نياو نياو ... هو هو هااو

واقف قدام شباك تجديد الرخص في المرور عشان أجدد رخصة قيادتي، وهو كان واقف قدامي يناكف في الموظف اللي كان بيعقد له في تجديد رخصته، غمزته في كتفه وقولتله إديله بريزة ولا ريال عشان تخلص من رزالته، إلتفت وبصللي من فوق لتحت ثم تجاهلني وإلتفت ليكمل جداله ومقاوحته مع الموظف المرتشي وبمنتهى العناد نجح في تجديد رخصته دون أن يدفع لا بريزة ولا ريال ولا حتى شلن، أخوكو إللي هو أنا من غير ما حد يطلب مني خدتها من قصيرها وحطيت ورقة من أومات عشرين زئرود (الجنية في بعض اللغات لأن الناس إتجننو منه واللحلوح في لغات أخرى لأنه بيلحلح كل شئ) عشان أنهي وألخص وأقصر في الدفنة لأن الموظف الرزل المرتشي أوجس في نفسه خيفة أن أكون أنا أيضاً من فصيلة البشر التي ترفض دفع الرشوة على أساس أن الراشي والمرتشي في جهنم وربنا يغفر لي، و كان الشرر بينط من عينين الموظف بسبب عناد وصلابة صاحبنا اللي عرفت بعد كده إن إسمه العربي، لحقته خارج وحدة المرور وعزمته يضرب معايا قهوة أو شاي أو حاجة ساقعة على القهوة اللي قدام المرور على ماييجي ميعاد تسليم الرخص الساعة تلاتة فوافق وهو ينظر لي بريبة، أبديت له إعجابي بتناحته في الحق ورفضه أن يدفع رشوة للموظف فإرتاح لكلامي وبدأت بيننا صداقة أظنها متينة بسبب إعجابي وتعجبي في نفس الوقت بشخصه الغريب والذي يستحيل أن تجد مثاله في أي زمان ومكان، جاء وقت صلاة العصر وفي المسجد عرفت عنه إنه بيصلي قصر ولما سألته ليه هو إنت مسافر فأخبرني أنه لم يستقر حتى الآن لكي يعتبر نفسه مقيم وأثناء صلاته منفرداً لاحظت إنه يرفع وجهه لأعلى ولما أخبرته بعد ذلك إنه من المفروض أن ينظر إلى موقع السجود فتحجج بأنه خلاص طق من جنابه من كتر ما أحني رأسه وطاطا للاقزام وأن الله يعلم مافي نفسه من مرارة وهو أرحم الراحمين، عجيب أمر هذا العربي اللي عرفت عنه أيضاً إنه يتناول شرابه وطعامه باليد اليسرى ولما سألته إنت أشول فأنكر أن يكون أعسراً وعرفت إنه بيعتقد بيقين مطلق إنه مستحيل تكون دي نعمة ربنا اللي قسمهاله في الدنيا وإن دي بالتأكيد فتات موائد اللئام ولاد الحرام عشان كده بيتناولها بيده الشمال ، أفزعني منطقه الغريب وفلسفته الغير مألوفة ويقينه التام بما يفعله فإستدرجته في الكلام وعرفت عنه إنه كان تاجر موتسيكلات كبير والدنيا جارت عليه وكحرتته بالتعاون مع ولاد الحرام، في شبابه أيام ما كان طالب في الجامعة إنضم لإحدى أسر الإخوان المسلمين وبدأ وقتها في ممارسة بعض النشاط الإجتماعي فقط دون أن يمارس أي نشاط سياسي بسبب إعتراض والديه خوفاً عليه، ولما إتخرج من كليه الآداب توفى ابيه وورث مع أخيه الأصغر عن أبيهما محل كبير لتجارة الموتسيكلات وإستيرادها ثم بعد كده توفت أمهما حزناً على موت وفراق زوجها ثم قرر أخوه الأصغر أن يأخذ حقه في الميراث ويهاجر خارج مصر فقد كان مفتوناً بالحياة في أمريكاً، نجح الأخ بعد محاولات كثيرة ومكلفة في الذهاب إلى أمريكا وإنقطعت أخباره تماماً، وفجأة وجد العربي نفسه وحيدا في شقته ومحل تجارته، ماكانش قدامه غير إنه يكثف نشاطه الإجتماعي مع بعض أعضاء جماعة الأخوان وهو عبارة عن نشاط خدمي للحي اللي كان ساكن فيه يعني مساعدة المحتاجين مادياً خاصة الأرامل واليتامى وتوزيع المساعدات العينية وزكاة الفطر خلال شهر رمضان بالإضافة للتبرع بالمساعدات المادية لأسر المعتقلين الأبرياء من جماعة الإخوان، وبعد فترة أصبح دكان العربي أشبه بمنتدى حواري إجتماعي سياسي فبدأ في لفت أنظار وعيون اللي ما يتسموا خنازير كلب الدولة اللي كان دايماً يقول عليهم ربنا يسمهم ويخلصنا من سمهم وخبثهم وظلمهم، بعد كده إتعمل عليه أجمد حوار وأغرب إشتغالة ممكن يتصورها عقل بشري، بإختصار إتنصب عليه بتخطيط وتنفيذ اللي ما يتسموا، حد يتصور إن الجهاز المفروض إنه بيعمل لحماية الوطن هو اللي خطط ونفذ عملية النصب بجرأة وبجاحة يحسدهم عليها أعتى المجرمين (وده يأكد إنهم مجرد ميليشيات مرتزقة)، فقد العربي امواله التي تبقت من عملية النصب وباع دكانه وهو يحارب طواحين الهواء كالفارس دون خيشوت دون أن يستطيع هو أو محاميه إثبات الجريمة على مرتكبيها فقد زورت محاضر الشرطة ولفقت محاضر التحريات وكذلك طرمخت تحقيقات النيابة في سيمفونية ظلم متواصل، بعد ذلك إضطر العربي للعمل كسائق تاكسي فلم يكتفي أعضاء الإدارة العامة لخنازير كلب الدولة بما فعلوه بل إستمروا في تحريض أصحاب السيارات التاكسي التي عمل عليها لكي يطردوه من عمله وحورب الرجل في رزقه حتى إضطر لأن يبيع شقته وإستأجر غرفة وصالة في أطراف العاصمة وإشترى بثمن الشقة سيارة تاكسي يعمل عليها وحده بعد أن فشل تماما في العثور على سائق أمين لا يفسد السيارة بناء على تعليمات خنازير كلب الدولة الذين يجندون كل سائق يعمل معه بعد أن نجحوا في تجنيد جيرانه وأصدقاؤه، قررت أن أتخذه صديقاً فرفض وتحجج بأن الخنازير سيجندوني لكي أنونو كالقطط وهي الطريقة العبيطة التي دأبوا على إستخدامها معه منذ أكثر من عامان دون أن يكلفوا أنفسهم عناء إبتكار طريقة أخرى بعد أن تجاهلهم العربي تماماً كما لو كان لا يسمع شيئاً، أصررت على أن أكون صديقه رغم عدم إقتناعي بفلسفته الغريبة كالقصر في الصلاة والأكل باليد اليسرى التي إعتبرتها فلسفته الخاصة في الإحتجاج على واقعه المؤلم وعاهدته أن لا أمارس المواء كالقطط كما يفعل عملاء خنازير كلب الدولة، فتعجب من إصراري وهو يضرب أخماس في أسداس في أسباع في أتمان في أتساع عن حقيقة موقفي هذا وإصراري على صداقته، فلم أجد امامي حلاً لإقناعه بأني غير قابل للتجنيد من قبل الخنازير سوى أن قلت له بأنهم لن يستطيعوا تجنيدي أبداً لسبب بسيط وهو انه كلما رآني عملاء خنازير كلب الدولة فإنهم ينبحون كالكلاب،

حسام السعيد عامر

Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك تعليق واحد:

أرشيف المدونة الإلكترونية

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...