عشان ما نعلى ونعلى ونعلى لازم نطاطي نكاكي نكاكي

يحار معظم الكتاب والمحللين السياسيين في معرفة سر بقاء وإستمرار نظام مبارك في السيطرة على سدة الحكم في مصر لمدة ثمانية وعشرون عاماً متوالية على الرغم من هشاشة هذا النظام الذي يفتقد للتأييد السياسي بين عامة الشعب المصري ومثقفيه على حد سواء، ما غفل عنه هؤلاء الكتاب والمحللين هو ان هذا النظام يعتمد بشكل اساسي على إسلوب في غاية الخبث ألا وهو قصر الترقية وتولى الوظائف القيادية على كل من تظهر عليه بوادر الفساد فيحتضنه النظام ويقربه منه ويبدأ رحلة صعود لا تتوقف طالما إستمر هذا الفاسد الإنتهازي في خدمة النظام والدفاع عن وجود النظام الذي هو بالضرورة دفاع عن وجوده الشخصي وبذلك يحدث التماهي بين نظام مبارك وبين أفراد إنتهازيين يدينون بوجودهم لنظام فاسد تبناهم بدلاً من أن يحولهم للمحاكمة ويعزلهم من مناصبهم كما يحدث في أي دولة طبيعية، وبالطبع يجب أن نرفع القبعة إحتراماً للخبيث الذ وضع اسس هذه المعادلة التي تقول "لا تعايرني ولا أعايرك زي ما أنا فاسد برضه إنت فاسد إنت وأهلك"،
وما يؤكد صدق هذه النظرية هو واقع الحال في كل مصالحنا الحكومية، لو كنت موظف فأنت تعرف مدى فساد وإنتهازية رئيسك وتعلم أنه أيضاً لا يقرب منه سوى أشباهه ممن لديهم الإستعداد لفعل أي شئ مقابل المال، لو كنت مدرس فهذا هو حال مدرستك وحال إدارتك التعليمية التي لا يجلس على كرسي الرئاسة فيها سوى المتملقين الذين يفتشون في إجابات التلاميذ ويبلغون عن طالبة كتبت كلاماً تنتقد فيه الرئيس مبارك، ولو كنت ظابط شرطة ستعرف أكثر من غيرك مدى فساد جهاز الأمن الذي لا يترقى فيه سوى من كانت خسته ولصوصيته وفساده مضرب الأمثال، لن تنال ترقية لو لم تتزلف وتنفذ الاوامر مهما كانت ظالمة وتتعارض مع كل ما علموك إياه في كلية الشرطة، كلما زادت وحشيتك في التعامل مع الناس كلما نلت الرضا السامي، كلما إزداد إنعدام ضميرك وإعتقلت الأبرياء ممن يغضب عليهم مبارك كلما زادت فرصتك في ان تخلع رداك الميري وتنضم للخبثاء السابقين الاولين في المباحث العامة بكافة فروعها او ربما رضي عليك قادتك ونقلوك لعاصمة الخبث والخبائث في إدارة مباحث امن الدولة،
ولأن الشئ بالشئ يذكر فقد حدث منذ عامين أن كنت أعمل في مركز دورات كمبيوتر في الدقي وكنت محاضر لدورات تعليم (CMS) أو انظمة إدارة المحتوى وكنت أدرس بوابة جملة أو JOOMLA للراغبين في إدارة مواقع الإنترنت وفي أحد الايام طلب مني مدير المركز أن أذهب لشخصية مهمة جداً ترغب في أن ان تاخذ درساً خاصاً وسيدفع مائتان جنية عن كل محاضرة ساعتان بشرط أن أذهب لمنزله وافقت وذهبت لأجد نفسي أتعامل مع لواء سابق في أمن الدولة، رجل تجاوز الخامسة والسبعين من العمر لا يستطيع التحرك من مجلسه وعلى الحائط تتراص صور عديدة له تم إلتقاطها أثناء أدائه لمناسك الحج والعمره كانت كثافة الصور غير عادية كما لو كان الرجل مصراً على إقناع نفسه بأنه مسلم، ثم سمعنا آذان صلاة العشاء فإستأذنني لكي يصلي ومن سرعة حركاته أدركت ان الرجل لا يصلي بالفعل فقد كان يصلي جالساً وهذا أدعى لأن يطيل في سجوده وركوعه حيث لم يكن يتجشم اي مشقة وبرغم ذلك كانت صلاته اشبه ببربشة الرموش كانت حركات رأسه سريعة لا اظنه كان يستطيع ان يقول سبحان ربي العظيم مرة واحدة من فرط سرعته، المهم انهى صلاة العشاء أربع ركعات في أقل من دقيقة والله العظيم ما بكذب عليكم وربي يحاسبني لو كنت ادعي عليه، المهم نرجع مرجوعنا وأحب اقول لكم إني بفضل الله داهية أريب وبدأت أجرجره في الكلام عشان اشوف إيه حكايته، من الآخر كان ظالم لدرجة لا يستطيع معها البوح بما فعله لكن الشئ المؤكد إنه كان بيعشم نفسه باليوم اللي يطلع فيه على المعاش ويتوب، ولأن ربنا لا يستطيع أي مخلوق أن يمكر عليه فقد مكر الله به مكرا مهلكاً مذلاً وبدلاً من ان يميته الله ليمنعه من التوبة وحتى لا تكون له على الله حجة يوم القيامة فقد أمد الله لحضرة اللواء في عمره لينفذ ما حدثته نفسه به، ومع ذلك حال الله بينه وبين قلبه، قلت لحضرة اللواء السابق أنه يبدو كما لو كان يمثل انه يصلي ويجب ان يعيد صلاته ويتمهل فما كان منه إلا أن أخبرني بأن صدره يضيق عندما يصلي وأنه ايضاً لا يستطيع ان يجبر نفسه على الإنصات للقرآن لمدة تزيد عن دقيقة وهذا شئ يحيره، طبعاً فضلت الصمت وتركته وانا متأكد من صدق كلام الله في كتابه الكريم " ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"،
الشاهد مما سبق إني بقيت عارف ومتأكد إن كتير من دلاديل نظام الحكم عارفين من جواهم إنهم فاسدين وظالمين وتلاقيهم بيعشموا نفسهم بإصلاح أنفسهم بعد ما يكونو نفسهم ولا بعد ما يهبشو كام هبشة ولا بعد ما يطلعو على المعاش، وأقول لكل دلدول "إنسى يا عمرو" كان غيرك أشطر، الحل الوحيد عشان تكفر عن دلدلتك هو حاجة من إتنين إما إنك تستقيل وتشوف لك شغلانه تانية أو لو كنت ضعيف الشخصية ومش قادر تستقيل من عالم الدلاديل يبقا إستمر بس كون اداة إعاقة لا أداة تنفيذ، بمعنى عندما يطلب منك رؤسائك فعل شئ ما لخدمة نظام الحكم اللي انت عارف كويس انه افسد وأحقر وأظلم نظام حكم عرفته البشرية، الشطارة بقا إنك تعيق تنفيذ أوامر النظام، مثلا عايزك تقبض على واحد من المشتغلين بالسياسة وإنت أول واحد عارف إنه اطهر من رئيسك ذات نفسه، طبعاً سهل جداً تشتري خط موبايل بدون إسم وتكلم الناس المطلوب القبض عليها وتعرفهم باللي هيحصل لهم واطلب منهم إما السفر للخارج أو البقاء بس بشرط يحشدوا كل معارفهم واقاربهم معاهم عشان يعوقو تنفيذ أمر الإعتقال، كده عملت النص الأولاني من التعويق لسه يا بطل النص التاني وهو إنك تخذل زملائك اثناء تنفيذ الإعتقال وتقنعهم إنه مينفعش نتحدى الناس دي كلها عشان سمعة الجهاز وهيبته بين الناس ما تتهزش، دي كانت فكره بسيطة تفدر تطورها أو تستلهم منها طرق أخرى في التعويق والمماطلة، لو كل دلدول قرر إنه يكفر عن دلدلته وعن سيئاته وفساده وبدأ يعوق ويعطل تنفيذ أوامر رؤسائه يبقا كده النظام هينهار هينهار لانه مش هيلاقي حد يعتمد عليه وهذا هو المطلوب إثباته، انا عارف ومتأكد إن فيكم بعض الخير وعارف ومتاكد إن بعضكم مستني الفرصة للإصلاح بس مش عارف يعمل إيه، الفرصة الوحيدة المتاحة لكم أن تتخلو قليلاً عن شعاركم "عشان ما نعلى ونعلى ونعلى لازم نطاطي نكاكي نكاكي، ياريت تجمدوا الشعار ده مؤقتا وتبطلوا تكاكو وتطاطو وتسترجلو شوية وتقفو مع جموع الشعب ساعة اللزوم
حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك 6 تعليقات:

  1. يا عم إنت جامد كده ليه وبنكتب كل يوم موضوع طويل كده ازاي ... ياريت يسمعم كلامك ويتعلمو يقاومو الاوامر الظالمة

    ردحذف
  2. على فكرة انا كل يوم اقول بكرة مش حعلق خلاص مهما يقول مش حيلاقي حاجة جديدة يكتبها سبحان الله الاقيك لقيت فكرة جديدة وبتكتبها ولاحظت ما شاء الله عليك انك بدات بمهاجمة الحكام وبعدين بمهاجمة الجبناء وهم الشعب وبعدين الان ماشي في الخطة ماسك حكاية تحريك الضمائر الغائبة لزعزعة نظام الحكم ودي فكرة عبقرية بتضربهم في مقتل ومش عارفة مخك حيطلع افكار ايه تاني يا عبقري بس واضح انك ماشي بخطة وربنا يوفقك وقلوبنا معك بس استمر بجد يمكن توصلنا لحاجة ابعد من توقعاتنا ويكون فيك الخير الي مش لقينه وتكون مهدينا المنتظر يا فارس بني خيبان

    ردحذف
  3. ماشاء الله ,,مقال رائع ومتميز

    جزاكم الله خيرا كثيرا

    وننتظر المزيد

    ردحذف
  4. غير معرف الأولاني
    يا عم لا جامد ولا حاجة كل ما في الأمر إني صايع اليومين دول لا شغلة ولا مشغلة المفروض إني أكتب سيناريوهات لكن أعمالي مجمدة وعشان أحافظ على لياقتي الذهنية فطبعا لازم أشغل مخي عشان ما يركنش وعشان ما أنساش الكتابة وأديني بقوم بالواجب على قد ما بقدر
    تقبل تحيتي ومودتي

    ردحذف
  5. غير معرف التاني
    للأسف يا صديقي مضطر أخلف ظنونك عشان عندي أطنان من الأفكار التي لا أظن أن العمر يكفي لكي أصيغها وأنشرها بل أزعم أن معين أفكاري لا ينضب ووتلك منحة من الله أحمده وأشكره عليها
    على فكرة أنا لم ولن أهاجم الشعب حتى لو كان هذا الشعب جباناً بل سأحثه على الشجاعة وسأجملها له وسأحرضه عليها وهذا أفضل مليون مرة من نقد تخاذل الناس فبدلا من أن أنال حنقهم قررت أن أقدم لهم حلا لمشاكلهم

    ...
    ....
    وعلى فكرة أعتقد إن مدحك زاد عن حده بوصفك لي بالمهدي المنتظر فإنما أنا كائن ضعيف لا حول له ولا قوة إلا بالله ولست أزعم بأفضليتي على أي مخلوق وحاشا لله أن أطمح فيما ليس لي لذلك أتعشم منك في المرة القادمة ألا تبالغ في مدحي فذلك أكره لي من الذم لأنك بهذا المدح قد تفسد نفسي وتعين شيطاني علي، فاللهم ثبتنا وأخرجنا منها لا لنا ولا علينا وإجعلنا من زمرة عبادك المتقين

    ردحذف
  6. مسلمة من أرض المشرق
    أسعدني مرورك وتعقيبك على المدونة وإن شاء الله سوف يوجد دائماً المزيد والمفيد والجديد
    تقبلي تحيتي ومودتي

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...