الكفن مالوش جيوب

أول مرة مسكت فيها جرنال كنت في في سنة تانية إبتدائي، يعني عمري كان حوالي سبعة أعوام، وطبعا قعدت ألوش وأطجن وأصدقاء أبي رحمة الله عليه كانوا منبهرين من قدرتي على استيعاب شرحهم المتواضع لرسم الحروف، ولطريقة قرائتها. الجرنال كان الجمهورية على ما أتذكر العدد الإسبوعي.
عصرت مخي ونشرته، عشان أفتكر المانشيت المثير، اللي شدني يومها لسحب الجرنال من فوق ربطة الجرايد، عند الله يرحمه عم هريدي بتاع الجرايد في محطة السكة الحديد في المنصورة، لكن فشلت فشلاً ذريعا في تذكر المانشيت اللي كان السبب في فتح عيوني على قراءة الجرائد والمجلات.
بعد أول جرنال بيومين، وقعت عيوني على مانشيت تاني في جرنال أخبار اليوم عن الفتنة الطائفية وأحداث الخانكة وحرق مبنى تابع للكنيسة، وتوابع الاحداث المؤسفة اللي حصلت في اسيوط، وبداية من هذا اليوم بدأت أحب القراءة، بسبب مقالات أحمد رجب، ومصطفى أمين، وأنيس منصور.
في ذاك الوقت لم أستسغ قراءة جرنال الأهرام، لكن لما نجحت في الإبتدائية وزادت حصيلة مفرداتي اللغوية بدأت في قراءة الأهرام على استحياء وتعرفت على كتابات فهمي هويدي، وسلامة أحمد سلامة، واحمد بهاء الدين، ومحمد حسنين هيكل.
 ثم بعد ما كبرت خالص مالص إتعرفت على كتابات شباب الصحفيين، من أمثال إبراهيم عيسى، وبلال فضل في جريدة الدستور السياسية المستقلة، وكذلك الصحفي المحترم يحي القزاز، والكاتب الساخر جمال فهمي، وغيرهم من مشاهير الصحفيين في مصر فترة الثمانينات والتسعينات ومطلع الألفية الثانية.
الشئ المؤكد هو إني كنت بحسد أي صحفي صاحب عمود على النعمة اللي هو فيها، عنده نافذة مشرعة بتبص على آلاف القراء ويقدر يفيد ناس كتير بثقافته وفكره وعلمه، وكمان يقدر يقول رأيه في أي موضوع سياسي أو إجتماعي، عشان كده عشت فترة مراهقتي أحلم بأني هبقا صحفي صاحب عمود، ومش أي عمود ومتفهموش كلامي غلط.
تمنيت يكون عمودي الصحفي بيعبر عن صوت البسطاء اللي ماحدش بيسمع صوتهم طول ماهما عايشين، لكن بالتأكيد الصويت عليهم بعد موتهم بيوصل للمسؤلين، وبالتالي الحكومة كتر ألف خيرها بتستخرج لهم شهادة وفاة، وتمنيت يكون عمودي ساخراً متهكماً من كل خطأ بحيث يشعر كل مقصر أو مخطأ بالعار والشنار ويجيب صفيحة جاز وسخ ويدلقها على هدومه، ويولع في نفسه بالنار
وتمنيت أن يكون عمودي جرسة وفضيحة بجلاجل لكل فساد تقع عليه عيني، أو تسمع به أذني، لكي أطهر بلدي من كل مظاهر الفساد والظلم، وأخيراً واتتني الشجاعة للكتابة، ونزل على الإلهام وبدأت أكتب بعض المواضيع، لكن اللي كان دايما بيحيرني هو أسمي العمود بتاعي إيه.
متفهومنيش غلط لكن أنا عمودي مش زي أي عمود، ولازم يكون إسمه بيعبر عن شخصية صاحب العمود، اللي هو محسوبكم، وعن مضمون العمود في نفس الوقت، ودي كانت لوصة يا مون بيه ما بعدها لوصة، جبت حجرين معسل وقعدت أحكهم ببعض وأقدح زناد فكري وشكري إني ألاقي عنوان كويس للعمود أبداً.
لكن بعد جهد جهيد ومجهود مُجهد، وأنا واقف لا بيا ولا عليا مستنى المترو، وألاقيلك عيل غتت غتاتة ماوردتش على حد بيفكرني بنفسي وأنا صغير، الواد واقف على رصيف المترو مع أصحابه يرازي ويرخم على أصحابه الواقفين معاه، ويرازي كمان في خلق الله، ويرازي في العسكري الي واقف على الرصيف عشان يمنع الرجالة من ركوب عربية الستات، لكنه الحمد لله ما كنش بيمنع الستات من ركوب عربية الرجالة.
وإذ فجأةً لقيت الواد نط وضرب عيل صاحبه شلوتين ورا بعض بسرعة يحسده عليه جاكي شان، عجبني جداً الشلوت المزدوج ده، وقررت إن عمودي يبقا إسمه شلوت مزدوج، والسبب إني نويت أكرس عمودي لضرب كل شئ سلبي أكرهه بالشلوت مرتين أو أكتر حسب الظروف.
ساعات هتكون الشلاليت بهدف التسلية فقط، وساعات هتكون الشلاليت للغتاتة على المفسدين والمتجبرين، لو عايز تتفرج على شلاليتي المزدوجة أهلاً وسخسخ بيك ضيف غالي، وصاحب مكان، وإعتبر إن عمودي هو عمودك وماتعملش تكليف يا مون بيه.
ولو مش عايز تتفرج على الشلاليت إنت حر وطريقك زراعي وسكتك خضرا محمد خضر،،،،
 
البيان الرسمي لتدشين المدونة بصوت البقرة الضاحكة
الأخوة والأخوات قراء عمود أو بمعنى أصح مدونة "شلوت مزدوج"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لأننا جميعاً شركاء في هذا الوطن على كل المستويات سواء كنا قادة أو محكومين، لذلك فأنا أعاهدكم ببذل قصارى جهدي وشهدي وزهدي، للإرتقاء بهذا الوطن وتوجيه الشلاليت المزدوجة لكل من تسول له نفسه اللعب في حمامة السلام.
أو المساس بأمن هذا البلد الكويس، الذي أعاهدكم أيضاً أن أجعله أكثر كواسة بحيث يكون أكوس (الكاف قبل الواو) بلد في الكرة الأرضية، وأن أضع معكم اليوم لبنة جديدة من لبنات الحرية والديمقراطية، وبإذن الله ستكون لبنتنا هي أفضل لبنة.
وأسأل الله العلي القدير أن يسدد خطانا على طريق العروبة صلاح سالم رايح جاي، وتكون شلاليتنا المزدوجة دافعاً قويا لمسيرة قاطرة التنمية والتقدم والرخاء، وكما خدعتكم البقرة الضاحكة ذات يوم عندما خطبت خطبة شهيرة في مستهل حكمها، بأن فترتين كفاية قوي و الكفن مالوش جيوب، وها أنا أستلهم تلك الحكمة الخالدة من بقرتنا الداهية، وأنا بقولها من دلوقتي، الكفن مالوش جيوب وشلوتين كفاية قوي
حسام عامر
7/10/2008


Share شارك المقال مع أصدقائك :

هناك تعليق واحد:

  1. ههههههههههههههههههههههه
    حسام انت ملكش حل!!
    ايه الدماغ دي؟!!
    انا بصراحة كنت من شهور نفسي اسألك ليه مسمي اسم مدونتك"شلوت مزدوج"!!
    مش فاهمة ايش معني الاسم ده
    ...شكرا انك عرفتنا
    :)

    ردحذف

Recent Posts

سينما

مشاركة مميزة

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟، هل نظرية المؤامرة حقيقة؟

من الذي اغتال الرئيس محمد انور السادات؟  هل نظرية المؤامرة حقيقة؟ سؤال ربما لم يخطر على بال أغلب المصريين، لأن كلنا نعلم ان من قتل السادات ه...