ما قاله وما لم يقوله مبارك في مقاله

نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية مقالاً للرئيس مبارك إعتبره غالبية الخبراء والمحللين السياسين رداً على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جامعة «بار إيلان» والذي وضع فيه نتنياهو شروطاً تعجيزية للطرف الفلسطيني العربي مقابل قبول إسرائيل بحل الدولتين، ونشر مقال مبارك تحت عنوان "كيف ننجز سلاماً فلسطينياً ـ إسرائيلياً؟" وفخامة الريس مبارك بالطبع هو أكتر واحد يعرف الحكمة اللي بتقول "إذا أردت أن تنجز فعليك بالونجز"، تعالو معايا نستعرض مضمون مقال مبارك، بعد أن أثنى مبارك وأفرد على خطاب أوباما في القاهرة وأعلن تطلعه وإستعداده للتعاون مع أوباما من أجل إتباع مسار جديد فى العلاقات بين أمريكا من جانب والعرب والعالم الإسلامي من جانب آخر وطبعاً كلنا عارفين إن مبارك من يوم أن جلس على كرسي الرئاسة وهو متعاون ومتهاود ومتطلع للأمريكان والإسرائيلين، ونصل في مقالة مبارك إلى قوله «على مدى عقود من الزمن، انخرط العالم العربى فى عملية مجهدة من المراجعة للذات حول كيفية مواكبة قوى التغير التى تعتمل داخله، بما فى ذلك التوقعات الصاعدة للأجيال الشابة التى تنمو سريعاً، وتصاعد الصراعات الإقليمية التى تزعزع الاستقرار، وتضخم تيار التعصب والتطرف» معذرة يا سادة أنا للأسف سألت كتير من القراء المخضرمين عن مغزى ومعنى هذه الرطانة المتفيهقة وبكل أسف لم ينجح أحد في شرح معني هذه الهرتله، حتى الواد زومبوء إبن أم زومبوء أشهر رجل أعمال سفلية في بر مصر والساحر الرسمي للقصر الجمهوري فشل في ترجمة طلاسم هذا اللغو المتفرشح وبما إني غاوي فلحسه هحاول أستعرض معاكو معنى جملة «انخرط العالم العربى فى عملية مجهدة من المراجعة للذات حول كيفية مواكبة قوى التغير التى تعتمل داخله، بما فى ذلك التوقعات الصاعدة للأجيال الشابة التى تنمو سريعاً»، إييييييه، عظمة على عظمة ياست، إيه الحلاوة دي، يادين النبي، إييييييه، حد فاهم حاجة خصوصاً الحتة بتاعت التوقعات الصاعدة، مش عارف ليه جالي إحساس إن اللي كتب المقال للريس كان ضارب بانجو مخلوط عليه جعضيض وسبانخ ناشفة، نيجي بقه للحتة اللي بيقول فيها لا فض فوه وفوه اللي جابوه «عكفت مصر على عملية إصلاح تشهد نجاحاً فى توفير فرص أكبر لشبابنا، والمزيد من التمكين للمرأة، فضلاً عن المزيد من التعددية والحوار الداخلى، ونحن نقر بصراحة بأن الطريق أمام هذه العملية لايزال طويلاً حتى تلبى تطلعاتنا» إصلاح إيه اللي جاي تقول عليه يا ريس وفرص إيه وشبابنا إيه حوش حوش الإصلاح اللي غرق البلد في بحور الفساد والفقر والعمالة، وقال إيه بيقولك فضلاً عن التعددية والحوار الداخلي، التعددية دي هي اللي مقدرتش ياولداه تستحمل منافسة الدكتور أيمن نور ليك على منصب الرئاسة ولفقت له قضية عشان تخلص منه ومن حزبه، ولا فخامتك تقصد التعددية اللي شمعت حزب العمل وجريدة الشعب بالشمع الأحمر وضربت عرض الحائط بخمسة عشر حكم قضائي بعودة الجريدة والحزب، ولا سموك تقصد التعددية اللي بتعتبر أن كل من يعارض حكمك وحزبك الوطني خارج عن الإجماع وعميل بناء على صياغة إعلام فخامتك الريادي المتردي، ولا سعادتك تقصد التعددية اللي حولت زعماء الإخوان المسلمين للمحاكم العسكرية واللي حبست خيرت الشاطر ومجدي أحمد حسين وغيرهم من ضحايا تعددية فخامتك، الواد اللي قاعد جنبي بعد ما قرأ حكاية التعددية دي مسخسخ على روحه وبيقول "تعددية إيه يا بو تعددية" وإنفجر في نوبة ضحك هستيري وأنا دلوقتي بطبب عليه بس مش زي طبطبة نانسي وبقول له "معلش حقك عليا وإمسحها فيا المرة دي" الحمد لله مسك نفسه وبطل يضحك ورفع إيديه لفوق وهو بيدعي ويقول "إلهي وإنت جاهي يعددوا عليك بدري يابو تعددية مزيفة"، وبعد الفقرة المضحكة بتاعت التعددية دخل مبارك في مقاله على التقيل وأعني القضية الفلسطينية وبعد ما إعترف بالحالة الحرجة والإنتكاسات اللي بتمر بيها عملية السلام في المنطقة ثم بدأ في التودد إلى أوباما والأمريكيين عارضاً عليهم إستعداده هو وباقي الحكام العرب إلى التطبيع الكامل مع إسرائيل بعد حل القضية وإقرار مبدأ الدولتين، واضح إن مبارك عايز يستفيد من إستعداد أوباما لوضع حل نهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأهو بكده يبقا ضرب عصفورين بحجر واحد، العصفور الأولاني إن مبارك يبقا شارك في التوصل لتسوية نهائية (من منظوره) للقضية الفلسطينية وبكده يضمن يسجل اسمه في التاريخ كراعي رسمي وعراب عملية سلام وإستسلام وتسليم أراضي دولة فلسطين للأبد وهو ما يتضمن الإعتراف بدولة إسرائيل ولا عزاء للفلسطينين ولا للعرب ولا للمسلمين ولا للتاريخ ولا للجغرافيا وسمعني سلام "بالإستسلام إحنا إبتدينا ياسلام"، والعصفور التاني إن مبارك هيسلم بقلب جامد رئاسة مصر لإبنه جمال وهو متأكد إن أمريكا وإسرائيل هيكافئوه على جهوده وخدماته الجليلة في قيادة طابور المستسلمين ويتغاضوا عن التوريث وبكده يلبس الشعب المصري عائلة مبارك إلى الابد ويتغير إسمها من جمهورية مصر العربية إلى الجمهولوكية المباركية، آه يابن الإيه يا مبارك ده انت راجل واسع .... الحيلة وغويط، سيبك الجامد جامد من يومه.

حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...