن عبادة أتباع أي ديانة أخرى، مفيش طبعاً، طب الخطيب ده جايب منهجه منين وجايب فكره العنصري ده منين؟!، طيب بلاش دي، تفتكر يا مؤمن من حقك تزعل على وفاة شهيدة العنصرية والطائفية مروة الشربيني وفي نفس الوقت تفرح لقتل وحرق النصارى؟؟؟!!!!، مش دي برضة إسمها إزدواجية ولا إنت شايف إن كلامي غلط؟!، تعالى معايا بقا لما أوريك قد إيه المعادلة إختلت والعقول إتبهدلت وإتبعزقت داخل مجتمعنا،
شاب في الثامنة عشر يتم إقتياده لقسم شرطة بدلا من أخيه لكي يسلم الاخ المطلوب نفسه (أعتقد إن ده شغل عصابات مش شغل شرطة المفروض إنها بتحفظ الأمن) ويسحل الشاب المأسور ظلماً وعدواناً عندما يعترض على القبض عليه بذنب لم يرتكبه ويعذب داخل قسم الشرطة ويتوفى من جراء التعذيب ويتم دفنه في سرية ودون أن يتمكن صريخ إبن يومين من حضور جنازته، طب راح فين الأخ خطيب مسجد قرية الحواصلية لعل المانع خير ياخوفي لتكون حصوة اتحشرت في زوره ولا حويصلته، ليه ما حرضش الناس على الذهاب لقسم الشرطة وهدمه على من فيه؟، الخطباء الذين يحرضون على قتل وحرق المسحيين لا هم خطباء ولا بطيخ، دول شوية عيال جهلة تم تجنيدهم وتربيتهم على إيدين دلاديل أمن الدولة ومنهجهم هو كالتالي ( ربي لحيتك وقصر ثيابك وأؤمر نساء بيتك بإرتداء النقاب وإحرق بيوت وكنائس الأقباط) ونفس المنهج بيطبق بشكل أو بآخر في باقي الدول العربية مع إستبدال الأقباط بأي أقلية متاحة كالشيعة مثلاً في السعودية والكويت، طبعا ده هو المنهج المعلن اللي إختزلو فيه دين الإسلام كله لكن منهجهم السري هو ( قبل أقدام دلدول أمن الدولة فهو إلهك الذي يملك أن يعذبك في الدنيا ويملك أن يميتك، نفذ كل ما يطلبه منك حاكمك وأطيعه ولو جلد ظهرك وسرق مالك وهتك عرضك وإغتصب زوجتك وكل هذه الطاعة ستجزى عليها بان يسمح لك بين الفينة والأخرى بحرق وقتل النصاري للتنفيس عن غضبك ده لو كان عند أمك دم أساساً وغضبت) برضه نفس هذا الجزء السري من المنهج يطبق في باقي الدول العربية مع إستبدال النصارى بأي أقلية تعيش في البلد،
يا كل علماء الإسلام تكلموا وإكسروا حاجز الخوف والصمت وثوروا على جدران زنازين رعبكم من دلاديل أمن الدولة وإفضحوا ممارساتهم وأكاذيبهم وتدليسهم وتشويههم لدين الإسلام وإفضحوا معهم صبيانهم من المكانيكية والعربجية والطرشجية والأدلاخ الذين يقفون على منبر وقف عليه من قبل رسولنا الكريم، إفضحوا كل هؤلاء وأخبروا الناس أن الإسلام ليس دين البرابرة وليس دين قتل الآخر وليس دين الإنبطاح، وإذا لم تفعلوا هذا فأرجوكم أن لا تتباكوا بعد اليوم على دمائكم المهدرة وعلى عنصرية الغربيين وكراهيتهم للإسلام لأنكم بذلك تمارسون أغرب وأعجب إزدواجية فكرية، ويا كل عاقل من أبناء هذا الوطن أدعوك أن تكشف ممارسات دلاديل أمن الدولة وتفضح هؤلاء الدلاديل فضيحة المتطاهر يوم طلوعة على المعاش
حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك تعليقان (2):

  1. مقالاتك كلها روعة والله العظيم وانا معاك في كل حاجة بتقولها و احنا عنصريين بس برضه الغرب عنصري زينا

    ردحذف
  2. شكرً لتعقيبك وأنا فعلا أتفق مع ما قلته ويبدو أن العنصرية آفة كل الأزمنة لكننا نتفوق على الغرب لأن عنصريتهم فردية بينما عنصريتنا جماعية والدليل هو أن ممارسات بعض الغربيين تجاه الآخرين تتخذ دائما طابعاً فرديا بينما نحن نمارس العنصرية بشكل جماعي وأتمنى ان تنتهي كافة أشكال العنصرية والتمييز بيين البشر في كل الدنيا

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...