وسرت وحدي شريداً مبعزق الخطوات

واقف لا بيا ولا عليا في طابور تذاكر قطار اسكندرية في محطة مصر بالقاهرة، وإذ فجأةً صوابع ولا القلم الفرنساوي تخبط على كتفي برفق، وحتت مٌزَّةَ معصعصة زي ما قال الكتاب تبتسم لي بسهوكة، وتطلب مني اقطع لها تذكرة إسكندرية، وياريتني ماقطعتلها الكذكرة (التذكرة)، سامع واحد غتت بيقول عليا كلام مش ولابد، ربنا يسامحك.
ماعلينا إديتها الكذكرة وذهب كل منا لحال سبيله، إشتريت جرنال أتسلى فيه، ثم هرولت لركوب القطار الذي أعلن ميكرفون المحطة عن إقتراب ميعاد قيامه، بحثت عن رقم مقعدي المدون على التذكرة، وبالطبع كانت المٌزَّةَ قد سبقتني وجلست على الكرسي المجاور للكرسي اللي هقعد عليه، ورغم أن القطر الأسباني التكييف فيه كويس جداً، ومع ذلك ساعتين ونص قضيتهم وأنا أعاني من أعراض حمى يمكن تكون شوكية، أو برشومية نسبة للتين الشوكي أو البرشومي.
تخيل يا مون بيه ان درجة حرارتي وصلت لسبمعميت فهرنهيت من ساعة ما قعدت جنب المٌزَّةَ اللي كانت من النوع اللي يجبر الرجل أن يقف لها إحتراماً ويقف معه شعر رأسه ويمكن يقف أيضا قلبه وغالباً سيقف شئ آخر لا مجال لذكر وقوفه هنا، والسبب طبعا كان صوتها الشتوي الدافيء، ومياصتها وسهوكتها اللي أكيد درستها في المعهد العالي لإعداد....
 -هي بصوت مشحون بهرومنات انثوية مكثفة: ميرسية قوي عالتذكرة.
أنا بصوت فحيح الملسوع من كوز درة مولع لسع لسانه: إنت تؤمري
وجلست وأنا أقول في سري: ياريتني قلتلها تؤمري يا قمر، كان عندمي شبه يقين إني مش هعرف أقرأ الجرنال اللي إشتريته، ماهو مستحيل أعرف أركز في القراءة وأنا قاعد جنب بنت تشبه الممثلة الأمريكية كيت هدسون، ياخسارة إيدها اليمين فيها دبلة يعني مخطوبة وأنا ماليش في العلاقات المتشابكة أو الهامشية مستحيل أكون أنا الخيار الهامشي أوالإحتياطي أو الإستبن.
داخل نفسي تعجبت من انها رغم كونها مخطوبة لكن بتتسهوك سهوكة وزة في موسم التزاوج، آآآه بس لو ماكانتش مخطوبة، كنت فتحت معاها أحلى حوار وخلصنا الرحلة دي وإحنا مأنتمين مع بعض، رحماك من هذا العذاب قلبي خلص فرقع وداب، المٌزَّةَ سابت كل الدكوره  الواقفين في الطابور وإختارتني أنا.
زي مايكون حد مسلطها على عشان تعذب اللي جابوني، تلاقيها عارفاني قلبي ضعيف ورهيف وبيرفرف وراء أي ته (تاء ) مربوطة، سامع نفس الغتت بيقول عليا خفيف، لا يا غتت مش خفيف ولا حاجة بس خليك مكاني وأقعد جنب مٌزَّةَ جميلة ومعصعصة ساعتين ونص وانت عندك ةمباديء وقواعد مستحيل تتجاوزها أو تكسرها، وبعدين كل واحد يروح لحاله.
وجرب بقا يا خفيف تسمع الكوبليه بتاع أم كلثوم لما لعلعت وقالت ويزداد الجوى بيا، ولو كنت بتفهم وبتحس، كنت هتعرف ان ساعة ما هتقوم المٌزَّةَ من جنبك هتتمنى لو كانت الحياة كلها تكون جوه قطر أسباني وجنبك مٌزَّةَ معصعصة زي ما قال الكتاب بتاع العصعصة، ومش مخطوبة، وصوابعها زي القلم الفرنساوي أبو نص جنية، وعينيها زي عيون القطط السيامي، وشفايفها زي جاتوة لابوا.
لو كنت متجوز كنت هتكره الإتوبيس اللي مستنياك في البيت، ولو كنت أعزب زي حالاتي كنت هتكره الصندل اللي انت مأنتم (مصاحبها) معاها، وعلى رأي المثل لا إتوبيس ولا صندل دي المٌزَّةَ المعصعصة هي الأفضل.
أمهند ( المهم) الحمد لله إن اللي كان بيزداد هو الجوى بس ومتطورش لحكاية الدمع، وإلا كنت قدمت طلب للمجلس الأعلى للرجولة، وطالبت بحذف عضويتي، وعلى رأي المطرب اللي قال يضرب الحب شو بيذل.
أكتر من ساعتين يا أخي في الرجولة وأنا قاعد أتقلب على جمر النا، مستحيل أفتح معاها حوار إلا إذا كنت حمار، مستحيل أتعرف عليها وأتكلم معاها من غير ما أعترف لها بأني بقيت صريع هواها وطبعاً مش هينفع لأنها مخطوبة.
كان الأسلم لمشاعري هو إني أكتم لساني جوه بقي، وأدفن عيوني في الجرنال، وأدعي ربنا يخلص رحلة العذاب من غير ما تضعف شخصيتي، أو تتبعزق كرامتي، وأخيراً وصلنا محطة سيدي جابر وزي ماتكون المٌزَّةَ حست باللي بيدور في عقلي وقلبي طول الطريق، فاجئتي بأغرب تصرف ممكن تعمله بنت، وقالتلي وهي بتقوم من على الكرسي: على فكرة أنت ماكنتش بتقرأ الجرنال، باي باي. وشاورت لي مودعة وهي تبتسم إبتسامة تدل على إنها سعيدة بأنها أثارتني، ورغم تصنعي بالتماسك لكنها فقستني، وفقست سبب صمتي طوال الطريق، أما أنا فخرجت من المحطة مش زي ماقال عبد الحليم حافظ (وسرت وحدي شريداً محطم الخطوات)، لكن أنا كنت في حالة أسهل وصف لها هو، وسرت وحدي شريداً مبعزق الخطوات.
حسام عامر
8/10/2008

وسرت وحدي شريداً مبعزق الخطوات . وسرت وحدي شريداً محطم الخطوات - عبد الحليم حافظ


Share شارك المقال مع أصدقائك :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...